الأمم المتحدة: طالب الرئيس الاميركي باراك أوباما الثلاثاء مجلس الامن الدولي بتحرك حازم ضد سوريا فيما يتواصل الخلاف بين روسيا والغرب حول كيفية تفكيك الترسانة الكيميائية لدى الرئيس السوري بشار الاسد. وهيمنت الازمة في سوريا على النقاشات في الجمعية العامة للامم المتحدة فيما اكدت المنظمة الدولية ان الخبراء سيعودون الى سوريا الاربعاء لمواصلة التحقيق في هجمات محتملة استخدمت فيها الغازات السامة.
وقال أوباما في كلمته أمام قادة العالم إن الولايات المتحدة مستعدة quot;لاستخدام كل قدراتها بما يشمل القوة العسكريةquot; في الشرق الاوسط للدفاع عن quot;مصالح حيويةquot; مثل ضمان امدادات النفط والقضاء على اسلحة الدمار الشامل.
لكنه شدد على ان مصداقية المجموعة الدولية اصبحت على المحك بعد هجوم 21 آب (أغسطس) الكيميائي في ريف دمشق الذي يحمل الغرب مسؤوليته للنظام السوري. وقد اتفقت روسيا والولايات المتحدة على خطة للقضاء على الاسلحة الكيميائية السورية ووافق عليها الاسد لكنهما تحاولان حاليا ادراجها في قرار لمجلس الامن الدولي.
وقال أوباما امام الجمعية العامة للامم المتحدة quot;لا بد من قرار حازم يصدر عن مجلس الامن للتأكد من ان نظام الاسد يلتزم بتعهداتهquot;، معتبرا ان المجتمع الدولي لم يكن على المستوى المطلوب حيال المأساة في سوريا.
واكد quot;اذا نجحنا فهذا سيوجه رسالة قوية مفادها ان استخدام الاسلحة الكيميائية لا مكان له في القرن الحادي والعشرين، وان هذه المنظمة تؤمن فعلا بما تقولquot;. ودافع أوباما عن التلويح بعمل عسكري ضد النظام السوري معتبرا ان هذا الامر ادى الى اطلاق الجهود الدبلوماسية. وقال quot;من دون تهديد عسكري جدي، ما كان مجلس الامن اظهر اي توجه للتحركquot;.
وكان أوباما هدد بشن ضربات عسكرية ضد سوريا اثر الهجوم الكيميائي لكن روسيا تدخلت وعرضت خطة من اجل التخلص من الترسانة الكيميائية السورية. ومن اجل تفعيل هذه الخطة تريد قوى غربية وعربية ان تدرج في قرار صادر عن مجلس الامن لكي تحظى بالقوة اللازمة.
لكن روسيا على خلاف مع الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حول نص مشروع القرار. والتقى وزير الخارجية الاميركي جون كيري لمدة 90 دقيقة الثلاثاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في محاولة للاتفاق على نص مشروع قرار وقال للصحافيين بعد ذلك ان اللقاء كان quot;بناء جداquot;.
لكن مسؤولين اميركيين اقروا بوجود quot;ثلاث او اربع عقبات لا يزال يجب تجاوزهاquot; فيما يواصل مندوبا الولايات المتحدة وروسيا في الامم المتحدة جهود صياغة النص. وقال مسؤول اميركي كبير في وزارة الخارجية طلب عدم الكشف عن اسمه quot;ما نريده هو نظام ملزم يمكن التحقق منه يؤدي الى تطبيق اطار الاتفاق وازالة مخزونات الاسلحة الكيميائية من سورياquot;.
واضاف ان الجانب الاميركي لا يريد ترك quot;اي نقطة غامضة في النص حول ذلك الهدف واذا لم يكن هناك التزام به سنتفق جميعا على الخطوات المقبلةquot;. ويريد الجانب الاميركي ان يشير قرار مجلس الامن الى الفصل السابع في ميثاق الامم المتحدة الذي يحدد سلسلة اجراءات في حال انتهاك التعهدات الواردة فيه وصولا الى استخدام القوة، لكن ذلك لن يكون اساس النص.
وقال مسؤول كبير اخر في وزارة الخارجية quot;النقاش لا يدور حول استخدام القوة، وانما حول رغبتنا في ان يكون النص ملزما وقويا ويمكن التحقق منهquot;. وفي خطابه اعلن أوباما ان الولايات المتحدة ستقدم 340 مليون دولار اضافية كمساعدة انسانية للسوريين. وادى النزاع السوري الى مقتل 110 الف شخص منذ اندلاعه والى نزوح حوالى مليوني شخص.
واعلنت وزارة الخارجية الاميركية انه مع هذه المساعدة تصل المساعدة الاميركية الى 1,4 مليار دولار وتشمل مساعدات لتامين المواد الغذائية ومياه نظيفة ومأوى للاجئين. لكن الولايات المتحدة وحلفاءها العرب يرسلون ايضا معدات لمسلحي المعارضة السورية.
وبدون الاشارة الى اي دولة قال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون quot;ادعو كل الدول الى وقف تاجيج اراقة الدماء ووقف تدفق السلاح الى كل الاطرافquot;. واضاف quot;ادعو الحكومة السورية والمعارضة - وادعوكم جميعا في هذه القاعة وانتم تتمتعون بنفوذ لديهم - للعمل بما يؤدي الى امكانية عقد مؤتمر جنيفquot; الدولي للسلام.
لكن في لقاء مع كيري عبر رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض احمد الجربا عن quot;خيبة املquot; لان الولايات المتحدة لم تنفذ الضربة العسكرية ضد النظام السوري.
وفي خطوة من شأنها ان تزيد من تعقيد الوضع، اعلنت 13 مجموعة اسلامية من مقاتلي المعارضة السورية مساء الثلاثاء انها لا تعترف باي quot;تشكيلاتquot; معارضة في الخارج بما فيها الائتلاف الوطني السوري المعارض والحكومة الموقتة التي انتخب احمد طعمة رئيسا لها.

























التعليقات