بعد خمسين عامًا من الاستماع إلى أشخاص يؤكدون رؤيتهم أطباقًا وأجسامًا طائرة مجهولة، قررت وزارة الدفاع البريطانية غلق الخط الساخن، الذي كانت تصل هذه البلاغات عبره. وكان الخط فُتح في أواخر الخمسينات، قبل أن تقرر وزارة الدفاع غلقه بلا ضجة أو إعلان.


من الشهادات التي حفظتها وزارة الدفاع إبلاغ شخص في كانون الأول/ديسمبر 2007 عن رؤيته عنقودين من الأنواء الصفراء والبرتقالية والبيضاء تتحرك على شكل مثلث quot;كأنها ريشة أو فلينة طافيةquot; فوق أحد الوديان في مقاطعة ويلز.

وقال شخص آخر اتصل بوزارة الدفاع عن طريق الخط الساخن إنه يعيش مع مخلوقات من الفضاء الخارجي منذ فترة، واتهم شخص من مدينة كارديف مخلوقات من الفضاء الخارجي بسرقة كلبه وسيارته وخيمته حين كان في رحلة مع أصدقاء عام 2007.

هدر للمال والوقت
وبعد ما يربو على خمسين عامًا من التسجيل الأمين لهذه الشهادات، التي يؤكد أصحابها أنهم رأوا أجسامًا مجهولة أو أطباقًا طائرة، والإجابة بصبر عن أسئلة الجمهور بشأنها، قررت وزارة الدفاع في النهاية أن الخط الساخن هدر للمال العام والوقت، كما تظهر الوثائق التي نشرتها الوزارة الآن.

ودأب مسؤولو وزارة الدفاع على القول للأشخاص، الذين يتصلون بهم، إنه quot;رغم ما يقوله ويدّعيه كثيرون، فإن وزارة الدفاع ليست لديها معرفة أو دور في القضايا ذات العلاقة بالأجسام المجهولة والأطباق الطائرة أو وجود أشكال من الحياة خارج الكرة الأرضية، وتبقى الوزارة منفتحة الذهن بشأنهاquot;.

وأوضح المسؤولون أن شهادات الأشخاص، الذين كانوا يقسمون بأنهم رأوا هذه الأطباق والأجسام الطائرة المجهولة، تُدرس وتُفهرس quot;للتوثق مما إذا كانت لما شاهدوه أهمية دفاعية لا أكثرquot;.

يضم ملف نشره الأرشيف الوطني البريطاني رسالة إلى رئيس الوزراء عام 2008، يقول فيها صاحبها quot;عزيزي غوردن براون، ألا تعتقد أن من حق الشعب البريطاني أن يعرف ما إذا كانت حضارات غريبة تتصل بعالمنا؟quot;، وأُحيلت الرسالة، مثلها مثل مئات الرسائل المماثلة، إلى وزارة قيادة سلاح الجو الملكي البريطاني.

عدم مبالاة
وكتب شخص من أستراليا إلى الملكة إليزابيث الثانية يشكو لها الحكومة البريطانية، لأنها quot;ما زالت ترفض أن تكشف الحقيقة وراء ملفاتها وتقاريرها عن وجود أطباق طائرة وأجسام مجهولة من الفضاء الخارجيquot;.

حاول صاحب الرسالة أن يتصل بأجهزة بريطانية متعددة، بينها وزارة الدفاع وسلاح الجو الملكي، وحتى جهاز الاستخبارات الداخلية quot;أم آي 5quot; لإقناعهم quot;بخطورة القضية الأمنية المرتبطة بالأجسام الطائرة المجهولةquot;.

وسأل تلميذ من شمال غرب انكلترا ما إذا كانت هناك quot;حياة خارج كوكبناquot;، قائلًا quot;من حقي أن أعرفquot;. ورد ضابط في سلاح الجو الملكي على الطفل قائلًا quot;إنه سؤال مثير للاهتمام، نبقى منفتحي الذهن بشأنهquot;. وأضاف الضابط quot;أرفق طيًا بعض الهدايا التي قد تعجبك من سلاح الجو الملكيquot;.

ونشرت صحيفة ذي صن البريطانية واسعة الانتشار في 25 حزيران/يونيو 2009 تقريرًا خاصًا على صفحتها الأولى بعنوان quot;جيش من الفضاء الخارجيquot;، قالت فيه إن مجموعة من الجنود البريطانيين رأوا أنوارًا في السماء، وصوّروها على شريط فيديو، ثم قدموه إلى الصحيفة.

مضحكة أم واقعية؟
وقال مسؤول، لم يُكشف عن اسمه، حصل على نسخة من الشريط قبل إعطائه إلى الصحيفة، إن الشريط يصوّر أنوارًا في السماء يبدو أن تغير ألوانها ومظهرها عائد إلى التغيرات التي كان المصوّر يجريها بتقريب العدسة. وكتب المسؤول quot;أن البي بي سي أوردت تقريرًا قالت فيه إن فندقًا في المنطقة أطلق قناديل صينية في وقت الحادث المفترض، ويبدو أن مدير الفندق يعتقد أن قصة الأجسام الطائرة المجهولة كلها قصة مضحكةquot;.

وكانت القناديل الصينية أصبحت صيحة رائجة وقتذاك، وقد يفسر هذا سبب الزيادة الحادة في الشهادات، التي اتصل أصحابها بوزارة الدفاع، للإبلاغ عن رؤية صحون طائرة. وجرى تصوير أضواء برتقالية على هواتف محمولة وبكاميرات، قال أصحابها إنهم ذُهلوا وانبهروا وخافوا حين رأوا هذه الأجسام الطائرة أثناء الخروج للمشي مع كلابهم أو مع أفراد عائلاتهم أو أثناء الاسترخاء في حوض الحمّام.

وتبين ملفات وزارة الدفاع أنه خلال الفترة الواقعة بين 2000 و2007 كانت تتلقى ما متوسطه 150 تقريراً في السنة. وبحلول عام 2009 عندما قررت الوزارة غلق الخط الساخن ارتفع المتوسط ثلاثة أضعاف.

ونقلت صحيفة الغارديان عن ديفيد كلارك، الذي نشر كتابًا موضوعه الأطباق الطائرة، إن هناك أدلة تشير إلى تشجيع البعض على إبلاغ وزارة الدفاع والصحافة بمشاهداتهم ربما نتيجة الاهتمام، الذي أثاره قيام الأرشيف الوطني بنشر ملفاته الأولى عن الأطباق الطائرة. وأضاف كلارك أن هذا يبيّن quot;أن الأجسام الطائرة المجهولة ظاهرة اجتماعية إلى حد بعيدquot;.

ولاحظ مسؤولون في وزارة الدفاع عام 2009 أنه quot;خلال أكثر من 50 عامًا لم يكشف تقرير واحد عن رؤية أجسام طائرة مجهولة الهوية أي دليل على وجود تهديد محتمل لأمن بريطانياquot;. وأضاف المسؤولون أن إنفاق المزيد من المال على الخط الساخن سيكون هدرًا لموارد وزارة الدفاع.

اتصالات واحتكاكات تتعدى الرؤية
لكن الملفات، التي نشرها الأرشيف الوطني أخيرًا، لا تتحدث عن رؤية أجسام طائرة مجهولة فحسب، بل وعن اتصال واحتكاك بمخلوقات من الفضاء الخارجي أيضًا.

وتلقت وزارة الدفاع في حزيران/يونيو 2008 شهادة على الخط الساخن، قال صاحبها quot;إنه يعيش مع مخلوق من الفضاء الخارجي منذ فترةquot;. وجاء في تقرير الوزارة عن الشهادة أن صاحبها يصف كيف رأى جسمًا طائرًا مجهولًا فوق منزله من دون أن يذكر التاريخ والوقت، وأن الرجل الذي حُذف اسمه قال إنه بالتأكيد يعيش مع مخلوقات مجهولة من الفضاء الخارجي، quot;وإن أشياء تتنقل حول البيت، ويرجونا الاتصال به لتفسير ما يجري في بيتهquot;.

واتصل رجل آخر في كانون الثاني/يناير 2008 يدّعي أن مخلوقًا مجهولًا من الفضاء الخارجي سرق كلبه وسيارته وخيمته حين كان في مخيم سياحي مع أصدقائه قرب مدينة كارديف عاصمة مقاطعة ويلز عام 2007. وقال تقرير وزارة الدفاع عن هذه القصة quot;إن الشاهد رأى مركبات فضائية، ثم قال إن إحداها خطفت كلبه وسيارته وخيمتهquot;. وبحسب شهادته، فإنها quot;كانت بطيئة جدًا في السماء، وإن إحداها خطفت كلب الشاهد وممتلكاتهquot;.

أضافت وزارة الدفاع في تقريرها أن الرجل quot;يريد منا مزيدًا من المعلومات عن المركبات الفضائية التي شاهدها وعن محنته. ولم يقل ما إذا استعاد ما أُخذ منهquot;.

فضائيون سرقوا كلبًا
وأرسل المسؤولون جوابًا إلى هذا الرجل، يتضمن الإيضاحات المتعارف عليها بأن وزارة الدفاع لا تحقق في كل شهادة عن رؤية أجسام طائرة مجهولة، قائلة quot;ما لم يكن هناك دليل على وجود تهديد محتمل لبريطانيا من مصدر خارجي، وحتى الآن لم يكشف جسم طائر مجهول عن مثل هذا الدليل، فإننا لا نحاول تحديد الطبيعة الخاصة بكل رؤية نُبلغ بهاquot;.

وأوضحت وزارة الدفاع لهذا المواطن في رد رسمي على اتهامه مخلوقات فضائية بسرقة كلبه وممتلكاته quot;أن الخطف والاحتجاز والسرقة أعمال جنائية، وبالتالي فهي من اختصاص الشرطة المدنية، وليس وزارة الدفاعquot;.

وفي اتصال آخر بالوزارة على الخط الساخن، قالت امرأة إنها رأت quot;كرتين برتقاليتينquot; تحومان فوق حديقتها الخلفية في مدينة كوفنري وسط انكلترا في تموز/يوليو 2008، وسألت الوزارة ما إذا كانت ستتعرض مع كلبها إلى التلوث الإشعاعي نتيجة مثل هذا الحادث.