بالرغم من الحديث عن إمكانية عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة، إلا أن تيار المستقبل غير متحمس للفكرة، إذ لا يريد للرئيس الحريري أن يكون رئيس حكومة إنتقالية بمهمة محددة.


بيروت: قبل ساعات على الجلسة الأخيرة للحكومة اللبنانية نقل عن رئيسها نجيب ميقاتي قوله عندما سئل عن توجهه بالنسبة للتمديد للمدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي quot;إجري عا إجروquot;، وهي عبارة لبنانية تعني التلازم بين شخصين في مسألة محددة، أضاف ميقاتي في أحد مجالسه: quot;أنا في السراي وريفي في المديرية وإلا فالحلّ الأخيرquot;. بعد ساعات وفى ميقاتي بوعده، واستقال.
بعض حلفاء ميقاتي تفاجأوا بالاستقالة، كالرئيس نبيه بري، بعضهم فرح بها كالنائب ميشال عون، وآخرون كحزب الله استمروا حتى اللحظة الأخيرة باعتماد الفوقية. مصادر مقربة من ميقاتي أخبرت quot;إيلافquot; أن رئيس الحكومة المستقيل أجرى اتصالاً بحسين خليل المعاون السياسي لأمين عام حزب الله، حسن نصر الله، وقال له ما حرفيته: quot;حاج حسين أبلغ السيد بأنني سأستقيل إن لم تتدارك الأمور ويتم التمديد للواء ريفي وهذا قراريquot; بعد وقت قليلتلقى ميقاتي اتصالاً جوابياً من خليل كان مضمونه quot;دولة الرئيس إفعل ما يحلو لكquot;.
في هذه الأجواء وبعد ساعات قليلة عاد إسم سعد الحريري، رئيس الحكومة السابق، ليتردد كأحد أبرز المرشحين لترؤس الحكومة الجديدة. مراقبون سياسيون اعتبروا أن حزب الله ذاته يبدو في أمس الحاجة إلى عودة الحريري إلى السلطة لإعادة حال الاعتدال إلى الشارع السني الذي بدأت تطغى عليه حالات التطرف والتشدد تبعاً لتطورات المنطقة. ولا يستبعد المراقبون أن يكون حزب الله هو من أوعز إلى وئام وهاب، وزير البيئة السابق، لتمرير اسم الحريري في إطلالة تلفزيونية بعد ساعات من استقالة ميقاتي.
المستقبل غير متحمّس
لكن أوساط تيار المستقبل، الذي يتزعمه الحريري، تبدو غير متحمسة لفكرة عودته إلى رئاسة الحكومة وفق ما قال النائب جمال الجرّاح في حديث إلى quot;إيلافquot;، مضيفاً quot;هذا رأيي الشخصي، وأعتقد أن اجواء الرئيس الحريري تشير إلى أنه لن يكون رئيس حكومة لها مهمة محددة في فترة إنتقاليةquot;.
ورداً على سؤال قال: quot;نحن في مرحلة إنتقالية حتى إجراء الإنتخابات النيابية، وبالتالي فنحن بحاجة إلى حكومة إنقاذ خصوصاً بعد تدهور الوضع الإقتصادي والأمني والسياسيquot;. وتابع: quot;يجب وضع قانون إنتخابي وإقرار هيئة الإشراف على الإنتخابات، لا أعتقد أن الرئيس الحريري في المرحلة القريبة سيكون رئيس حكومة لفترة قصيرة، لكن بعد الإنتخابات النيابية إذا توفرت الأكثرية النيابية المطلوبة فالرئيس الحريري قد يشكّل حكومةquot;.
وعن تداول اسم الحريري بشكل كثيف يرد الجرّاح quot;الأوساط السياسية تذكر الرئيس الحريري أو ترشّحه، لأنه رئيس أكبر كتلة نيابية، وكان رئيس حكومة الوحدة الوطنية التي نفّذ حزب الله انقلاباً عليها بقوة السلاح، فمن الطبيعي تداول اسمه، لكن الرئيس الحريري لا أعتقد أنه سيقبل برئاسة حكومة إنتقالية للإشراف على الإنتخاباتquot;.
حكومة إنقاذ
الجرّاح أعلن أن تيار المستقبل يفضّل quot;أن تكون هناك حكومة إنقاذ حيادية تتدارك الوضع الإقتصادي، الذي يعيشه اللبنانيون، وتحاول الخروج من المأزق الإقتصادي والمالي الذي وضعت الحكومة المستقيلة البلاد فيهquot;. أضاف: quot;ثانياً، الحكومة المطلوبة يجب أن تحافظ على الإستقرار والأمن وأن تشرف ثالثاً، على الإنتخابات بطريقة حيادية بعد التوصل إلى قانون إنتخابيquot;.
وأشار إلى أن كتلة المستقبل لم تتداول بإسم رئيس الحكومة العتيد quot;ما زال باكراً البحث في هذا الموضوع وأعتقد أن رئيس الجمهورية سيدعو إلى انعقاد طاولة الحوار في المرحلة المقبلة، على ضوء الحوار وجدول أعماله ستتم مناقشة الإسم الذي يمكن أن يطرح من قبل فريق 14 آذار لرئاسة الحكومةquot;.
أضاف: quot;طبعاً هناك أصول دستورية تحتّم إجراء إستشارات نيابية، العائق أمام مشاركتنا في الحوار، الذي تمثل بوجود الحكومة المستقيلة زال، وبالتالي إذا كان الحوار يؤدي إلى تفاهم بين الأفرقاء السياسيين، فنحن نطلب بالإسراع توقيع قانون إنتخابات وإجراءها بموعدها مع تأجيل تقني بسيط وتشكيل حكومة إنقاذية، ولا أعتقد أن لدينا مانعاً للمشاركة في الحوارquot;.
من جهته، قال وزير الداخلية في الحكومة المستقيلة مروان شربل في حديث صحافي عما اذا كان يتوقع عودة الحريري إلى لبنان لترؤس حكومة جديدة: quot;الحريري من الرؤساء الفاعلين على الارض ويستطيع أن يهدّئ الاجواء السياسية والطائفية في لبنانquot;.
عضو كتلة المستقبل النيابية النائب عمار حوري قال إن اصرار حزب الله يعني أنه يحضر لأمر أمني معين ولا يريد أن يكون عليه لا حسيب ولا رقيب من أية جهة كانت.
وأيّد حوري في حديث لـ LBCI طرح تشكيل حكومة حيادية تحاول ايجاد مساحات مشتركة بين كل القوى السياسية ، مؤكدًا عودة النائب سعد الحريري إلى لبنان.
وفي سياق متصل، رأت عدة شخصيات من قوى 14 آذار وجوب التنبّه من تصعيد خطير ومباشر باعتبار أنّ عنوان المرحلة بات quot;المواجهةquot;، والأزمة quot;مفتوحةquot; بحسب ما تدل عليه الاتصالات الدولية والتحركات الإقليمية.
ولا ترى هذه الشخصيات أي دلالة على تشكيل حكومة جديدة أو ضمان للاستقرار في البلد، متخوّفة من أنّ قوى 14 آذار ستصبح خارج المعادلة مع تطوّر الأوضاع.