دعا المرشد الإيراني علي الخامنئي المرشحين للانتخابات الرئاسية إلى عدم إطلاق وعود يعجزون عن الوفاء بها، وإلى التزام حدود النظام في تنافسهم، مؤكدًا أنه صاحب الكلمة العليا في إيران.


أقحم آية الله علي الخامنئي، المرشد الأعلى في إيران، نفسه في معمعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، بدعوة المرشحين إلى تجنب المطب، الذي يقع فيه الطامحون في الزعامة في أنحاء العالم، وهو تقديم وعود لا يستطيعون تنفيذها.

وأطلق الخامنئي، صاحب الكلمة العليا في شؤون إيران، دعوته هذه برسالة انتخابية خاصة على موقعه الشخصي، لا تترك مجالًا للشك في أنه الحاكم الناهي في العملية الانتخابية.

الممنوع والمقبول
ترد النصيحة في قائمة من التوجيهات تحدد للمرشح ما يتعيّن الالتزام به، وما يتعيّن الابتعاد عنه، خلال الحملة الانتخابية، متوقعًا من المتنافسين أن يتقيّدوا بها خلال الحملة الانتخابية، حتى يوم الاقتراع في 14 حزيران (يونيو) المقبل.

لا يخوض الخامنئي في التفاصيل، لكنه يلمّح إلى تعهّد الرئيس محمود أحمدي نجاد بوضع ثروة إيران النفطية على مائدة الإيرانيين قبل أن يفوز بولايته الأولى في العام 2005. غير أن رئاسته تميزت بارتفاع معدلات التضخم وهبوط مستوى المعيشة.

كما يحرص الخامنئي على عدم تكرار حالة الغليان، التي أعقبت فوز أحمدي نجاد بولاية ثانية، في انتخابات مطعون بنزاهتها في العام 2009، عندما نزل ملايين المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجًا على تزوير الانتخابات. وادّعى قادة إيران أن الاحتجاجات حينها مؤامرة مدعومة من الغرب.

وإذ يضع المرشد الأعلى هذه المخاطر نصب عينيه، فإنه يذكِّر المرشحين بألا يطمسوا الاختلاف مع أعداء البلد، الذين يقول إنهم يريدون زرع الفرقة وإشعال الفتنة في ايران.

حرمة الحد
ونقلت صحيفة ديلي تلغراف عن موقع الخامنئي قوله: quot;عندما يتلاشى الحدّ، فمن المرجّح أن يعبره البعض أو يعبره العدو، كما قد ينسى أصدقاء وآخرون في الداخل حرمة الحدّ، فيعبرونه وينتقلون إلى جانب العدوquot;. أضاف الخامنئي أن التنافس يجب أن يبقى في حدود النظام.

يدقق مجلس صيانة الدستور ذو السلطات الواسعة في سجل كل مرشح ومواقفه، قبل أن يقرر السماح له بخوض الانتخابات أو منعه. ويُعتقد أن الخامنئي يريد أن تكون غالبية المرشحين من المحافظين.

وإلى جانب موقع الخامنئي، الذي يديره مكتبه منذ سنوات، فإن لديه حسابًا على موقعي تويتر وفايسبوك أيضًا، بالرغم من أن شبكات التواصل الاجتماعي هذه ممنوعة في إيران.