جهز بنيامين نتنياهو طائرته بمخدع للزوجية بكلفة 127 ألف دولار، بينما يرزح الإسرائيليون تحت حزم التقشف ورفع الضرائب، ما أثار غضب الشارع الإسرائيلي.


لندن: أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتجهيز طائرته بسرير له ولزوجته، كلفته 127 الف دولار، خلال رحلته التي استغرقت 5 ساعات من تل ابيب إلى لندن للمشاركة في مراسم تشييع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغرت ثاتشر الشهر الماضي.

وتسرب نبأ سرير نتنياهو الذي كلف استخدامه نحو 28 الف دولار في الساعة، بالتزامن مع تصاعد احتجاجات الإسرائيليين على الاجراءات التقشفية. وحاول طاقم نتنياهو من دون جدوى أن يحتوي فضيحة quot;الغرفة الحمراءquot; للترفيه عن نتنياهو وزوجته خلال الرحلة.

واصدر مكتبه بيانًا قال فيه إن رئيس الوزراء أوعز بالتوقف عن اعداد غرف نوم على الطائرة خلال الرحلات الجوية إلى اوروبا.

وحاول المسؤولون في البداية أن يدافعوا عن توفير مخدع زوجية على الطائرة، بعرض مفصل لبرنامج زيارة نتنياهو إلى بريطانيا ولكنهم سرعان ما تراجعوا امام ردود الأفعال التي سخرت من هذا التفسير في وسائل الاعلام المحلية.

تقشف وأيس كريم

تقاضت شركة طيران العال الإسرائيلية 427 الف دولار عن الطائرة التي وضعتها تحت تصرف نتنياهو وزوجته والوفد المرافق، من ضمنها كلفة تأثيث غرفة نومه على الطائرة. وقالت تقارير في وسائل الاعلام الإسرائيلية من أن الرحلة بطائرة أصغر بلا غرفة حمراء كانت ستكلف أقل بكثير.

وكتبت المعلقة سيما كادمون في صحيفة يديعوت احرونوت أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارًا: quot;كنا نعتقد بأن لا شيء يمكن أن يفاجئنا بعد الآن حين يتعلق الأمر بسلوك نتنياهو الشخصي، فكنا مخطئين في اعتقادنا واتضح أن الملك بيبي والملكة سارة يحق لهما أن يفعلا كل ما يحلو لهما، وأن السرير المزدوج الذي نُصب على متن الطائرة كلف الإسرائيليين الذين ينوئون تحت وطأة الاجراءات التقشفية، نصف مليون شيكل. أليس هناك حياء؟quot;.

وكانت فضيحة مماثلة فُجرت في شباط (فبراير) الماضي عندما كُشف أن استهلاك نتنياهو من الآيس كريم يكلف الخزينة أكثر من 2800 دولار سنويًا.

في هذه الأثناء يواجه الإسرائيليون زيادة في ضريبة الدخل بنسبة 1.5 بالمئة وزيادة في ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1 بالمئة وتخفيض علاوة الأطفال في اطار حزمة الاجراءات التقشفية التي يقول منتقدوها انها تعاقب الطبقات الوسطى على نحو غير متناسب.

غضب وتراجع شعبية

نزل أكثر من 15 ألف شخص إلى الشوارع مساء السبت احتجاجًا على هذه الاجراءات. وصب المتظاهرون جام غضبهم على يائير لبيد، مؤسس حزب هناك مستقبل، الذي جاء ثانيًا في انتخابات كانون الثاني (يناير) الماضي، وهو الآن شريك رئيس في حكومة نتنياهو الائتلافية. وكان لبيد وجه حملته الانتخابية لكسب ناخبي الطبقات الوسطى التي كانت دعامة حركة الاحتجاج في العام 2011.

ونقلت صحيفة غارديان البريطانية عن القيادية في حركة الاحتجاج دافني ليف دعوتها لبيد إلى أن يأخذ quot;من القطط السمان والحيتان لا من الشعب، من اولئك الذين يملكون لا من اولئك الذين لا يملكونquot;. وأظهر استطلاع نُشرت نتائجه الاسبوع الماضي أن اكثر من 50 بالمئة من الإسرائيليين قالوا إن ثقتهم بلبيد تراجعت منذ الانتخابات.