بيروت: قتل 29 شخصا في قصف صاروخي وجوي الاحد على قرى في محافظة ادلب في شمال غرب سوريا، في اعنف قصف على المنطقة منذ اشهر، فيما تستمر العملية العسكرية التي تقوم بها القوات النظامية في بعض احياء دمشق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان quot;29 شخصا قتلوا بينهم ثماني نساء وستة اطفال في قصف صاروخي وجوي على قرى وبلدات في ريف ادلب مساء امس، في اعنف قصف على المنطقة منذ اشهرquot;.

واضاف ان 13 شخصا قتلوا في بلدة المغارة، وثلاثة في ابلين، واربعة في بسامس، وثلاثة في كفرنبل، وستة في البارة.

وتقع هذه القرى في منطقة جبل الزاوية الواقعة بين محافظة حماة (وسط) ومدينة ادلب. ويسيطر مقاتلو المعارضة على معظم ريف ادلب.

واتهمت الهيئة العامة للثورة السورية النظام بارتكاب quot;مجازرquot; في هذه القرى.

ووزعت الهيئة اشرطة فيديو عن آثار القصف على المغارة بدت فيه امرأة تجلس ارضا وهي تنتحب، بينما يحاول رجل مساعدتها على الوقوف وهو يبكي ايضا باعلى صوته، وذلك على مقربة من دمار وركام وحشد من الناس. وبينما كان عدد من الشبان يملأون اوعية بالماء لرشها على الارجح على حريق مندلع، كان آخرون يحاولون ازالة حجارة بحثا عن ناجين.

وقال المصور في الشريط quot;هذا هو افطار المسلمين في جبل الزاوية. الشهداء بالعشراتquot;.

كما تم بث اشرطة اخرى تسمع فيها اصوات نساء واستغاثات ورجال ينقلون جرحى سيرا على الاقدام، بعضهم بدت احشاؤه ظاهرة مع دماء في كل انحاء جسده، وحرائق مندلعة في حرج ممتد على جانبي طريق.

من جهة ثانية، افاد المرصد عن مقتل quot;ما لا يقل عن عشرة من عناصر الشرطة وثلاثة مدنيين اثر تفجير سيارة مففخة امام قسم الشرطة في بلدة دير عطيةquot; في ريف دمشق امسquot;.

وتستمر العمليات العسكرية على وتيرتها التصعيدية من معارك وقصف في عدد من مناطق ريف دمشق منذ اسابيع.

ويشهد حي القابون الذي وقعت فيه الاحد معارك عنيفة هدوءا حذرا اليوم. وقتل في الحي الواقع في شمال شرق دمشق الاحد 18 شخصا، بحسب المرصد، هم 15 مقاتلا معارضا وثلاثة مدنيين كانوا يحاولون نقل الجرحى. وكان المرصد اشار امس الى اقتحام القوات النظامية اجزاء كبيرة من الحي.

وذكرت صحيفة quot;الوطنquot; السورية القريبة من السلطات ان حي القابون شهد امس quot;أعنف الاشتباكات بين وحدات من الجيش العربي السوري ومجموعات مسلحة تتمركز داخل الحيquot;، مشيرة الى ان الجيش شدد منذ السبت الماضي quot;عملياته في القابون في تمهيد نهائي لتخليصه من المسلحين الذين فقدوا أغلبية مواقعهم تحت وطأة ضربات الجيشquot;.

وقتل في اعمال عنف الاحد في مناطق مختلفة من سوريا 129 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد، للحصول عل معلوماته، على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية.

في اسرائيل، رفض رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الاحد تاكيد او نفي معلومات تناقلتها وسائل اعلام غربية مفادها ان سلسلة الانفجارات التي سجلت في الخامس من تموز/يوليو قرب مدينة اللاذقية الساحلية السورية ناجمة عن ضربات جوية اسرائيلية.

وقال نتانياهو quot;ما ان يحصل شيء في الشرق الاوسط حتى يتهمون اسرائيل. لست معتادا على قول ما نقوم او ما لا نقوم به. يمكنني ان اقول لكم ان سياستي تقضي بمنع نقل الاسلحة الخطيرة الى حزب الله (اللبناني) ومجموعات ارهابية اخرىquot;.

وذكرت شبكة quot;سي ان انquot; الاميركية الجمعة وصحيفة quot;نيويورك تايمزquot; وصحف فرنسية الاحد ان اسرائيل شنت غارات جوية على مخازن ذخيرة قرب اللاذقية تضم صواريخ quot;ياخونتquot; المضادة للبوارج التي اشترتها دمشق من روسيا، مشيرة الى ان اسرائيل تخشى استخدام هذه الصواريخ ضد اسطولها البحري.

وشنت اسرائيل سلسلة غارات على اهداف عسكرية في دمشق ومحيطها خلال الاشهر الاخيرة، من دون اي تاكيد رسمي من الحكومة الاسرائيلية. الا ان مصادر عسكرية اسرائيلية اعلنت ان الغارات السابقة استهدفت صواريخ كانت معدة لترسل الى حزب الله اللبناني، عدو اسرائيل الاول.

واعلنت دمشق بعد الغارة الاخيرة في ايار/مايو انها سترد فورا على اي هجوم اسرائيلي جديد.

على صعيد جهود الاغاثة المبذولة دوليا من اجل تقديم العون لملايين السوريين المتضررين من النزاع في سوريا وخارجها، وصلت ممثلة الامين العام للامم المتحدة ليلى زروقي صباح الاثنين الى دمشق حيث ستلتقي مسؤولين سوريين لبحث اوضاع الاطفال المتاثرين بالعنف في سوريا، حسبما افاد مسؤول في الامم المتحدة وكالة فرانس برس.

واكد مكتب زروقي في منتصف حزيران/يونيو الماضي تلقيه تقارير تم التحقق منها بان اطفالا سوريين quot;قتلوا او اصيبوا في عمليات قصف عشوائية او اصيبوا برصاص قناص او استخدموا دروعا بشرية او سقطوا ضحايا تكتيكات ترهيبيةquot; خلال النزاع المستمر منذ اكثر من سنتين.

وحذرت الامم المتحدة الجمعة من ان حرارة الصيف المرتفعة في سوريا الى جانب الظروف الصحية المتدهورة تهدد صحة حوالى مليون طفل سوري بسبب النزاع.