يواجه الشارع السنّي في لبنان غضبًا مكبوتًا لا يعرف متى ينفجر داخليًا بعد سقوط القصير بيد الجيش السوري وحزب الله، مع تداعيات كثيرة ينتظرها اللبنانيون على مختلف المستويات.

بيروت: يقول النائب نضال طعمة (المستقبل) لـquot;إيلافquot; إن سقوط القصير اذا جاز التعبير حصل على يد حزب الله وليس الجيش السوري، وللاسف الشديد هذا ما حصل، وتدخّل حزب الله بهذه الطريقة أحدث نوعًا من الارباك المذهبي والطائفي، واليوم الطائفة السنية تشعر أن حزب الله من دون سبب يدخل في صراع ضدها بحجة الدفاع عن المقاومة والمقدسات الدينية.

ويؤكد طعمةquot; لا شك اليوم أن ما حصل البارحة امام السفارة الايرانية، من مقتل الشاب سلمان المعارض لحزب الله، يدل على أن الحزب لم يعد يؤمن بالديموقراطية، وكلها امور نحاول جميعًا مع العقلاء في الطائفتين السنية والشيعية، ألا ننجر الى حرب طائفية رغم تأججها، ورغم وجود اليوم نوع من الغضب المكبوت ولا احد يعرف متى ينفجر من معظم اركان الطائفة السنية، واليوم على حزب الله أن يتدارك الامر من خلال سحب عتاده ورجاله من سوريا، والوضع لا يطمئن حاليًا.

ونحن نحاول منذ فترة ابعاد الكأس المذهبية والطائفية، وبعد ثورة 14 آذار/مارس، حاولنا لبننة المسلمين وعربنة المسيحيين، ورأينا خطاب رئيس المستقبل سعد الحريري الذي تحدث عن لبنان اولاً، وخطاب رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع الذي اصبح يتحدث عن القضية الفلسطينية، ومن خلال كل هذه الامور فإن حزب الله للاسف الشديد يضربها كلها غير آبه لأي شعور للناس، والخوف اليوم أن يبدأ التسلح من الفئة الاخرى من اللبنانيين ونعود الى الحرب المذهبية والاهلية التي ظننا أنها ولّت الى غير رجعة.

ويتابع طعمة :quot; 14 آذار/مارس والمستقبل هم مع الدولة ومؤسساتها، وقد ننتقدها ليس حبًا بالانتقاد بل من اجل التحسين، واليوم هناك فريق آخر ما يسمى بالسلفيين والمتطرفين وهذا الفريق يُغذّى حاليًا، لأن هناك من يريد الازمة المستمرة في البلد، ونرى في طرابلس ما يحصل ويشكل الامر نموذجًا مصغّرًا للوضع في لبنان.
واليوم اكثرية من كانوا مع الصف المعتدل يتوجهون اليوم نحو التطرف.

ويؤكد طعمة أن حزب الله لن يقوى بعد انتصاره في معركة القصير في سوريا، وهو لبنانيًا خسر عندما دخل في المعركة السورية، والاسطورة التي تحدثت عن المقاومة، لم تعد موجودة، فهل اسرائيل تحولت الى القصير؟
عربيًا ولبنانيًا سقط حزب الله، كشعار للمقاومة، عندما هللنا له جميعًا لما قاتل اسرائيل، ولكن اليوم حزب الله ليس مقاومًا كما كان في السابق.

وهذا دليل اليوم أن حزب الله لا يؤمن بالحرية أو الديموقراطية.

تشكيل الحكومة
ويرى طعمة أن على الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة تمام سلام أن يشكّلها بأسرع وقت ممكن وأن تكون حكومة ليس فيها الثلث المعطل من قبل حزب الله، شاء من شاء وأبى من أبى، والجميع بانتظار قرار المجلس الدستوري في الطعون الانتخابية.

ويضيف طعمة :quot; لن نقبل أن يكون هناك شعار شعب وجيش ومقاومة في البيان الوزاري.

واليوم قضية القصير اعطت القوة الى الفريق الآخر الذي هو ضد حزب الله.

ولدى سؤاله بأن حزب الله يروّج لوجود جماعات مسلحة تكفيرية في بيروت ويعلل معاركه في سوريا من اجل محاربة هذه الجماعات، يجيب طعمة:quot;هناك جهة تريد نقل المعركة من سوريا الى لبنان، فحينًا تكون في صيدا واحيانًا في طرابلس وعندما لا تنجح في هذه الاماكن يحاولون نقلها الى بيروت، غير أن الفريق الاكبر في لبنان يأبى الحرب والقتال من هنا لم ينجحوا في عكار وطرابلس وصيداquot;.

ولدى سؤاله هل نجاح حزب الله في معركة القصير سيترجم نجاحًا في الانتخابات النيابية اذا ما قُبل الطعن بالتمديد من قبل المجلس الدستوري، يؤكد طعمة أن حزب الله لديه شارعه الخاص المؤيد والمنظم ويتقاضى الرواتب، ولن يؤثر نجاحه أو سقوطه في القصير، ستبقى الشعبية ذاتها، ولكن من يناصره من فريق ميشال عون محرج جدًا، والشارع الشيعي المحسوب على حزب الله لن يتأثر، لكنّ حلفاءه سيكونون محرجين جدًا وخصوصًا الاقطاب المسيحيين.