بعد أن حذر السفير السوري في الأردن بهجت سليمان، من أن صواريخ سورية قد تستخدم ضد بطاريات باتريوت التي من المنتظر نشرها قريبًا في المملكة، هدّد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بطرد سفير سوريا إذا كرر هذا النوع من التصريحات.


عمّان: مع تصاعد المواجهة الكلامية فصولاً مع السفير السوري، وتهديد الأردن بطرده على خلفية تحذيره للمملكة، من أن صواريخ سورية قد تستخدم ضد بطاريات باتريوت التي من المنتظر نشرها قريبًا في المملكة، تمكّنت السلطات الأردنية من إبطال عملية تهريب كمية كبيرة من الأسلحة كانت بصدد الدخول إلى البلاد من سوريا، كما تم إلقاء القبض على عدد من المتورطين.
وفي موقف علني وهو الأول من نوعه يصدر عن مستوى كبير، هدد وزير الخارجية الأردني ناصر جودة بطرد السفير السوري بهجت سليمان من بلاده، على خلفية كتابات هذا الأخير في المواقع الاجتماعية، خاصة تلك التي ذكر فيها أن دمشق quot;قد تستهدف المملكة بصواريخ اسكندر السوفياتية عندما ينشر الجيش الأميركي صواريخ باتريوت في الأردنquot;.
وقال الوزير الأردني إن quot;أي تصرف قادم يصدر في هذا الإطار من قبل السفير، سينتج عنه فوراً اتخاذ الإجراءات الدبلوماسية حسب الأعراف والممارسات المتبعة بما في ذلك اعتباره شخصاً غير مرغوب به على الأراضي الأردنية.quot; وقال: quot;السفير بهجت سليمان انتهك قواعد العمل الدبلوماسيquot;.
يذكر أن اللواء سليمان رئيس سابق لجهاز الأمن الداخلي في المخابرات السورية وأحد اعضاء الدائرة المصغرة الحاكمة من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الرئيس بشار الأسد.

تجاوز الأعراف الدبلوماسية
وقال جودة: quot;السفير السوري تجاوز كافة الأعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة، والتي يفترض أنه يمثل سياسة بلاده فيهاquot;.
وكان رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأردني بسام المناصير دعا حكومة بلاده إلى طرد السفير السوري بهجت سليمان، لما وصفه بتجاوزه الأعراف الدبلوماسية، وتماديه في إطلاق تصريحات وتعليقات اعتبر أنها تتضمن quot;تهديدات مبطنةquot; للأردن.
وجاءت مطالبة البرلماني الأردني بطرد سليمان بعد نشر تعليق للسفير السوري على مسألة نشر صواريخ quot;باتريوتquot; الأميركية في الأردن، وفيه قال: quot;إذا كان البعض يجهل، فمن حقه أن يعرف، ومن واجبنا أن نعلمه، بأن داء صواريخ (باتريوت) له علاج ودواء ناجع جداً جداً، وهذا العلاج والدواء، هو صواريخ (اسكندر) الموجودة بكثرة ووفرة في سوريا.quot;
وقال وزير الخارجية الأردني: quot;سبق وتم تحذير السفير من الاستمرار في هذه التصرفات والتصريحات الصحفية والتعليقات والمقالات بما فيها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي والتي يسيء فيها إلى الدولة التي تستضيفه وتحتضن مئات الآلاف من مواطني بلاده في مدنها وقراها ومخيمات اللاجئين فيها.quot;
وأضاف قائلا: quot;على السفير سليمان أن يعتبر هذا بمثابة إنذار نهائي للالتزام بقواعد العمل الدبلوماسي والكف عن أي لقاءات وتصرفات وتصريحات، من شأنها أن تمس الأردن بكافة مكوناته ومؤسساته الدستورية.quot;
ومضى الوزير الاردني قائلاً: quot;أي تصرف قادم يصدر في هذا الاطار من قبل السفير سينتج عنه فورًا إتخاذ الاجراءات الدبلوماسية حسب الاعراف والممارسات المتبعة، بما في ذلك اعتباره شخصًا غير مرغوب به على الاراضي الاردنية.quot;
ويحتفظ الاردن بسفارة في دمشق ويتفادى إعلان التأييد لمقاتلي المعارضة السورية الذين يقاتلون للاطاحة بالاسد ويدعو بدلاً من ذلك الى حل سياسي لحرب قتل فيها أكثر من 80 ألف شخص.
وإتهم سليمان الاردن باستضافة آلاف من الاسلاميين المتشددين quot;الارهابيينquot; ارسلوا لمقاتلة قوات الاسد، وتقديم ملاذ آمن لمئات من المنشقين عن الجيش السوري وتدريبهم كي ينضموا إلى مقاتلي المعارضة.
ودأب الأردن على نفي استضافة تدريبات بقيادة أميركية لمقاتلين معارضين سوريين، وتقول مصادر أمنية إن المملكةفي حالة تأهب دائم للتصدي للاسلاميين المتشددين الساعين الى عبور الحدود.

تعليقات سليمان
ومن بين تعليقات سليمان، التي أثارت غضب المسؤولين الأردنيين تلك التي أقام فيها مقارنة بين النشر المرتقب لصواريخ باتريوت في الاردن ونشرها في تركيا في وقت سابق من هذا العام.
وقال سليمان quot;نشر الباتريوت في تركيا ونصبه على الحدود السورية- التركية كان نذير شؤم على حكومة (رئيس الوزراء التركي) رجب طيب أردوغان... ولا نتمنى لمن يعولون على الباتريوت مصيراً مشابهاً لما هو عليه الحالي في تركياquot;، في إشارة الى الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عدة مدن تركية.
وصواريخ باتريوت، سلاح إعتراضي لإسقاط الصواريخ المعادية. ويريد الأردن حماية نفسه من أي هجوم صاروخي من سوريا، وطلب مساعدة من واشنطن لتعزيز الأمن، خاصة مع وقوع اشتباكات عنيفة في سوريا على مقربة من الحدود.
وقالت واشنطن إنها ستتيح بطاريات باتريوت ومقاتلات متطورة إف-16 لمناورات سنوية من المقرر اجراؤها في الأردن في وقت لاحق هذا الشهر. كما كانت اعلنت في نيسان (ابريل) عن إرسال أكثر من 200 مخطط عسكري إلى الأردن.
وإلى ذلك، قال الجيش الأردني يوم الخميس دون أن يذكر تفاصيل إحباط محاولة لتهريب كمية كبيرة من الأسلحة من سوريا إلى الاردن.
وأضاف مصدر عسكري أن قوات حرس الحدود ألقت القبض على مجموعة من الاشخاص على الحدود الأردنية السورية اثناء محاولة التهريب.
ولم يقدّم التقرير الذي بثّته وكالة الأنباء الأردنية الرسمية أية تفاصيل أخرى عن طبيعة هذه الأسلحة وأنواعها أو عدد الأشخاص الذين تم اعتقالهم لحين كتابة هذا التقرير.