يتصدر الفريق عبدالفتاح السيسي المشهد السياسي في مصر، حيث تتصدر صوره مبيعات البوسترات، متفوقًا على الرئيس الراحل أنور السادات ومنافسًا الزعيم الأشهر جمال عبدالناصر.


ايلاف ndash; القاهرة: تمكن الفريق عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع المصري، من تصدر المشهد السياسي والشعبي في مصر، في غضون عدة أسابيع، وبعيداً عن الجدل المثار محلياً وعالمياً على مستوى توصيف ما قام به وإصرار البعض على كلمة الإنقلاب، مقابل تمسك البعض الآخر على وصفه بانحياز الجيش لشرعية الشارع بإبعاد محمد مرسي، إلا أن ما يسترعي الانتباه، هو نجاح السيسي في اكتساب شعبية جارفة في الشارع المصري.
وفي جولة ميدانية لإيلاف في شوارع القاهرة تبين أن صور الرجل القوي تتصدر مبيعات البوسترات السياسية، متفوقاً على الرئيس الراحل أنور السادات، ومنافساً قوياً للزعيم الأشهر في التاريخ السياسي العربي الحديث جمال عبدالناصر.

ويقول عم quot;أنورquot; بائع صور الزعماء على أحد أرصفة شوارع وسط البلد في القاهرة إن صورة السيسي تباع بثلاثة جنيهات ونصف، أي حوالي نصف دولار، فيما تباع صورة السادات بجنيهين، ويصل سعر صورة ناصر إلى حوالي ثلاثة جنيهات، وأكد عم أنور أن السيسي فتح له باباً للرزق لم يكن يتوقعه، مشيراً إلى أنه استدعى للذاكرة صور الرؤساء أصحاب الشعبية، وسط تجاهل تام لصور مبارك.
ولدى سؤاله عن الجهات التي تقف خلف الترويج الشعبي للسيسي، قال quot;يعني ايه ترويج شعبي.. الراجل محبوب والناس زي ما حضرتك شايف بتشتري صوره وتعلقها على العربيات وفي البيوت، وانا عن نفسي اتنمى انه يكون رئيس مصر في يوم من الأيام لأنه قوي ويقدر يسيطر على البلدquot;.

ولدى سؤال أسرة مكونة من خمسة أفراد وقفت لشراء صور السيسي عن سر شعبيته، قال أحمد السيد ويعمل مدرس ثانوي: quot;السيسي هو رجل المرحلة، وابنتي البالغة 14 عاماً هي التي طلبت مني شراء صورته لكي ننزل بها مظاهرات اليوم، اعتقد أن هذا الرجل فتح لنا باب الأمل في عودة مصر المخطوفةquot;، ويبدو أن ما يحدث في مصر على مستوى الشارع لا علاقة له بأطروحات النخبة، ففي الوقت الذي يعتصم الآلاف في رابعة العدوية والنهضة أمام جامعة القاهرة للمطالبة بعودة مرسي واسترداد الثورة المخطوفة على ظهر دبابات الجيش على حد تعبيرهم، فإن الشارع المصري يصنع لنفسه رؤية مختلفة ترى في الجيش حاكماً مباشراً ومتربعاً على عرش السلطة بطريقة مباشرة أو حتى غير مباشرة.ويبدو أن النفي المستمر من السيسي لرغبة الجيش في القيام بدور سياسي، أو تطلعه هو شخصياً لرئاسة الجمهورية قد يتغيّر تحت تأثير شعبيته المتصاعدة في الشارع الذي إكتوى بنار الفوضى والإنفلات الامني وغياب أبسط مقومات المعيشة اليومية، ليطل سؤال جدلي برأسه.. لماذا كان الانقلاب على حكم العسكر ممثلاً في الإطاحة بالرئيس مبارك؟