حذرت منظمة quot;اللذة بدون مخاطرquot;، وهي منظمة اجتماعية تشيكية تتابع موضوع الدعارة في تشيكيا ولا سيما تامين الوقاية من الأمراض للعاملات في هذا القطاع من حدوث ارتفاع كبير في عروض الخدمات الجنسية المقدمة على الانترنت، ليس فقط من جهة النوادي الليلية و الشقق الاحترافية الخاصة، وإنما أيضا من جهة نساء عاديات لا يحترفن مهنة الدعارة غير أنهن يقمن من فترة إلى أخرى بتقديم الخدمات الجنسية لتحسين أوضاعهن المادية.
وأشارت المنظمة إلى أن بين النساء اللواتي يعرضن هذه الخدمات عدد كبير من طالبات الجامعات والمرحلة الثانوية، وأيضا نساء يبدأن بتقديم التدليك الصحي. ثم يتحولن لاحقًا إلى تقديم الخدمات الجنسية.
ورأت المنظمة أن ما يساعد في توسع هذا النوع من الخدمات وانتشاره وانخراط عدد اكبر من النساء فيه هو إمكانية التخفي التي يتيحها الانترنت، مشيرة إلى أن بعض النساء يضعن إعلاناتهن بين إعلانات التعارف وبعد التعارف الذي يحصل عبر الانترنت يتم الكشف عن نوع الخدمات المقدمة، أما مكان تقديم الخدمات الجنسية، فلا يكون بالضرورة في الشقق والمنازل الخاصة بالنساء، وإنما في السيارات أو الحدائق العامة ليلا أو عند الرجل الذي يتم التعرف به.
وتقول المنسقة للعمل الميداني في المنظمة فيرونيكا بيركوفا إن النساء الهاويات يختلفن في هذه النشاطات التي يقمن بها عن المحترفات في أنهن لا يقدمن خدماتهن الجنسية يوميا. موضحة أنهن يضعن مثلا إعلانا في موقع ما على الانترنت وعندما يتصل بهن احد ما فإنهن يقدمن الخدمة غير أنهن في اغلب الأحيان يقمن بتقديم التدليك الصحي ثم ينتقلن إلى الخدمات الجنسية.
وأشارت إلى أن الأمر يختلف من منطقة إلى أخرى، حيث يقمن النساء اللواتي يعملن في المنازل بتقديم هذه الخدمات في منازلهن، موضحة بان المنظمة تعرف بعض النساء اللواتي يقدمن هذه الخدمة بعد مغادرة أزواجهن المنازل إلى العمل، وتوصيلهن الأولاد إلى المدرسة.
وأشارت إلى أن بعض النساء لا يضعن إعلانات حول هذا الأمر، وإنما يقمن بتوزيع أرقام هواتفهن عبر المعارف والأصدقاء لتحقيق ذلك.
.
وأشارت إلى أن الهاويات اللواتي يمارسن الدعارة من وقت إلى آخر لديهن صفحة مشتركة على الانترنت يتبادلن عبرها المعلومات عن الزبائن حيث ينبهن بعضهن إلى الزبائن الذين يتوجب الانتباه منهم وأرقام هواتفهم.
من جهتها تقول رئيسة المركز الاستشاري والصحي في المنظمة يانا بولاكوفا إن هذا النوع من النساء أي الهاويات من أعمار مختلفة غير أن الطلب الأكبر يتم على النساء اللواتي تتراوح أعمارهن حوالي العشرين عامًا، مشيرة إلى انه يتم الالتقاء أحيانًا بطالبات من المرحلة الثانوية اللواتي يقدمن الخدمات الجنسية ليلاً وفي النهار يتوجهن إلى المدارس، أما في بعض المناطق فتكون النساء من عمر متوسطي بسبب ارتفاع البطالة في مناطقهن.
وأشارت إلى استمرار ظاهرة توسع خدمة العروض الجنسية المقدمة في الشقق الخاصة من قبل محترفات كن يعرضن أنفسهن في بعض الشوارع ثم انتقلن إلى الشقق المفروشة، وذلك بسبب الضغوط التي تمارسها الشرطة وبلديات المناطق عليهن للانسحاب من الشوارع وكشفت عن وجود لا يقل عن 400 شقة تقدم هذه الخدمات.
10000 بائعة حب في تشيكيا
تعترف السيدة بولاكوفا بأنه يصعب إيراد أرقام دقيقة عن عدد النساء اللواتي يقدمن الخدمات الجنسية مقابل المال، أما التقديرات التي لدى المنظمة فتشير إلى أن عددهن حوالي 10 آلاف امرأة الآن، منهن من يقدمن خدماتهن مرة في الأسبوع وأخريات كل يوم أما سجلات المنظمة فتحتوي على 8000 اسم تم تقديم الخدمات القانونية والصحية لهن من قبل المنظمة عبر عشرين عامًا.
وتشير السيدة بولاكوفا إلى أن الكثير من طالبات الجامعات ينشطن في هذا المجال إلى درجة أن بعض التقديرات تتحدث عن أن ربع عدد الطالبات مارسن الجنس مقابل المال على الأقل مرة واحدة خلال دراستهن أو قبلن بان يصورن أفلامًا إباحية من اجل المال.
وأشارت إلى أن دراسة اجتماعية أنجزت في هذا المجال قد أظهرت ان العدد الأكبر من الطالبات اللواتي قدمن الخدمات الجنسية أحيانا يدرسن فروعا نظرية ولاسيما في كلية التربية أما اللواتي يقبلن بتصوير الأفلام الجنسية ففي الأغلب هن من طالبات كلية الطب.
وأكدت أن الدخل الذي يحققنه من هذا النشاط يصل إلى عشرات الآلاف وربما مئات الآلاف من الكورونات مما يعني أضعاف ما يمكن أن يكسبنه في حال ممارسة العمل الطوعي من خلال البيع مثلا في المتاجر العامة.
ويقدر روبرت روزينيبرغ الذي يمتلك شركة لإنتاج الأفلام الجنسية في تشيكيا عدد طالبات الجامعات اللواتي يشاركن في تصوير الأفلام الجنسية بنحو 40 ــ 50% من عدد النساء اللواتي يشاركن في هذه الأفلام أما سبب هذا الأمر فيعود حسب رأيه إلى النفقات العالية للدراسة والسكن في المدن الجامعية في براغ والى رغبة الكثير منهن بتخفيف الثقل المالي المترتب على دراستهن عن أهاليهن الذين يعيشون في مناطق أخرى ولا يعرفون أي شيء عن هذه النشاطات لبناتهم إضافة إلى الرغبة بالوصول إلى المجتمعات والأوساط التي تعتبر أعلى من الناحية الاجتماعية والمالية.
التعليقات