أكد مراقبون أميركيون أن قرار آية الله علي خامنئي الحد من النشاط النووي لبلاده في هذه المرحلة لا يعتبر تغييرًا جذريًا في الموقف الإيراني بل تأجيلا ريثما تنقضي الانتخابات الرئاسية في إيران على خير ما يرومه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية.


القاهرة: قال مسؤولون أميركيون وإسرائيليون وأوروبيون إن الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي قرر الحد من النشاط النووي لبلاده وفقًا للمطالب الإسرائيلية، لكي لا تحدث أزمة دولية قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة هناك في حزيران (يونيو ) المقبل. لكنّ هؤلاء المسؤولين حذروا من أن تلك الخطوة تمثل تأجيلًا وليس تغييرًا جذريًا في الطريقة التي تسعى من خلالها إيران لامتلاك القدرات التي تمكنها من التسلح نوويًا.

وأشار المسؤولون إلى أن خامنئي مهتم باختيار رئيس يكون أكثر اتساقًا مع مواقفه من الرئيس الحالي محمود أحمدي نجاد، من دون التسبب في تكرار حالة الفوضى التي نشبت في البلاد على نطاق كبير في أعقاب الانتخابات التي جرت في العام 2009.

فالنهج الذي يتبعه خامنئي بهذا الخصوص يضع إدارة أوباما وحلفاءها في وضع استراتيجي حساس بتقييده طريقة تعاملهم مع برنامج إيران النووي.

الجولة الأخيرة

وصف المسؤولون الأوروبيون والأميركيون والإسرائيليون العام 2013 باعتباره العام الحاسم في برنامج إيران النووي، وهو ما تم النظر إليه باعتباره إشارة دالة على احتمالية استخدام القوة العسكرية، تبعًا لما أوردته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية في تقريرها.

هذا ومن المنتظر أن تتواصل المفاوضات الدولية التي تهدف للحد من برنامج إيران النووي يوم الجمعة القادم في كازاخستان، بمشاركة الدول الخمس ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن بالإضافة إلى ألمانيا. ويحتمل أن تكون هذه آخر جولة محادثات مع طهران، حتى بعد الانتخابات الرئاسية المقررة هناك في حزيران (يونيو) المقبل.

وكجزء من جهود درء خطر الضغوط الدولية، أبقت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصب لدرجة نقاء 20 بالمئة دون 250 كيلو غرامًا.

وأشار الخبراء إلى أن إيران ستحتاج لمثل هذه الكمية لإنتاج قنبلة ذرية واحدة. كما أنها الكمية نفسها التي سبق لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن قال عنها في كلمة أمام الأمم المتحدة في أيلول (سبتمبر) الماضي أنه يتعين على العالم منع إيران من تجميعها عبر ضربة عسكرية إن استدعى الأمر ذلك.

وسبق لنتنياهو أن أوضح في كانون الثاني (يناير) الماضي أن إيران لم تتجاوز quot;حتى الآنquot; الخط الأحمر.

تأجيل لا تغيير

لفتت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في أواخر شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي إلى أن طهران قامت بتجميع 232 كيلو غراما من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة، وأن حوالى 100 كيلو غرام من تلك الكمية يتم تحويلها بالفعل إلى لوحات وقود من أجل المساعدة في تشغيل مفاعل طهران البحثي.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين وأميركيين تأكيدهم أن المواد الانشطارية في تلك الهيئة يصعب استخدامها في تنفيذ برنامج خاص بالسلاح النووي.

وقال مسؤول أميركي كبير على دراية بالملف الإيراني: quot;طبقًا لأحدث تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، يبدو أن إيران تحدّ من مخزونها من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة عبر تحويل جزء كبير منه إلى أكسيد. لكن ذلك قد يتغير في أي وقتquot;.

وطبقًا لما ذكرته صحيفة وول ستريت جورنال، يعتقد المسؤولون الأميركيون والإسرائيليون أن تحركات إيران تمثل تأجيلًا لا أكثر، وأن باقي الخطوات تسرع الوتيرة التي قد تطور بموجبها البلاد وقودًا يدخل في صنع الأسلحة، مثل تركيب الآلاف من أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو العسكرية تحت الأرض.