جاء الهجوم الإسرائيلي على سوريا اليوم في وقت تدرس فيه واشنطن الطريقة التي يمكنها الرد من خلالها على ما قيل عن استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية، كما يشكل تصعيدًا إسرائيليًا خطيرًا وتدخلًا في الصراع، علمًا أنه هو الثاني الذي يُشنّ في ثلاثة أيام.
اعتبرت تقارير صحافية أميركية أن الهجوم الذي شنّته إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح اليوم في سوريا، وهو الثاني في ثلاثة أيام، يُشكِّل quot;تصعيدًا حادًاquot; للتدخل الإسرائيلي في الحرب الأهلية، التي تشهدها البلاد منذ ما يزيد بقليل على عامين.
وكانت طائرات حربية إسرائيلية قد ضربت مناطق داخل وحول العاصمة السورية في الساعات الأولى من صباح الأحد، ما أسفر عن وقوع سلسلة من التفجيرات، خلال استهداف شحنة صواريخ موجهة إيرانية الصنع، يعتقد أنها كانت في طريقها إلى حزب الله.
كما قام الجيش الإسرائيلي بنشر منظومة دفاع صاروخي في شمال البلاد كجزء من quot;تقويمات للموقف الراهنquot;. ونقلت في هذا السياق صحيفة quot;يو إس إيه تودايquot; الأميركية عن مسؤول استخباراتي في منطقة الشرق الأوسط، بعد رفضه الكشف عن هويته، وأكد لوسائل الإعلام معلومات متعلقة بعملية عسكرية سرية، تأكيده على أن إسرائيل شنت هجومًا في دمشق في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، لكنه لم يعطِ مزيداً من التفاصيل الدقيقة بخصوص المكان الذي وقع فيه هذا الهجوم.
الهدف صواريخ لحزب الله
أضاف هذا المسؤول أن الهدف كان صواريخ فاتح ndash; 110، المزودة بنظم توجيه غاية في الدقة، والتي تعتبر أفضل من أي أسلحة أخرى في الترسانة الخاصة بحزب الله.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الهجوم جاء في الوقت الذي تدرس فيه واشنطن الطريقة التي يمكنها الرد من خلالها على ما قيل عن استخدام نظام الأسد أسلحة كيماوية.
وبينما سبق لإسرائيل أن أعلنت عن رغبتها في البقاء بعيدًا عن الحرب الوحشية المشتعلة في سوريا، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قد أكد مرارًا وتكرارًا أن بلاده ستكون مستعدة للتدخل عسكرياً لمنع تدفق الأسلحة المتطورة من سوريا إلى حزب الله أو أي من الجماعات المتطرفة الأخرى.
وبينما أشارت وكالة الأنباء السورية الرسمية quot;ساناquot; إلى أن الهجوم استهدف مركزًا بحثيًا متخصصًا في الشأن العسكري والعلمي قرب دمشق، فإن إسرائيل قد سبق لها وأن أكدت أنها لن تسمح مطلقًا بتدفق أسلحة متطورة من سوريا إلى حزب الله.
غموض وتضارب
هذا ولم تصدر من البيت الأبيض حتى الآن أية تعليقات بخصوص الهجوم الذي وقع صباح اليوم. ولا تزال البيانات والتقارير متضاربة حتى اللحظة بخصوص الهدف الذي أصيب جراء هذا الهجوم، فهناك من يتحدث عن استهداف المنطقة التي يوجد فيها هذا المركز البحثي، الذي يعرف بمركز quot;جمراياquot;، وهناك من يتحدث عن استهداف موقع عسكري في قرية الصبورة، غرب دمشق، التي تقع على بعد حوالي ستة أميال من الحدود اللبنانية، وتقارير أخرى تنفي استهداف مركز جمرايا من الأساس.
عاودت الصحيفة لتنقل عن أوزي روبن، وهو خبير متخصص في الصواريخ ومسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية، قوله إنه إذا كانت صواريخ فاتح ndash; 110 هي الهدف، كما قيل، فإن ذلك سيكون خطوة على طريق تغيير قواعد اللعب في الصراع هناك.
وشدد روبن على أنه يتحدث من منطلق خبراته كخبير متخصص في الجوانب المتعلقة بالصواريخ، وأنه لا يمتلك أية تفاصيل أو معلومات ذات صلة بالهجوم الإسرائيلي.
ورفض النائب الإسرائيلي، شاؤول موفاز، وزير الدفاع ورئيس الأركان السابق، أن يؤكد الهجوم، لكنه قال إن إسرائيل تنتابها حالة من القلق بخصوص احتمالات وصول الأسلحة إلى عناصر حزب الله، وسط حالة الفوضى التي تشهدها سوريا في تلك الأثناء.
التعليقات