ربما اضطر الرئيس السوري بشار الأسد للاستغناء عن ثروات بلاده خاصة الغاز وتقديمه هدية إلى روسيا مقابل مواصلة موسكو تقديم الدعم لنظام الأسد أمام الثوار، وبحسب مسؤولين أمنيين فأن دمشق وقعت اتفاقية سرية بهذا الشأن مع موسكو.


القاهرة:كشف مسؤولون أمنيون مطّلعون في منطقة الشرق الأوسط النقاب عن أن الرئيس السوري، بشار الأسد، وقع على اتفاق سري يمنح روسيا رخصة التحكم في موارد الغاز الطبيعي بسوريا مقابل استمرار دعم الجانب الروسي للنظام في مواجهة الثوار.
وأشار المسؤولون إلى أن الأسد وافق الشهر الماضي على التوقيع على تلك الوثيقة، التي تعتبر صيغة تفاهم لمبادئ خاصة بالتحكم في موارد الغاز بسوريا، بما في ذلك خطوط الأنابيب العابرة، مقابل استمرار دعم روسيا للنظام في مواجهة الثوار.
كما نوه المسؤولون إلى أن روسيا ساعدت في الوساطة بمذكرة تفاهم منفصلة مع الأسد من شأنها تمكين شركات صينية عامة وخاصة لإعادة تشييد البنية التحتية في سوريا في حال نجحت القوات الموالية للرئيس الأسد في القضاء على الثوار.
وقال المسؤولون إن تلك الاتفاقات المزعومة جاءت لتؤكد على حقيقة المكاسب الاقتصادية التي قد تُحفز روسيا لتشجيع الأسد في الوقت الذي يقوم فيه الغرب، بما في ذلك إدارة باراك أوباما، بتقديم الدعم اللازم للثوار الذين يسعون للإطاحة بنظام بشار الأسد.
وتعتبر روسيا طريق عبور رئيسي للطاقة إلى أوروبا. ويبدو أن هناك عدداً من الدول تسعى للهيمنة على سوق الطاقة الموجودة في سوريا. وسبق للمسؤولين السوريين أن أعلنوا في 2011 عن اكتشافهم حقل غاز واعد في مدينة حمص، التي شهدت لاحقاً بعضاً من أعنف المعارك القتالية بين قوات الرئيس الأسد والثوار.
وإلى جانب حقل الغاز الذي تمتلكه، تعد سوريا أيضاً واحدة من أبرز الأماكن الإستراتيجية بالنسبة لخطوط أنابيب الغاز الطبيعي الذي يتدفق إلى القارة الأوروبية.
ولفتت وكالة وورلد نيت دايلي الأميركية في هذا الإطار إلى أن سوريا تعتبر موقعاً للمشروع المقترح الخاص بإقامة خط أنابيب ضخم تحت الأرض من شأنه، إذا اكتمل، أن يعمل بشكل كبير على إضعاف دولة قطر الحليفة للولايات المتحدة والتي تحظى بأهمية إستراتيجية من حيث الطاقة بالنسبة لأميركا وأن يؤثر كذلك على تركيا.
وقد يؤدي هذا الخط الذي يطلق عليه quot;خط الأنابيب الإسلاميquot; إلى دعم روسيا وإيران في مواجهة مصالح الطاقة الغربية في نهاية المطاف. وسبق أن أعلن نائب وزير النفط الإيراني، جواد أوجي، في وقت سابق أن خط الأنابيب هذا سيضخ في نهاية المطاف ما يقرب من 3.9 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي في اليوم الواحد.
هذا بالإضافة إلى أن ذلك الخط ينظر إليه باعتباره تهديداً كبيراً على تركيا، التي لطالما تمنت بأن تصبح بمثابة الجسر الرئيسي للغاز الطبيعي والنفط بين الشرق والغرب.
ولفتت الوكالة كذلك إلى ان هذا الخط سيعمل على دعم وتلبية احتياجات الفصائل الشيعية في منطقة الشرق الأوسط على حساب البلدان التي تقطنها أغلبية سنية. وكانت قطر، التي تعتبر مقراً لأكبر حقل غاز في العالم إلى جانب إيران، قد اقترحت مؤخراً إقامة خط أنابيب غاز مدعوم من الولايات المتحدة من الخليج إلى تركيا ثم إلى أوروبا.