اتهمت إيران الرئيس الأميركي باراك أوباما بممارسة quot;لعبة جديدةquot; هدفها عزل طهران بعد توسطه في المصالحة التي شهدها الأسبوع الماضي بين تركيا وإسرائيل.
فوجئت الحكومة الإيرانية بالضربة الدبلوماسية التي سجلها أوباما يوم الجمعة الماضي عندما اتفقت إسرائيل وتركيا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بعد نزاع دام ثلاث سنوات.
تحالف لإسقاط حلفاء إيران
وقال مراقبون إن المصالحة تشكل منطلقًا لتعزيز التعاون بشأن الحرب المستعرة في سوريا، حيث تدعم إيران نظام الأسد بالمال والسلاح. وبحسب هؤلاء المراقبين، فإن تركيا لاعب أساسي في جهود المعارضة السورية لإسقاط نظام الأسد، ويمكن الآن أن تغلق صفحة النزاع مع إسرائيل لتعزيز التحالف، الذي يعمل على إسقاط اقرب حلفاء إيران في المنطقة.
عبّر نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية الجنرال مسعود جزائري عن مخاوف طهران حين شجب مبادرة أوباما في تحقيق المصالحة بين تركيا وإسرائيل قائلًا إنها quot;لعبة أميركية لإضعاف المقاومة ضد إسرائيلquot;.
وحمل الجنرال جزائري على تركيا بوصفها عميلة أميركية، وقال إن واشنطن تريد اغتصاب موقع إيران في العالم الإسلامي والنيل من نقاء الإسلام بـquot;إسلام أميركيquot;.
ولا شك في أن انزعاج إيران سيكون مبعث ارتياح بالغ في واشنطن، التي وصلها أوباما يوم الأحد بعد زيارته الأولى إلى إسرائيل في الأسبوع الماضي.
أكبر نجاح لأوباما
وكان تحقيق المصالحة بين إسرائيل وتركيا أكبر نجاح دبلوماسي حققه أوباما في زيارته للمنطقة، على حد تعبير صحيفة التايمز، منوهة بالمكالمة التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان للاعتذار عن مقتل تسعة ناشطين أتراك عندما هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول الحرية، الذي كان ينقل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عام 2010.
وعرض نتانياهو، الذي رفض في السابق الاعتذار عن مقتل تسعة ناشطين أتراك على متن السفينة مافي مرمرة خلال محاولتها كسر الحصار الإسرائيلي، تعويض ذوي الضحايا. في المقابل وافق أردوغان على إسقاط التهم الموجّهة ضد القادة العسكريين الإسرائيليين المسؤولين عن الغارة وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، شاجبًا الدعوات التي طالبت برفع الحصار عن غزة قبل إعادة العلاقات.
المصلحة تقرّب المسافات
يفتح التقارب بين تركيا وإسرائيل الباب لتعزيز التعاون بشأن الأزمة السورية، حيث تخشى الحكومتان امتداد النزاع عبر حدودهما. وظلت العلاقات الاستخباراتية بين الدولتين مستمرة من دون تغيير، رغم القطيعة الدبلوماسية، ويمكن أن تتعزز الآن، بحسب صحيفة التايمز.
وتعتبر تركيا قوة محورية في الجهود الرامية إلى إسقاط نظام الأسد. وسمحت أنقرة للجيش السوري الحر بإقامة قواعد على حدودها لتأمين موطئ قدم داخل الأراضي السورية، وتحويل الأموال الآتية من الخليج إلى أسلحة، والإشراف على إيصالها إلى المقاتلين في الداخل.
وتريد إسرائيل منع الأسد من نقل أسلحة كيمياوية وصواريخ مضادة للطائرات إلى حزب الله في لبنان، وكيل إيران الرئيس في المنطقة.
التعليقات