تتوجه قوى 14 آذار/مارس بمذكرة الى رئاسة الجمهورية والمعنيين الدوليين والعرب تطالب فيها بمنع تدخل حزب الله في سوريا مع خشيتها من أن يدفع لبنانيو الخليج ثمن هذا التدخل.

بيروت: يقول النائب السابق فارس سعيد ( 14 آذار/مارس) لـquot;إيلافquot;: quot;عبّرنا مرارًا وبصورة واضحة عن تدخل حزب الله في سوريا، بما له من مساوىء واضحة على الاستقرار الداخلي، بدءًا بالوحدة في لبنان، وصولاً الى زعزعة الانتماء الى الوطن الواحد، ونحن بصدد تحضير مذكرة واضحة الى رئيس الجمهورية نطالبه مع كل المعنيين وطنيًا وعربيًا باتخاذ القرار والتدابير اللازمة وليس فقط الإدانة، من اجل انسحاب حزب الله من سوريا، اما اذا ما استمر هذا الوضع كما هو عليه، فهذا سيوصل لبنان الى دوامة عنيفة، من خسارات إن كانت اقتصادية أو مالية أو امنية.

كيف يمكن اليوم لقوى 14 آذار/مارس أن تواجه وتتصدى لحزب الله علمًا أن امكانيته العسكرية اقوى منها؟ يجيب سعيد :quot; هذا السؤال مطروح منذ العام 2005، وحاولت 14 آذار/مارس أن تتعاطى سياسيًا مع حزب الله حرصًا منها على استقرار لبنان، واستكمال الحوار، واستكمال عجلة بناء الدولة، ومنذ العام 2005 قامت كل القوى بدءًا من التحالف الرباعي وصولاً الى الحوار الوطني واعلان بعبدا، وكل هذه الخطوات التي تقدم حرصها على لبنان باءت بالفشل لأن الحزب ما يعنيه هو تفتيت لبنان، واليوم لمواجهة هذه الحالة يجب على قوى 14 آذار/مارس العودة الى الناس، لأن قوتها من خلال الناس، وستؤكد اللحمة كقوى سياسية، من خلال الجمهور العريض للرأي العام، رغم بعض الخلافات التي ظهرت في مناقشة قانون الانتخاب، انما يبقى جميع اللبنانيين وقوى 14 آذار/مارس حريصين على الاستقرار ومواجهة كل المشاريع التقسيمية بالديموقراطية.

والتي ستؤدي بالطبع، أي هذه المشاريع، الى خراب لبنان.

ردع حزب الله ...سياسيًا؟

اما هل يمكن اليوم ردع حزب الله عن القتال في سوريا سياسيًا؟ يجيب سعيد:quot; اعتقد أن قرار حزب الله بالقتال في سوريا ليس قرارًا له بل هو ملك ايران، ولا اعتقد أن احدًا له القدرة على مواجهة سلاح حزب الله، الضغط يجب أن يكون على الجانب الايراني وليس على حزب الله، وعلى اللبنانيين ان يسجلوا اعتراضهم كما حصل امام السفارة الايرانية، وأن يؤكدوا أن قتال حزب الله في سوريا هو تمرد على الوحدة الوطنية، ويجب على اللبنانيين ألا يخافوا وأن يتمتعوا بالشجاعة عندما تقتضي الحاجة ليعبّروا مرة واحدة عن رفضهم لهذا السلوك.

ماذا سيتأتى داخليًا في لبنان اذا ما ربح حزب الله معركته في سوريا؟ يؤكد سعيد أن امكانية ربح حزب الله في سوريا اصبحت ضئيلة لأنه دخل الى ما يسمى quot;فييتنام quot;سوريا، واذا ربح في القصير، فلا يمكن له أن يربح كل المعركة، والحصار الذي يعاني منه كما حصل يؤكد على عدم استطاعته الاستمرار، وهذا يدل على أن الحزب ليس بطور الانتصار بل التراجع والانكسار، وهو سقط في لبنان في 7 آيار /مايو 2008، وسقط اقليميًا في القصير عندما ادّعى أنه انتصر على الشعب السوري، هذا الانتصار هو مشهدي فقط، اما الانتصار فيكون انتصارًا بالعمق وما نشهده هو تراجع بالعمق.

ويضيف سعيد أن حزب الله غير قادر على ممارسة أي ضغط على الداخل اللبناني، ما عدا الضغط الذي يمارسه على بعض العمليات الامنية الموزعة هنا وهناك كما حصل مؤخرًا، وهو يعلم أنه لا يستطيع القيام بعمليات واسعة، ما يريده حزب الله اليوم تبريد العلاقات مع كل الفرقاء وبالتحديد مع الفريق السني، وهو يريد مقاتلة السنة في سوريا لكي يكف يد السنة في لبنان، وهذا غير معقول، لأن الطوائف الأخرى بدأت تنظر اليه وكأنه حالة مفتعلة، يهدف الى ضرب الاستقرار.

وما قرره مجلس التعاون الخليجي بوضع كل اللبنانيين بدائرة التحذير والخطر في دول الخليج هو نتيجة سياسة حزب الله، وهو ليس فقط يهدد أمنهم بمعنى الامن العسكري بل ايضًا الامن الاجتماعي والمالي وامن كل العائلات اللبنانية في الخليج.

ويرى سعيد أن الضغط من قبل الدول العربية والدولية يجب أن يكون على ايران وليس حزب الله، ودوائر القرار العربية والدولية المطلوب منها الضغط على ايران وليس حزب الله، لأن الحزب هو فصيل من الأدوات المستخدمة من ايران لضرب النفوذ في المناطق.

ويضيف سعيد: quot; نحن بصدد أن نقوم في قوى 14 آذار/مارس، بالتقدير عاليًا ما تقوم به دول الخليج وفي الوقت نفسه نطالبها ألا تدفع العائلات اللبنانية البريئة ثمن سياسة حزب الله الذي يعتبر لبنانيًا بالقيد وايرانيًا بالممارسة، ونخاف أن تدفع عائلات لبنانية بريئة ثمن هذا التدبير، ونتمنى على الاخوة العرب أن يتخذوا القرارات العادلة في هذا الخصوص.quot;