قوبلت تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما عن التطورات الجارية في مصر، بترحيب كبير من سياسيين وناشطين مصريين تقدمهم تصريح وزير الخارجية نبيل فهمي.


قال الرئيس الأميركي باراك أوباما في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إن الرئيس المصري quot;المعزولquot;، محمد مرسي، كان quot;رئيسًا منتخبًا بطريقة ديمقراطية، إلا أنه لم تكن لديه القدرة على أن يكون حاكمًا لكل المصريينquot;، وأن الحكومة الموقتة استجابت لمطالب الملايين من المصريين بإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين.

وبتصريحه، فإن الرئيس أوباما حسم الموقف الأميركي quot;المتأرجحquot; من التطورات السياسية التي شهدتها مصر بعد خلع الرئيس الإخواني وتشكيل حكومة موقتة اعلنت عن خارطة طريق تصمم لاستراتيجيات المرحلة المقبلة من خلال تعديلات دستورية واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية محتملة في غضون أشهر قليلة.

وظلّ السياسيون والجبهات والحركات والأحزاب السياسية المصرية يتشككون بالموقف الأميركي من انحياز القوات المسلحة للتحرك الشعبي في ميدان التحرير يوم 30 حزيران (يونيو) الماضي، الامر الذي قاد الى عزل مرسي.

وفي أول رد فعل على خطاب أوباما، قال وزير الخارجية المصري نبيل فهمي، إن خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة تضمن تأكيدات متكررة أن بلاده ستحترم إرادة شعوب المنطقة وخياراتها، وأن الإدارة الأميركية عازمة على إقامة علاقات بناءة مع الحكومة الانتقالية في مصر، وستستمر في مساندة أنشطة التعاون في المجالات التي تساهم في تحقيق رفاهية الشعب المصري.

رغبة المصريين

وأضاف الوزير فهمي في تصريحات صحافية، مساء الثلاثاء، إن الرئيس الأميركي أقرّ بأن الرئيس السابق محمد مرسي، رغم أنه انتخب بأسلوب ديمقراطي، لم يستطع أن يحكم بصورة غير إقصائية، وأن الحكومة الانتقالية التي خلفته استجابت لرغبات ملايين المصريين الذين اعتبروا أن الثورة قد اتخذت مسارًا خاطئاً.

وأوضح وزير الخارجية المصري أن quot;كلمات أوباما نراها إيجابية وتعكس تناولاً موضوعياً للوضع في مصر، ونعتقد أن بعض الإشارات حول إجراءات اتخذت مثل مد قانون الطوارئ جاءت خارج سياق حقيقة التطورات والأحداث، وهي أوضاع سيتمتجاوزها في سياق تنفيذ خريطة الطريق وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة، التي تتعامل بثقة وندية مع دول العالم، وتتخذ قراراتها بشكل مستقل ووفقاً للمصالح المصرية المباشرة، وباعتبارها دولة رائدة في إقليمها تشارك بإيجابية في النظام الدولي المعاصرquot;.

من جهته، علّق هاني الناظر، الرئيس السابق للمجلس القومي للبحوث على كلمة أوباما بقوله: كلمة أوباما عن مصر في الأمم المتحدة تظهر الحجم الحقيقي، وثقل هذا البلد الكبير على الخريطة العالمية حتى يدرك الذين لا يعرفون قدر مصر مدى أهميتها للعالم، وقد حاول أوباما في كلمته غسل يده ويد إدارته من محاولات العبث بمصير مصر والتدخل في شؤونها الداخلية من خلال سياساته التي مارسها الفترة الماضية، والتي باءت بالفشل الذريع تحت إرادة الشعب المصري الحر صاحب العزيمة الصلبة.

وأضاف الناظر فى تغريدات له نقلتها صحيفة (اليوم السابع) : quot;وكلمة الرئيس أوباما فى رأيي تمثل اعترافًا رسمياً ورسالة للعالم من الإدارة الأميركية بأن مصر تسير على الطريق الصحيح من أجل بناء دولة جديدة ترسخ معاني وقواعد الديمقراطية الحقيقية وتمثل نموذجاً لدول المنطقةquot;.

ترحيب

وإلى ذلك، رحّب سياسيون وممثلو الحركات السياسية والثورية في مصر يما صرح به الرئيس الأميركي من أن بلاده ستحافظ على علاقتها بالحكومة الموقتة المصرية، ورحبوا بتخلي الإدارة الأميركية عن دعم تنظيم الإخوان فى مصر.

ورأى السياسيون أن الولايات المتحدة هُزمت أمام إرادة الشعب المصرى، وقدرة القوات المسلحة على محاربة الإرهاب والقضاء عليه. وأكد أبو العز الحريري - المرشح السابق لرئاسة الجمهورية - أن تصريحات أوباما بشأن التعامل بصورة طبيعية مع حكومة الببلاوي، موقف دولي ولا يعبر عن موقف شخصي لأوباما.

وحول قوله بأن مرسى لم يحكم بشكل مطمئن، قال الحريري لصحيفة (اليوم السابع): quot;الموقف الأميركي تجاه مصر تغيّر لعدة أسباب: منها التحول الأخير الذي صنعه الجيش المصري في سيناء، وإثباته لقوته بعد تطهيرها من معظم البؤر الإرهابية، الأمر الذي قابلته إسرائيل بالصمت للمرة الاولىquot;.

ويضيف المرشح الرئاسي السابق، التصريحات الأخيرة التى أكدت أن الذي استخدم الغازات السامة في سوريا هي المعارضة وليس النظام، وكذلك حكم حظر جماعة الإخوان، وضعت أوباما في مأزق وأجبرته على التراجع عن موقفه.

تطور العلاقات

وقال الدكتور وحيد عبد المجيد - القيادى بجبهة الإنقاذ - تعليقًا على الخطاب: quot;خطاب أوباما يدل على استقرار الموقف الأميركي منذ شهر مضى عند مستوى الحفاظ على العلاقات المصرية، ولكن بطريقة ليست كما كان الوضع عليه قبل 30 يونيو، والاستمرار في تقييم التحول الديمقراطي في مصر وحتى نهاية المرحلة الانتقاليةquot;.

وأضاف عبد المجيد: quot;من المتوقع أن تستمر العلاقات المصرية الأميركية في طور التقييم في ضوء ما تشهده مصر من تطورات، وفي ضوء الظروف التي تمر بها المنطقة، والظروف الداخلية لمصر وصولاً إلى نهاية المرحلة الانتقاليةquot;.

ومن جانبه، أكد عصام الشريف - منسق الجبهة الحرة للتغيير السلمى - أن تراجع أوباما عن عناده تجاه إرادة جموع الشعب المصري لأنه علم جيدًا أن مصلحة بلاده لن تكون إلا مع الشعب المصري وإرادته، وأن العناد سيجعل بلاده تخسر في المنطقة العربية كلها وليس في مصر فقطquot;.

وأضاف الشريف: quot;الولايات المتحدة الأميركية لا تبقى على جماعات بعينها، بدليل تخليها عن مبارك فى الماضي، والآن تتخلى عن جماعة الإخوان التى دعمتها؛ وذلك لأن أميركا لا تريد إلا مصالحهاquot;؛ مشيرًا إلى أنه يجب أن يعلم أيضًا أن الشعب المصري لن يقبل بأي تعاون مع بلاده إلا في جو من الندية وعدم القبول إلا باستقلال القرار المصري.