اندلعت مواجهات دامية بين فصائل الثوار المتناحرة في سوريا مطلع الاسبوع، ما أبرز الانقسام الذي يعرقل مساعي معارضي الأسد، في الوقت الذي تحاول فيه المعارضة المسلحة وقف مكاسب القوات النظامية في الميدان، وإقناع الغرب بتزويدها بالسلاح.

بيروت: اندلع القتال بين الثوار السوريين وفصيل راديكالي تابع لتنظيم القاعدة، وفقًا للسكان المحليين ووكالة حقوقية مناهضة للحكومة. فوجود المتطرفين في ساحة القتال والفشل في توحيد الثوار تحت قيادة عسكرية موحدة جعل الولايات المتحدة وحلفاءها مترددة في تسليح المعارضة. وفي الوقت الذي يواصل فيه المقاتلون الأجانب التدفق على سوريا عبر الحدود التي يسهل اختراقها، وارتكاب الأعمال الوحشية ضد كل من المؤيدين والمعارضين للحكومة والاشتباك مع جماعات متمردة معتدلة، يبدو أن احتمالات الوحدة بين الثوار صارت بعيدة التحقيق أكثر من أي وقت مضى.

عداء للراديكاليين
قال مقاتلون اسلاميون انهم طردوا أخيرًا لواءً منافسًا من الرقة، عاصمة المقاطعة التي يسيطر عليها الثوار في شمال شرق سوريا، لأنهم وجدوا بعضًا من مقاتليها يشربون الخمر ويختلطون بالنساء، معتبرين انهم لا يسعون للقتال. وفي المواجهة الأخيرة في بلدة دانا التي يسيطر عليها الثوار في ادلب قرب الحدود التركية، اتهم أعضاء في جماعة اسلامية متطرفة بقطع رؤوس اثنين من مقاتلي جماعة منافسة، وترك رأسيهما بجانب مكب القمامة في ساحة البلدة. هذه الأنباء المروعة تكشفت بعد احتجاجات واشتباكات في البلدة، سلطت الضوء على عداء المقاتلين والمدنيين السوريين للفصائل الراديكالية. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إلى التوتر الكبير داخل حركة الثوار في الآونة الأخيرة، خصوصًا بين مقاتلي الجيش السوري الحر وأعضاء من دولة الشام والعراق الإسلامية التابعة لتننظيم القاعدة، التي تضم مقاتلين مسلحين جيدًا من جبهة النصرة.
وغالبًا ما تتركز الخلافات، التي اندلعت في محافظات مثل الرقة وإدلب وحلب، على الغرور والمصالح الفردية والموارد الاقتصادية، إلى جانب الاعتبارات الأيديولوجية. ومع ذلك، فإن الاحتكاكات تمنع الثوار من العمل كقوة مقاتلة واحدة في ظروف صعبة، في ظل تقدم القوات الحكومية لاستعادة السيطرة على بعض الأراضي التي يسيطر عليها الثوار.

لا تمثلني
ووفقًا للسكان والمقاتلين، ارتفع الاستياء الشعبي من الفصائل الراديكالية، بما في ذلك المقاتلين الأجانب الذين يصلون إلى القرى التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر، في محاولة لفرض مفهومهم الصارم للشريعة الإسلامية، وينفذون إعدامات جماعية علنية في بعض الأحيان. ويتبادل الجيش الحر وجبهة النصرة الاتهامات بالتربح من الحرب، ويطالب أفرادهما بالرشاوى عند نقاط التفتيش، كما يبيعون النفط من الآبار التي يسيطرون عليها. ويقال إن الوحدات التابعة للقاعدة تقوم بشراء الأراضي في حلب وإدلب، ومحاولة احتكار إمدادات القمح والوقود، حسبما ذكرت رويترز. وفي الرقة، قال أبو عبد الله، وهو مقاتل في صفوف لواء أحرار الشام، إن رجاله وعددًا من مقاتلي النصرة طردوا لواء الفاروق من المدينة لأسباب عسكرية ومعنوية على حد سواء، مشيرًا إلى أنهم اكتنزوا الأسلحة ولم يساعدوا الحلفاء في القصير، المدينة التي استعادتها القوات الحكومية خلال الشهر الماضي. وأضاف: quot;نريد مقاتلين حقيقيين، لا شعبًا كسولًا يرفع راية الثورة بينما يقضي الوقت في الاسترخاء والحصول على المالquot;. وفي محافظة إدلب، قام سكان دانا بتنظيم احتجاجات يوم الجمعة مطالبين المتشددين بمغادرة بلدتهم، لأنهم يعتقلون الناس يضربونهم، من ضمنهم فتيان في سن المراهقة بسبب جرائم تافهة، وفقًا لبيان نشره النشطاء الذين عرفوا أنفسهم بعبارة: quot;جبهة النصرة لا تمثلنيquot;.