يعتبر الفقه الاسلامي من أهم الرکائز الاساسية التي عولت و تعول عليها المجتمعات الاسلامية و يشکل في الحقيقة منارا و نبراسا ضروريا جدا لإسناد و تثبيت و تقوية الجوانب الاجتماعية الاخلاقية و الاقتصادية و الفکرية و السياسية، وان الحاجة الى إيلاء الاهتمام الخاص بالفقه الاسلامي يتزايد في خضم الاوضاع و الاحداث و التداعيات المتباينة التي تعصف بالعالمين العربي و الاسلامي و خلالها يشتد ترکيز الاعداء و المتربصين شرا على الاسلام و العروبة من أجل بلوغ أهداف و غايات مشبوهة.
ان دخول تيارات متطرفة و أخرى مشبوهة بعلاقتها و تبعيتها لجهات معادية لآمال و تطلعات الامة العربية بشکل خاص و ذلك التفسير المشوه و الخشبي للمباني و الاصول الشرعية و مانجم و ينجم عنها من نتائج بالغة السلبية على المجتمعات الاسلامية، تسلط الاضواء من جديد على مسألة ضرورة و أهمية فقه توافقي مقرب و جامع للمذاهب الاسلامية من حيث ترکيزها و إعتمادها على الاسس و الشرائط و النقاط الجامعة او المتفق عليها و السعي لردم الهوة ماأمکن في المسائل و المباني الاخرى خصوصا تلك التي فيها شئ من التباين في وجهات النظر.
ان أهمية و ضرورة فقه توافقي مقرب و جامع للمذاهب يهيأ أفضل و أکثر الارضيات المناسبة للمزيد من التقريب بين أطياف و شرائح الامة العربية و سد الفجوات و المنافذ التي نفذ و ينفذ من خلالها الاعداء و المتربصين شرا بها، وهي قبل ذلك أفضل ضمانة و خدمة للدين الاسلامي ذاته و حفظه من التشويه و التحريف و التدليس، کما انها عامل حيوي جدا في خلق وعي ديني أصيل و معاصر لدى أبناء الامة العربية ومنح الافراد و المجتمعات الحصانة الضرورية و اللازمة أمام التيارات الضالة المضلة او المشبوهة المندسة، ومن هنا، فإننا کمرجعية اسلامية للشيعة العرب، وبحکم المسؤولية الکبيرة الملقاة عى عاتقنا، فإننا ندعو و نحث أخواننا الافاضل من العلماء و المجتهدين من کافة المذاهب الاسلامية لکي يضطلعوا بدورهم البناء وفق هذا السياق و يهيأوا الارضية المناسبة لرص صفوف الامة کي تقف بوجه أعدائها و تؤدي رسالتها على الوجه الافضل، واننا نرى أن النية و الغاية النبيلة السامية في جمع شمل مختلف الفرقاء و توحيد مواقفهم و نظراتهم ازاء مختلف المسائل و الاوضاع و الاحداث التي تواجه الامة، لکفيلة بشحذ الهمم و تنقية النفوس و صقل العقول للعلماء الافاضل الاجلاء کي يبشروا الامة ببلوغ هذا الهدف النبيل، وقل أعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون.
*المرجع الاسلامي للشيعة العرب.
التعليقات