مشكلة خطيرة تهدد المؤسسة العسكرية في لبنان، تتمثل في فراغ قيادي يشرّع الابواب على فلتان أمني. فهذه المؤسسة بدأت تعيش ابتداء من هذا الشهر تجربة الفراغ في أعلى الهرم المؤسساتي.
بيروت: أصاب المجلس العسكري الشلل وفقد دوره وصلاحياته في اتخاذ القرار نتيجة خروج عضوين منه إلى التقاعد، هما المفتش العام اللواء ميشال منيّر والعضو المتفرّغ اللواء نقولا مزهر، إضافة إلى خروج قريب وقبل نهاية الشهر الجاري لعضو ثالث هو المدير العام للإدارة اللواء عبد الرحمن شحيتلي. وبذلك يفقد المجلس العسكري نصاب انعقاده. وفي ظل عدم التمديد أو اختيار اعضاء جدد يطرح السؤال عاليًا حول مصير المؤسسة العسكرية في لبنان.
يرى النائب نضال طعمة ( المستقبل) أنه بعد تفجير الساحة الطرابلسية، نشهد ورقة ضغط جديدة، يقوم بها من لا يريد السلام للبنان، وهم قوى الامر الواقع، الذين لا يريدون للمؤسسة العسكرية أو مؤسسات الدولة الاخرى أن تكون موجودة، ونحن اليوم نستنكر استنكارًا شديدًا كل بندقية ترتفع في وجه الجيش اللبناني، أو أي مؤسسة امنية، وفي الوقت نفسه ندعو الجيش الى الرد على مصادر النيران ووضع حد لكل المظاهر المسلحة، وعلى الجيش أن يُلزم كل السياسيين بدعمه والوقوف وراءه من دون أن ينتظر رأيًا أو تغطية من احد. بمعنى نطلب من الجيش أن يلزمنا نحن السياسيين كلنا، بأن ندعمه وأن نقف وراءه، من دون أن ينتظر رأيًا من أحد، لأن الجيش هو المؤتمن الوحيد على الشرعية، يجب أن يفرض الامن ويحافظ على سلامة المواطن.
ويضيف طعمة:quot; كلنا نعتبر الجيش الحصن الضامن لهذا البلد، وعليه أن يأخذ موقفًا صارمًا مع كل من يرفع البندقية.
ولدى سؤاله عن خطر الفراغ القيادي الذي ينتظر الجيش في ظل الاحداث المتنقلة، يجيب طعمة:quot; قوى الامر الواقع تريد أن تحدث فراغًا في كل البلد، وحصل الفراغ الامني الاول عندما رفضت التمديد للواء ريفي، ونرى أنها ترفض الحكومة الحيادية وتطالب بالثلث المعطل، وهي ترفض أي قانون عادل في مجلس النواب، وبالتالي، هي تريد الفراغ في مؤسسة الجيش اللبناني، من هنا نطلب موقفًا واضحًا وصريحًا من رئيس الحكومة المكلف تمام سلام، أن يطرح حكومته من دون أن يعطي الثلث المعطل للفريق الآخر كي لا يعطل هذا البلد.
وعليه الاتفاق على التمديد لقائد الجيش والمجلس العسكري، وإلا نحن ذاهبون الى فراغ كامل في كل شيء.
الفراغ القيادي في المؤسسة العسكرية
ويرى طعمة أن الفراغ القيادي في المؤسسة العسكرية يؤذي لبنان، وهناك فريق اليوم يريد الغاء لبنان من الارتباط بالشرعية الدولية والعربية، وquot;يريد ربطنا بالفرس وبلاد فارس، نحتاج الى موقف حازم، كما أشرت، من رئيس الجمهورية والرئيس المكلف تمام سلام، لأن هناك خطر الفراغ الجاسم، ومجلس النواب ذاهب الى المجهول والحكومة مشلولة، هناك قيادات في المجلس العسكري يجب التجديد لها.
ويضيف طعمة :quot; اسرائيل هي عدوة امس واليوم والى الابد ولن تنتظر الفراغ العسكري لاستغلال الوضع من اجل الهجوم على لبنان، فمع وجود قيادة للجيش أو عدمه هي رابضة على لبنان، ولا نعرف أهدافها ومتى تريد الهجوم على لبنان من خلال حرب محتملة، لكن علينا ألا نفسح في المجال للدخول، لأن حزب الله عليه أن يلزم عناصره بعدم تأجيج اسباب الحرب.
ويلفت طعمة الى ضرورة الحفاظ على مؤسسة الجيش، من خلال موقف صريح من القيادات في تعزيز اعمال العسكر.
ويؤكد أن الفراغ الحكومي واليوم الفراغ في مجلس النواب كلها أمور تشل لبنان، ووجود القرار التنفيذي يسمح بملء هذا الفراغ، ولكن حكومة تصريف الاعمال لا يحق لها أن تعيّن، والبلد مشلول وكل الفراغ الى الامام.
وتشكيل الحكومة يحد من الفراغ القائم مع السلطة التنفيذية التي يحق لها التعيين في المجلس العسكري.
ويلفت طعمة أن مجلس النواب يجب أن ينعقد اليوم من اجل اقرار قانون انتخابي بمن حضر، من اجل تعزيز الديموقراطية ومن ثم تتشكل الحكومة، وبعدها تحل سائر الامور ومنها ملء الفراغ في المجلس العسكري.
ويؤكد طعمة أن هذا الفراغ نعرف من اين يبدأ لكن لا نعرف كيف ينتهي.
التعليقات