رأى رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد معاذ الخطيب أن الأسد والمافيا الحاكمة تستغل الطائفة العلوية من أجل تحقيق مصالحها، ومطمئنًا إلى أن الثوار لا يفكرون في الانتقام إطلاقًا. فيما أبدى أسقف الكلدان في حلب قلقه على مصير المسيحيين في المدينة.


أنقرة: طلب أحمد معاذ الخطيب رئيس الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من روسيا والولايات المتحدة الأميركية، عدم التدخل في الشؤون الداخلية السورية، موضحًا لهما أن quot;سوريا ليست حقل تجاربquot;.

جاء ذلك في كلمة ألقاها المعارض السوري في ندوة بعنوان quot;ثلاثة أعوام على الثورة السوريةquot;، التي نظمتها مؤسسة الأبحاث السياسية والاقتصادية والاجتماعية التركية، في العاصمة التركية أنقرة، والتي شارك فيها هو وجورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري.

لسنا حقل تجارب

أضاف الخطيب في كلمة ألقاها في ندوة بعنوان quot;ثلاثة أعوام على الثورة السوريةquot; في تركيا، أن أميركا وروسيا ثبت فشلهما في ليبيا وافغانستان والعراق، مطالبًا إياهما بالكفّ عن التدخل في الشؤون السورية الداخلية بعد ذلك، quot;لأن سوريا والسوريين ليسوا حقل تجاربquot;، على حد قوله، مشيرًا إلى أنهم سيتمكنون من التوصل إلى حلولهم بأنفسهم.

وأوضح أن الشعب السوري ليس لديه خيار آخر غير المقاومة لمواجهة المجازر والانتهاكات الصارخة التي يرتكبها النظام السوري بحقه، لافتًا إلى أن ذلك النظام قصف الشهر الفائت 86 مخبزًا، بشكل وصفه بـquot;الشنيعquot;، مؤكدًا أنهم لم يشاهدوا شيئًا مثل هذا من قبل في العالم كله.

وعن العلاقات بين المذاهب المختلفة في سوريا، قال الخطيب إن العلويين في سوريا يعيشون حالة شديدة من الرعب، خوفًا من انتقام الثوار منهم، مشيرًا إلى أن الثوار السوريين لا يفكرون في الانتقام على الإطلاق.

وتابع قائلًا إن quot;الأسد والمافيا التي تحكم سوريا، ليسوا مافيا من النصيريين، ولا العلويين، بل هم مافيا تستغل العلويين كوسيلة من أجل تحقيق مصالح خاصة بهاquot;، مشيرًا إلى أن النظام السوري يسعى إلى تصدير فكرة أن ثمة صراعًا مذهبيًا بين العلويين، وبين المذاهب الأخرى في سوريا، لخدمة مصالحه هو، وموضحًا أن العلويين والنصيريين جزء لا يتجزأ من نسيج الشعب السوري.

خداع العالم

وأشار إلى أن تركيا بذلت كل ما في وسعها لحل الأزمة السورية من خلال الحل السياسي، بينما الأسد يبذل مساعيه بشتى الطرق لخداع زعماء العالم أجمع.

من جانبه ذكر جورج صبرا في كلمته التي ألقاها، أن الشعب التركي وقف بجوار الشعب السوري منذ اندلاع الأحداث في سوريا، لافتا إلى أن النظام السوري لم يتورّع منذ اليوم الأول للثورة السورية عن اتهام شعبه بالإرهاب، ليس لشيء، إلا لأنه خرج في وجهه رافضًا الظلم والطغيان.

وذكر أن الشعب السوري هو الذي يمتلك حق تقرير مصيره، وفق المصالح التي يراها مناسبة له، مشيرًا إلى أن ثمة تغيرًا حدث في الموازين بين النظام والشعب، إذ إن النظام لم يعد قادرًا على جعل الشعب يذعن له، والشعب ليست لديه المقدرة على إحداث التغيير بالكيفية التي يريدها.

مصير مسيحيي حلب على المحك

من جانب آخر، أعلن أسقف الكلدان في حلب أنطوان أودو لوكالة الأنباء الفرنسية الخميس أن ما بين 20 ألفًا و30 ألفًا هو عدد المسيحيين، الذين غادروا هذه المدينة الكبيرة الواقعة في شمال سوريا، معربًا أيضًا عن قلقه على مصير كاهنين شابين خطفا منذ قرابة الشهر ونصف شهر.

الأسقف الكلداني الموجود في روما بصفته مسؤولًا عن منظمة كاريتاس - سوريا لحضور اجتماع هيئات إقليمية تعنى بمساعدة الكاثوليك، اشار الى quot;الالمquot;، الذي يشعر به، لأنه لم يعد قادرًا على البقاء إلى جانب ابناء طائفته في حلب.

واوضح quot;اقوم بعملي من دمشق. وانا على اتصال مع نائبي وكهنتي واصدقائي واهلي. ان اقفال مطار حلب والخطر الذي يلف الطرقات حالا دون عودتيquot;، مضيفا quot;لا ينصحوني بالذهاب، على الرغم من رغبتي الشديدة في ان اكون قرب شعبيquot;.

وتابع يقول quot;منذ شهر وعشرة ايام خطف كاهنان شابان في حلب. وتم طلب دفع فدية بقيمة 15 مليون ليرة سورية، اي 150 الف دولارquot; للافراج عنهما.

الاسقف الذي بدا عليه التعب، وتحدث برزانة، لتفادي اي تصريح يمكن ان يفاقم الوضع، اشار الى quot;قلق دفينquot;، ادى الى مغادرة ما بين 20 الى 30 الف مسيحي من اصل الـ160 الفا، الذين كانوا في حلب في بداية النزاع. واعلن ايضا انه بلغه ان هجومًا بالاسلحة الكيميائية وقع قرب حلب، لكنه لا يملك اي معلومة حول كيفية وقوعه ومنفذيه.

تطرق الاسقف الى ثلاثة انواع من النازحين، وقال ان هناك اولاً الذين هم في داخل سوريا على سبيل المثال الذين يذهبون من محيط دمشق الى وسط المدينة. وقال ان quot;المسيحيين لا يقصدون ابدا تقريبًا مخيمات اللاجئينquot;.

والفئة الثانية تشمل الذين يتوجهون الى لبنان quot;البلد المسيحيquot;، والذي تعتبر العلاقات معه quot;تاريخيةquot;، حيث توجد مدارس ومنظمات غير حكومية ناشطة، وحيث يمكن ان توفر سوق العمل فرصًا لهم، حتى ولو ان الحياة بالغة الكلفة. وقال ان quot;غالبية المسيحيين الاثرياء في حلب موجودة في لبنانquot;.

والفئة الثالثة تذهب الى كندا او الولايات المتحدة، حيث تجد جاليات سورية، وكذلك الى السويد، حيث تقيم جاليات سريانية وكلدانية اتت من العراق ايضًا. وردا على سؤال حول تغيير محتمل للنظام، اكتفى الاسقف بالاجابة ان quot;المسيحيين في سوريا يخشون ان يحصل ما حصل في العراقquot;.