لا شك ولا رياء في ان المسيحيين جزء لا يتجزأ من الجسد العراقي، هذا الجسد الذي لايمكنه ان يعيش دون اعضائه كافة، والمسيحيون في هذا الجسد عضو فاعل كأحدى العينين او الكبد او الرئة او اذين او بطين في القلب، وربما هم كل هذه مجتمعة، وبالتأكيد ان غياب اي من هذه سيحدث خللا كبير في الجسد، وليست من المزايدة ان التحدث عن وطنية هؤلاء القوم الذين هم انفسهم يعرفون انهم مثل كل العراقيين يظللهم سقف العراق ويجري في شرايينهم وأوردتهم حبه الكبير، ولانهم ضمن الكتلة الواحدة فهم لا ينظرون الى انفسهم بالتميز عن اي عراقي ولا يشار اليهم بالصفة التي يحملونها التي هي الديانة ابدا، فهم اخوة وأحبة شأنهم شأن كل عراقي.

وليس من التطرف او السذاجة ان نقول ان المسيحيين غير مستهدفين، نعم انهم ليسوا مستهدفين كونهم مسيحيين فيما ينعم الاخرون من الديانات الاخرى والطوائف والقوميات بصفة عدم الاستهداف، لاننا نعرف ان كل العراقيين مستهدفون من اقاصي الشمال الى اقاصي الجنوب، وان وقعت حوادث هنا وهناك ذلك ان العدو واحد ولا يستثني احدا، يحاول ان يضرب هنا وهناك وان يوجع هنا وهناك ويقتنص الفرصة هنا وهناك ولا يهمه ان يفجر كنيسة او مسجد او معبد،يريد فقط للوجع العراقي ان يزداد، ولا يمكن القول ان المسيحيين العراقيين منطقة رخوة في الجسد العراقي، ولكن الحرب القذرة التي يشنها العدو تسمح له بممارسة كل وسائل الخبث وادواته رغبة منه في ان يستعر الوجع وان يظل العراق ينوء بعذاباته،حيث ان القسوة على المسيحيين تبدو في اعلى درجاتها ذلك لان ما يحدث من اقتتال ظاهر للعيان يمكن الاشارة اليه على انه بين (طائفتين مسلمتين) او (بين المسلمين المتطرفين والمعتدلين) وهو ما يجعل البعض يضع المسيحيين خارج قوس التناحر او الصراع او الاقتتال بحجة ان المسيحيين ليسوا طرفا في هذا، وهذه حقيقة مرة وغريبة، لان الاستهداف الاجرامي للعراقيين جميعا، ولا يستثنى منه احد، ولكن يبدو ان خلف كواليس الاجرام يصطف خونة ومتآمرون وسفلة يكثفون جهودهم لتمزيق نسيج الشعب العراقي من خلال الاشارة الى جزء ما ومن ثم يجهشون بالنحيب وتحليل الامور كما تشاء لهم عقولهم الناقعة بخلّ الاستهتار وحوامض العدوانية والحقد، لتحقيق اغراضهم الدنيئة في تفتيت وحدة الشعب العراقي ومحاولة تشريد البعض منه، بأعتبار ان اميركا واوربا حصرا قارتان (مسيحيتان) وسوف تنتفضان لاخراج المسيحيين من العراق، وتلك محاولة للاساءة اولا الى العراق، فالعدو.. عدو العراق بشكل عام ولا يريد الخير له لذلك فهو لا يأبه بقتل الانسان ولا ينظر الى انتمائه وعقيدته وشكله ولونه، فالمجرم لايهمه سوى اجرامه.

المسيحيون ليسوا مستهدفين تحديدا، وان حاول الاعداء الايهام، وهم حالهم حال العراقيين اهدافا للارهاب، لان من يكره المسيحيين يكره سواهم من العراقيين، وان الاجراءات اذا ما كانت غير كافية بالقرب من الكنائس فهي كذلك قرب المساجد والمدارس والشوارع والمؤسسات والذي يرتدي حزاما ناسفا لا يأبه اين يفجره، المسيحيون عراقيون شرفاء، والعراقيون الشرفاء يحمي بعضهم بعضا، وتمسك المسيحيين بوطنهم اكبر صفعة توجه لمن يستثنيهم كعراقييين ومن يحاول العطف عليهم، فلا عطف على ابناء الوطن القائمين على محبته في محنته، وليذهب المتاجرون والسماسرة الى خزي التاريخ.