لا علاقة للمقال بمن حصلوا على شهادة الدكتوراة بالدراسة والعمل الدؤوب والبحث والعناء من جامعة معترف بها ولا علاقة للمقال بالشخصيات التي منحت دكتوراة فخرية من قبل جامعات عربية او عالمية تكريما لانجازاتهم الاكاديمية او الديبلوماسية او العسكرية او اعترافا بخدماتهم للانسانية والعلوم والمجتمع والسلام في العالم. بالأحرى المقال يسلط الضؤ على ظاهرة انتحال لقب الدكتور بدون مؤهل حقيقي لكسب الاحترام في المجتمع. وقبل الخوض في الظاهرة لنقرأ معا بعض العناوين التي ظهرت في صحف ومواقع اخبارية عربية في السنوات الأخيرة والتي تفضح انتشار الظاهرة.
صحيفة النهار الكويتية
نشرت مقالا بتاريخ 7 يوليو تموز 2008 للكاتبة كافية رمضان فضحت فيه انتشار الظاهرة في الكويت.
صحيفة الوسط السعودية
نشرت مقالا بتاريخ 14 تشرين الثاني 2010 للكاتب حيدر محمد وبعنوان مهزلة اصحاب شهادات الدكتوراه.
صحيفة عكاظ السعودية
17 نيسان 2010 القبض على بائع شهادات الدكتوراة المزورة
منتديات المستقلة ndash; الأردن
نشرت الخبر التالي بتاريخ 3 أغسطس آب 2008
quot;عشرات الدكاترة الاردنيين الذين اشتهروا اشتروا شهادات دكتوراه من رجل اميركي يعمل طافيء حريق وبائع شهادات مزورة. ويعمل مع زوجته في بزنس بيع الشهادات في الولايات المتحدة.
صدى سوريا
نشرت الخبر التالي بتاريخ 14 سبتمبر ايلول 2009
quot; تسريح ضباط شرطة لاكتشاف ان شهاداتهم مزورةquot;
وفي نفس الموقع نقرأ خبر آخر 20 أغسطس آب 2008 عن اغلاق مؤسسة المأمون الدولية التي تبيع شهادات مزورة في حلب والمزة في دمشق.
موقع السوسنة الأردنية
3 فبراير شباط 2009
200 شهادة دكتوراه مزورة في وزارة التربية والتعليم.
صوت العراق
27 تشرين اول 2010 شهادات مزورة وخريجون عاطلون عن العمل.
الصحيفة الأميركة Spokesman Review
أغسطس آب 2008
نشرت اسماء 180 خليجي حصلوا على شهادات مزورة من الامارات والبحرين وقطر الخ.
صحيفة المدينة السعودية
نشرت خبرا بتاريخ 5 سبتمبر ايلول 2010 مفاده أن 50 مسؤولا تربويا ومعلما ومدراء مدارس حصلوا على شهادات الدكتوراه بطرق غير نظامية من خلال جامعات غير معترف بها.
موقع منتديات محافظة طريف السعودية
نشرت بتاريخ 19 اغسطس آب 2008 قائمة باسماء مئات الاشخاص الذين حصلوا على شهادات الدكتوراه بالمال.
موقع Souria.Com
غرفة سوريا الاجتماعية كتبت بتاريخ 11 ابريل نيسان 2009 العنوان التالي: 3 شهادات دكتوراة مزيفة لمعاونوا وزير الداخلية.
شبكة اخبار النجف الاشرف
نشرت خبرا بتاريخ 5 سبتمبر ايلول 2009 تحت العنوان quot;هيئة النزاهة تلاحق 905 قضية تزوير شهادات علمية لمسؤولين عراقيين.quot;
أما شبكة اخبار العراق: نشرت بتاريخ 26 ابريل نيسان 2008 تحقيق مطول عن سفراء من حملة الشهادات المزورة وذوي مستوى تعليمي بائس.
وايضا في مواقع سودانية تقرأ: quot;القاب علمية مزورة وشهادات غير معتمدة لعمداء كليات جامعية عراقيين يعملوا في السودانquot;.
شبكة منتديات المساهم الاقتصادية
13 اغسطس آب 2008
68 دكتور سعودي قاموا بشراء شهادة الدكتوراه المزورة من اميركا بسعر 8000 دولار.
القدس العربي - لندن
نشرت تقريرا بتاريخ 1 سبتمبر ايلول 2009 يفيد أنه تم الكشف عن 1088 شهادة مزورة اصحابها يشغلون مناصب عليا في الحكومة العراقية. ووفق تقارير عراقية تم الكشف عن 3165 وثيقة دراسية مزورة في اختصاصات حساسة وهامة مقابل ثمن من عدد من الدول الاوروبية.
ما سبق هو عدد بسيط من الأمثلة عن الشهادات المزورة في العالم العربي.
وفي مقال ساخر في الشرق الأوسط 16 سبتمبر ايلول 2010 كتب مأمون فندي quot; سائق التاكسي يقال له دكتور والسباك يقال له دكتور والموظف العام عندما يظهر على التلفزيون لا بد ان يشار اليه بلقب دكتور. ولا تعرف هل هذه الدكتوراة التي اخذها صاحبها هي دكتوراة عرفي ام دكتوراة متعةquot;.
هذا يقودنا الى الاستنتاج عن تواجد آلاف من الاشخاص العرب ينتحلون صفة الدكتور دون حق ودون مؤهل. وعدد كبير منهم شخصيات معروفة في مجالات الاعلام والصحافة والاستشارات والديبلوماسية الخ. فالهدف الرئيسي من انتحال الصفة هي لكي يحظى المنتحل باحترام وتقدير لا يستحقه وربما يحصل على عمل ليس مؤهلا للقيام به. لا استطيع ان اتذكر عدد الاشخاص الذين رأيتهم خلال العشر سنوات الماضية يحملون هذا اللقب في رؤؤسهم فقط وعلى كرت البزنس وعندما تسأل احدهم عن موضوع التخصص واسم الجامعة يتلعثم ولا يعطيك جوابا واضحا وتستنتج انه زائف. ثم تقابل آخر وبعد فترة من الاحتكاك تكتشف انه لم يقرأ جريدة بحياته ولم ينفق فلسا على كتاب وليس لديه اي فكرة عما يحدث على الساحة سوى ما يسمعه من هنا وهناك او من اخبار التلفزيون ويقول انه دكتور. وثمة آخر يعترف ان قريب له حصل على الدكتوراة في بلد آسيوي بعد ان دفع لشخص اكاديمي مبلغا من المال ليقوم بمهمة كتابة الاطروحة.
وتقابل آخر يفتخر انه يعمل على الحصول على دكتوراه من جامعة اكستر في بريطانيا وتسأله ما هو الموضوع ويقول بافتخار quot;معاوية بن سفيانquot; يأتي من الاردن على نفقة الحكومة لكي يقرأ ويكتب عن معاوية بن سفيان علما ان موضوع من هذا النوع يمكن ان يعمله في جامعة محلية او عربية وبكلفة اقل. ثم يعود الدكتور للأردن ليعلم الآخرين عن معاوية بن سفيان.
وتجبرك الظروف احيانا ان تلتقي مع آخر يحمل لقب الدكتوراه ويقول أنه درس في بريطانيا ثم تجد انه غير قادر على كتابة جملة واحدة صحيحة قواعديا باللغة الانجليزية.
آلا تتوقع من حامل دكتوراة حصل عليها في بريطانيا ان يكون قادرا على الحديث باللغة الانجليزية بطلاقة وبأسلوب اكاديمي واضح وان يكتب بسهولة وبلغة قواعدية سليمة؟
قال لي اكاديمي حقيقي انه من أصل 10 من حملة الدكتوراة 9 منها غير حقيقية وقد تم الحصول عليها اما بالدفع لشخص آخر ليكتب الرسالة او الاطروحة او شراءها من معهد غير معترف به او من مصدر مشبوه أو أن حامل اللقب قرر أن يمنح نفسه صفة الدكتور ليرفع من شأن نفسه. رأيت قبل سنوات موظف في اوائل العشرينات من عمره يتصفح وثيقة خضراء اللون وكبيرة وينظر اليها بتمعن واعترف لي انها شهادة دكتوراة في ادارة الاعمال حصل عليها مقابل 750 دولار من جامعة على الانترنيت علما ان مستوى تعليمه لم يصل الى مرحلة الثانوية. وقال انها ستمكنه من الحصول على وظيفة محترمة في بلده. وقلت له قد يكتشفوا انها شهادة لا قيمة لها فأجاب بالقول quot; هذا لا يحصل لأنها طاسة وضايعةquot; اي فوضى ولا احد يكترث.
لهذا لا تستغرب اذا وجدت ان الدكتور فلان رجلا سطحيا لا يفقه ويتصرف كأنه حامل شهادة ابتدائية علىى احسن الاحوال مهما كان المنصب الذي يتبوأه. لا تستغرب اذا وجدت أن الدكتور أكس X يفتقر للثقافة والعلم والمعرفة ولا يحاول الحصول عليها. ولا تستغرب اذا وجدت شخص متواضع لا يهتم لهذه الالقاب ولكن تكتشف انه عميق الثقافة والفلسفة وقادر على الكتابة والبحث والانجاز.
فلا تنخدع اذا جاءك شخص يحمل بطاقة تقول الدكتور كذا او كذا او يقدم نفسه لك بهذه الصفة. وثمة آخر يزعل اذا اشير اليه بالاستاذ او السيد المحترم بل يريد تشديد كلمة الدكتور لكي يطمئن نفسه انه ذو قيمة ويجب احترامه مما يجعل المرء يشك في شهادته. هؤلاء في واقع الأمر يعانوا من نقص او عجز ما في شخصيتهم.
أشدد ان هذا لا علاقة له بمن منح دكتوراة فخرية لأنه ديبلوماسي او سياسي او عسكري او رجل أعمال او من الذين اكتسبوها عن طريق البحث والدراسة.
اعلامي عربي - لندن
التعليقات