حمّل رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الخطابات التي يطلقها قادة الاحتجاجات مسؤولية التفجيرات التي تشهدها البلاد متهمًا أجهزة مخابرات دول اقليمية بتنفيذ مشروع يهدف إلى جر العراق لصراع طائفي والعودة إلى الحرب الأهلية مشددَا على أنّ الأيدي ستبقى على الزناد لمواجهة موجة الإرهاب والتخريب.


لندن: قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في رسالة متلفزة إلى العراقيين اليوم الاربعاء ان الخطب والهتافات التي تطلق في مواقع التظاهر هي التي تحفز على تنفيذ هذه الموجة من التفجيرات الارهابية التي يتعرض لها العراقيون حاليا قتلا وتخريبا.

وأشار إلى أنّ مطلقي تلك الخطابات والشعارات يهدفون إلى جر العراق إلى حرب طائفية بإيعاز من أجهزة مخابرات إقليمية لم يسمها مؤكدا انه لن يربح منها أحد غير المتطرفين. وقال quot;لم تكن صيحات وخطب المتطرفين في مواقع التظاهر إلا المحرك الأساس للقتل والتخريب الذي يقف خلفه المشروع الإقليمي التدميري الذي لا يريد لهذه الحكومة الاستقرار ولا لهذا البلد البناء والإعمارquot;.

وأضاف المالكي ان القادة المتطرفين للاحتجاجات يطلقون تصريحات تحريضية تستفز مشاعر العراقيين وتحفز حالة التوتر والتوثب إلى عمليات إرهابية استهدفت مدن العراق المختلفة وخاصة العاصمة بغداد لأنها لم تستجب للفتنة الطائفية مستهدفة المؤسسات والمواطنين الأبرياء على حد سواء لجر مكونات الشعب العراقي إلى صراع طائفي والعودة إلى الحرب الأهلية.

وحذر من أنّ هذه الحرب إذا ما انفجرت هذه المرة فإنها quot;ستقضي على كل ما تم بناؤه وإعماره ولا يستفيد منها عراقي شريف إنما يستفيد منها فقط دعاة الطائفية والعصابات وأمراء القتل والإرهابquot;. وأكد انه سيواجه هذه الموجة من الارهاب والتخريب بحزم وملاحقة كل المطلوبين ودعاة الطائفية والتخريب مشددا بالقول ان quot;الأيدي ستبقى على الزناد، ولن تنال هذه الجرائم من عزيمتناquot;.

وطالب المالكي من أسماهم quot;العراقيين الشرفاءquot; بالتحلي بالوعي والالتفاف حول الحكومة ومواجهة دعاة الفتنة ميدانيا لإسقاط مؤامراتهم ومخططاتهم quot;وليكون الهدف هو سحب فتيل الفتنة وعدم الانجرار إلى رد الفعل الطائفي لا سيما من قبل بعض أبناء المناطق المستهدفةquot;. وناشد العراقيين quot;العض على الجراح والتماسك في اطار الوحدة الوطنية والوقوف بحزم تجاه هذه الموجة العدوانية التي تحركها أجهزة مخابرات إقليمية يشقى عليها أن ترى العراق يتقدم ويتطور ويزدهر والعراقيين يعيشون بأخوة وإيجابيةquot;.

وأشار إلى أن رد الفعل على التفجيرات سيكون بملاحقة كل المطلوبين والمتهمين ورفض دعوات التساهل مع الإرهابيين والإرهاب حواضنهم وارتباطاتهم. وأكد على الأجهزة الأمنية ضرورة اليقظة والحذر quot;وان لا يغمض لها جفن إلا باعتقال وملاحقة كل المطلوبين ودعاة الطائفية والتخريبquot;.

وخاطب المالكي منتسبي هذه الاجهزة بالقول إن quot;شعبكم سيكون معكم وشيوخ عشائره وشرائحه المختلفة كما كان معكم في إحباط الفتنة الطائفية في السنوات السوداء (عامي 2006 و2007) التي شهدت مثل هذه الموجة القذرة ولن نتساهل ولن نضعفquot;. وقال quot;إن كل ما أظهرناه من صبر وسعة صدر وحكمة لا يعني ضعفا ولا يعني أن صبرنا بلا حدودquot;.. متسائلا بالقول quot;ما معنى الحكمة والصبر مع ناس مجرمين لا يهمهم إلا تدمير مكتسبات الشعب والبلادquot;.

واليوم تبنى تنظيم دولة العراق الاسلامية، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة، التفجيرات الدامية في العراق التي rlm;استهدف معظمها امس الثلاثاء مناطق شيعية في بغداد وقتل فيها 52 شخصا وأصيب 223 بجروح.

وجاء في بيان حمل عنوان quot;غضبة الموحدين ردا على اعدام معتقلي اهل السنةquot; ونشر اليوم الاربعاء rlm;على مواقع تعنى باخبار الجهاديين وبينها quot;حنينquot; ان quot;ما وصلكم يوم الثلاثاء هو اول الغيث ومرحلة rlm;اولى لها ثأرا لمن اعدمتموهمquot;. rlm;

وأضاف أنّ هذه التفجيرات جاءت ردا على تصريحات وزير العدل حسن الشمري يوم الاثنين rlm;والتي أكد فيها ان العراق ماض في تنفيذ احكام الاعدام، بعد ايام من هجوم دام على وزارته قتل فيه rlm;rlm;30 شخصا وتبناه تنظيم القاعدة ايضا. وأوضح البيان quot;ها هي الجرعة الاولى من الرد تصلكم ليعلم rlm;اتباعكم الرافضة انهم سيدفعون ثمن افعالكم وتصريحاتكم بحورا من دمائهمquot;على حد تخرصات rlm;التنظيم. rlm;

واليوم شددت القوات الأمنية اجراءاتها في العاصمة بغداد، على خلفية سلسلة التفجيرات التي طالتها rlm;امس. وقال مصدر أمني ان الاجهزة الأمنية شددت اجراءاتها في العاصمة بغداد على خلفية التفجيرات rlm;التي طالت العديد من مناطق بغداد وراح ضحيتها اكثر من 250 شخصا بين شهيد وجريح.rlm;

وأضاف ان هناك بعض معلومات تفيد بوجود مخططات ارهابية لاستهداف المؤسسات الحكومية فضلا عن وجود سيارات معدة للتفجير تجوب المناطق لاستهداف الاسواق والمناطق السكنية.rlm; وأشار إلى أنّ quot;القوات الأمنية في حالة الاستعداد القصوى تحسبا لحدوث اي طارئ فضلا عن rlm;زيادة اعداد النقاط التفتيشية في مداخل بغداد. rlm;

ورغم ذلك قتل اليوم الاربعاء عراقي واصيب 7 آخرون، بينهم 6 عسكريين بجروح في سلسلة هجمات مسلحة بمحافظة صلاح الدين شمال غرب بغداد. وقال مصدر في شرطة المحافظة، ان مدنياً قتل وأصيبت زوجته وشخص آخر بجروح بإنفجار عبوة ناسفة جنوب تكريت مركز محافظة صلاح الدين.

وأوضح أنّ عبوة ناسفة انفجرت اثناء مرور سيارة مدنية في قرية السعود (80 كلم جنوب تكريت) ما أسفر عن مقتل سائقها وإصابة زوجته وشخص اخر كان برفقتهما بجروح وإلحاق أضرار مادية بالسيارة. كما اصيب جندي بجروح بانفجار عبوة ناسفة داخل quot;كرفانquot; يستخدم من قبل عناصر حماية بناية بلدية قضاء الدور(25 كلم شرق تكريت) وأصيب 4 جنود بجروح بانفجار عبوة ناسفة على سيارة مدنية كانت تقلهم على الطريق العام في قضاء بيجي جنوب تكريت.

وقتل 52 شخصا على الاقل واصيب نحو 223 بجروح في هجمات متفرقة في العراق الثلاثاء، عشية rlm;الذكرى العاشرة لغزو العام 2003 والتي تصادف اليوم. rlm;ويذكر ان العراق نفذ العام الماضي 129 حكما بالاعدام على الاقل مقابل 68 في 2011 وفقا لارقام rlm;وزارة العدل العراقية.