اصابنا الجفاف وانقطع المطر. السبب هو ايران.
تغير الطقس واكتسح العالم شتاء عظيم. السبب هو الشيعة.
السيدة أم احمد اضاعت بيجامة ابو أحمد. السبب هو ايران والشيعة معا.
هل نحن نخاف من ايران والشيعة لهذا الحد، ام نكرههما لهذا الحد؟
خلصت الى نتيجة وضعتها بنفسي دون اثبات أملكه: الشعوب العربية تكره ايران، والحكومات تخافها.
كره الشعوب سببه التغذية الاعلامية السنية المتطرفة للقضية المذهبية، والمبالغات المشينة، حد التقزز احيانا، عند الحديث عن المذهب الشيعي وأئمة الشيعة وإيراد اقتباسات لهم تشبه خيالات الأطفال في افلام كرتون.
لم تعمل وسائل الاعلام العربية بحرفية او حيادية وقد كان الأولى ان تسلك طريقها. لأننا عندما نتحدث عن المذهب الشيعي فنحن في النهاية نتحدث عن مذهب اسلامي يؤمن بالله ورسوله. كما ان الشيعة ليسوا في ايران وحدها، بل هم بيننا منا وفينا، ونحن بتعميق الهوة معهم انما نشجع انفصال عضو عن جسدنا دون ان ندري.. إنه فعل مجانب للصواب ولا شك.
في المقابل أتفهم تماما سبب خوف الحكومات العربية من ايران، و تحديدا الخليجية منها، فهي تواجه موقفا لا تحسد عليه امام دولة قد لا يفصلها كثير وقت عن التفجير النووي الأول.
لكن، هل من صالحنا ان نمارس الضغوط على ايران، او ان نحاربها، او ندعها تنجز مشروعها النووي الذي تريد حتى النهاية؟
انا ضد أي عمل عسكري تروج له امريكا. فقد ثبت ان هذه الأخيرة سيدة فقدت عقلها بعد ان دفنت مبادئ عمو سام في اوحال العراق. وأقول واثقا، انه في حالة الحرب، سندفع وحدنا الثمن. ولو كانت ايران على هذه الدرجة من القرب جغرافيا من أمريكا، لكان الخيار العسكري آخر ما تفكر به الأخيرة. (وأنا لا اتكلم هنا عن صورايخ كوبا، بل عن منشئات نووية، وقدرة ايرانية انتقامية عالية، وضعف عسكري خليجي).
انا أيضا ضد العقوبات المفروضة على ايران. إذ اثبت التاريخ بأن الشعوب وحدها تدفع ثمن العقوبات، وما قصة العراق عنا بالبعيدة او القديمة. اضف الى ذلك اننا لا نريد نقل العداء من الحكومات الى الشعوب. فإن كنا ضد النظام في ايران، فلا ينبغي ان نكون ضد الشعب في إيران. فالحكومات تذهب والشعب يبقى.
لست اتمنى ان تمتلك ايران اي سلاح نووي. فهذا السلاح مجنون بطبعه، ولا بد ان يكون في يد عاقل حكيم، ولسنا كلنا كذلك بعد. وان كانت هناك حكمة ينبغي ان نعمل بها الآن فهي التسليم بوجود جار أوشك على صنع كعكته النووية. وإن كانت العقوبات، او الحرب نفسها، قادرة على تأجيل عميلة النضج، فإني اشك بقدرتها على ايقاف المشروع برمته. وهذا يعني ان أفضل ما نملك هو تفعيل حسن الجوار مع هذا الجار، والكف عن التعبئة الشعبية الطائفية ضده، وتطوير قوة ردع دفاعية ولو كانت نووية، بالشراء او الانتاج.

[email protected]