التصريحات الأخيرة لوزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان حول تمادي النظام الإيراني في مواقفه العدوانية من الجزر الإماراتية المحتلة الثلاث في مدخل الخليج العربي ورد الفعل الإيراني المتوحش و الغاضب و التهديدي و المفتقد للأدب، أضحى اليوم واحدا من أهم الملفات الحساسة و الساخنة في الخليج العربي المشتعل على الدوام، فالشيخ عبد الله بن زايد وهو يطرح رؤية و مخاوف بلاده الستراتيجية كان ينطلق أساسا من حرص دولة الإمارات على نزع فتيل التوتر و على حل المشاكل العالقة بين الجيران بالطرق الدبلوماسية وعبر دبلوماسية الحوار و المصالح المشتركة ومن دون الحاجة لأية خطوات تصعيدية أو تهديدية تزيد من تأزيم الموقف و تعقيد الملفات؟ إلا أن النظام الإيراني الباحث دائما عن عزاء ليلطم به و يمارس هوايته في ضرب الصدور وشق الجيوب و تلويث الآذان بعبارات الشتيمة و الإنتقاص بل و التهكم من سيادة دول الخليج العربي عمد للتصعيد العدواني وهدد غلنا ب ( رد فعل شديد من الشعب الإيراني )!! كما قال، و أتبع ذلك بسلسلة من المناورات العسكرية الإستعراضية والهزلية في الخليج العربي إستعرض خلالها أسلحته الصدئة وزوارقه المطاطية الخاصة بالتهريب لسرسرية الحرس الثوري! وهي أسلحة لن تعفيه أبدا من تجرع كؤوس سم الهزيمة الساحقة الماحقة هذه المرة إن تجرأ و تمادى في غيه وعدوانه، الشيخ عبد الله في تصريحاته العقلانية و المسالمة و المتوازنة لم يكن يهدد أحدا وكان يرسل برسائل الصداقة و الود وحسن الجوار للنظام الإيراني، ولكن ذلك النظام المتغطرس المتعجرف الحقود كعادته قابل الإحسان بالإساءة و الود بالعدوان و الأدب بقلة الأدب و الكياسة بالتهور و الإستهتار، وطبعا نحن لا نعتب أبدا على الجار الإيراني المشاكس و العدواني و الذي يستبيح دماء شعبه في شوارع طهران و المدن الإيرانية، ويدوس بأقدامه وحوافره النتنة على معاناة الشعوب غير الفارسية و يمارس سياسة الإعدام الشامل الترهيبي بحق المناضلين الأحوازيين العرب و الأكراد و البلوش و يسحق قيادات الثورة الإسلامية السابقين أيضا و يبدع في ممارسة إرهاب الدولة، هذا غير تصدير الخراب لدول الجوار وخصوصا العراق المبتلي بعصابات وفايروسات ذلك النظام الطائفية، كما إن إحتضان القاعدة وبقية فرق الموت هو واحد من أهم الإختصاصات الستراتيجية للنظام الإيراني الذي عمد لتصعيد الموقف مع دول الخليج العربي في أوقات سابقة من خلال عدوانيته المفرطة في الرد على كلمة و تسمية ( الخليج العربي )! وحيث أظهر عنصريته التي تتنافى تماما مع إدعاءات الهوية الإسلامية التي ينتحلها ذلك النظام العنصري الطائفي المتغطرس المتوحش البربري، نقول العتب ليس على ذلك النظام الذي هو خنجر مسموم في الخاصرة الشرقية للوطن العربي تماما كخنجر اللعين أبي لؤلؤة فيروز الذي يقدسه أهل النظام الإيراني و يقيمون له صرحا مقدسا في كاشان!! لا عتب على أولئك ولكن العتب كل العتب و التعجب يقع على كاهل ما يسمى بجامعة الدول العربية التي صمتت صمت الحملان عن الإستفزازات الإيرانية العدوانية و كأن الأمر لا يعنيها، وتركت دولة الإمارات وحيدة في صراعها و مكشوفة بالكامل أمام الآلة العدوانية العسكرية الإيرانية و الماكنة الإرهابية الإستخبارية وذراعها الطويلة، لقد حدد الشيخ عبد الله بن زايد الموقف الستراتيجي لبلاده واصفا الهيمنة الإيرانية على أجزاء و أراض إماراتية عربية عزيزة بكونها ( إحتلال ) لا يختلف أبدا عن الإحتلال الإسرائيلي لفلسطين، كما أن الممارسات العدوانية الإيرانية لا تقل شراسة و لا إرهابا عن الممارسات الإسرائيلية إن لم تكن أشنع و أمضى و أكثر وحشية فالإسرائيليون على أقل تقدير يراعون بعض المظاهر و الإعتبارات و لا يشنقون المناضلين علانية وعلى قارعة الطريق كما يفعل الإيرانيون في مدن وشوارع و قصبات الأحواز العربية المحتلة؟ ولكن السؤال الكبير الغائب في ظل المعمعة السائدة إقليميا ماهو موقف النظام القومي البعثي التقدمي الإشتراكي الوحدوي السوري من المواقف العدوانية الإيرانية وهو الحليف الستراتيجي التاريخي و الثابت لذلك النظام وذراعه الرئيسية و الأولى التي تسهل له أمور الهيمنة على لبنان تحديدا و تدعم تدخلاته الفظة في شؤون دول المنطقة و الإقليم، خصوصا و إن التعاون العسكري و الأمني بين النظامين له من المتانة و الترسيخ ما يجعله أكثر من ستراتيجي لا سيما و إن النظام السوري القومي كما يدعي لم يتورع أبدا عن تسليم و إختطاف مناضلين أحوازيين عرب و تسليمهم لمشانق و معتقلات نظام طهران كما حصل مع المناضل الأحوازي ( فالح عبد الله ) و آخرون!! وهي وصمة عار في جبين ذلك النظام المنتحل للهوية القومية و المزور لكل شعارات النضال و التحرر القومي، النظام السوري لم يعلن أبدا موقفا واضحا من الوقاحة الإيرانية ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أنه لم يبدي رأيه في موضوع عروبة وعائدية جزر طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى المحتلة منذ أواخر عام 1971 وحتى اليوم؟، و النظام السوري وهو يمارس التقية السياسية و يلعب على مختلف الحبال يخدع نفسه و لكنه يظهر بصورة عارية أمام الأحرار، طبعا إعلان الموقف السوري لن يغير أبدا في موازين القوى فهذا النظام المتمترس خلف الإحتلال و الضم الإسرائيلي لهضبة الجولان التي هي أهدأ و ابرد جبهة مواجهة في العالم إذ تحمي المخابرات السورية الإحتلال الإسرائيلي و تمنع أي فصيلة فدائية من التوجه لها و إلا فلماذا لا تكون قوات حزب الله هناك بدلا من ترويع الدولة اللبنانية ومحاولة مصادرتها؟ ولماذا لا نظهر عضلات لسان حسن نصر الله في الجولان المحتل بدلا من الثرثرة في مواضيع تافهة و العمل و السمسرة التجارية و الإستخبارية لصالح المشروع الإيراني العدواني في المنطقة؟ طبعا سيكون الجواب من أساطين إعلام النظام البعثي السوري المتخشب بأن ( سوريا لن تخلط الأوراق و إنها وحدها من سيحدد زمان و مكان المواجهة )!! و تلك المواجهة ستكون طبعا في المشمش!!!، موقف النظام السوري المخزي من حق دولة الإمارات في إسترداد حقوقها و أراضيها لا يتناقض مع الهوية الآيديولوجية المعلنة للنظام السوري بل أنه يصب لصالح أجندات خفية تهدف لتكسيح العالم العربي و تقسيمه وهو ما يحصل اليوم في العراق المحتل إيرانيا و أمريكيا و التي ترسم فوف أجساد شعبه النازف سيناريوهات شيطانية باتت واضحة، لن يجرؤ النظام السوري ( القومي حتى النخاع ) من مخالفة وصايا و مقررات الولي الإيراني الفقيه، و سيظل يحاول اللعب على كل الحبال و التملص من إلتزاماته القومية بدعوى أن الوقت لم يحن بعد لفتح الملفات مع النظام الإيراني؟ أربعون عاما من الإحتلال و الضم القسري الإيراني لأراض إماراتية عربية عزيزة وحرة ومع ذلك لم تتحرك ضمائر منتحلي الهوية القومية و التحررية، يقينا فإن دولة الإمارات العربية لن تخوض التحدي بمفردها فأحرار العالم إلى جانبها و الحق إلى جانبها، ولن يفلح الدجالون الطغاة في فرض رؤاهم العدوانية، وستدور على البغاة الطغاة الدهاقنة الدوائر، و ستعود الجزر العربية الإماراتية المحتلة حرة عربية شامخة بصمود و إصرار الأحرار، و سيبتلع الطغاة جرعات سمومهم الشيطانية. ألا ساء ما كانوا يعملون... للباطل الإيراني الغدواني جولة، وللحق العربي الإماراتي صولات وصولات.. أما نظام دمشق فسيظل يبحث عن بطولات وهمية في ( باب الحارة )....!
- آخر تحديث :
التعليقات