تقدم وفد من أعيان البلدة لمقابلة زعيم عربي وهم متذمرون للتقدم بشكوى ضد بعض المظالم.
سمع حسني الزعيم بخبر مقدمهم فجهَّز نفسه بمسرحية!!
وعندما دخلوا مكتبه كان يتحدث بالهاتف.
يبدو أن الزعيم لم يكن في أفضل حال؛ فبدأ يرتفع صوته ثم نطق بجملة مخيفة: أنا آمرك أن تأخذه فورا إلى ساحة الإعدام ولا ترجع بدون تنفيذ ذلك.
نظر الرهط القادم في وجه بعضهم بعضا وقد امتقعت سحناتهم رعباً.
التفت إليهم (الزعيم) مبتسماً وقال تفضلوا خيرا إن شاء الله. ما الذي أستطيع أن أقدمه لكم؟
صاح الوفد بصوت رجل واحد: أيها الزعيم نحن جئنا فقط لنتشرف بمقابلتك ونهنئك على إنجازاتك.
قال: قد أديتم الأمانة فانصرفوا إلى أهلكم راشدين.
يقول من كتب (المذكرات) وهو السيد فنصة الحلبي وكان شاهداً لهذه الواقعة أن الزعيم بعد انصرافهم انفجر بالضحك وقال: شعب من هذا الطراز يناسبه زعيم من طرازي.
ترى مدرسة (علم النفس السلوكي) أنه كلما اظهر الأتباع المزيد من الخضوع (عزَّز) مشاعر السيطرة عند القادة.
وفي مسرحيات احتفالات العظماء يلاحظ المتأمل كيفية ولادة هذا الوسط. من توجيه ألفاظ التعظيم وأنه المتفضل المنعم الواهب الرزَّاق ذو القوة المتين.
كل الالتفاتات إليه وكل الإيماءات نحوه. وعند استعراض المحطات الفضائية في لقاء يضم مجموعة من الزعماء تكاد لا تشعر من كل محطة بوجود أحد سوى رئيسها وأن الآخرين نكرات مهملة.
ويستمر التلفزيون المحلي في تسليط الكاميرا على الزعيم من كل الزوايا لكل ملمتر من وجهه وكل حركة من تصرفاته وبالتقريب والتبعيد. وبين الحين والآخر تعرض صوره على المشاهدين في وجه ملائكي يفيض بالسماحة والاقتدار تحيط به هالة القديسين.
الشعوب إذن هي التي تصنع الطواغيت كما تصنع خلية النحل ملكتها من أصغر العاملات. كل ما تحتاجه حتى تصبح ملكة هو تغذيتها برحيق خاص.
وفي عالم البشر يمكن لأي مغامر من أمة مريضة أن يقفز على ظهر حصان عسكري إلى مركز الصدارة والتأله. كل ما يحتاجه أمران:
عدم التورع عن سفك الدم، وتجنيد الأتباع بغير حساب وضمير.
وينبني على هذا تغيير زاوية الرؤية بالكامل أن لا نتوجه للزعامات المصنوعة (كرها) بالكراهية لأنها من صنع أيدينا، ونحن بالهجوم عليها نهجم على ذواتنا من حيث لا نشعر فنحن من صنعناها.
إذا أرادت الشعوب رؤية وجهها في مرآة تاريخية فليس عليها سوى أن تحدق في سحنة حكامها. وقياداتها السياسية هي أفضل قميص مناسب للشعوب خيط عند أبرع خياط تتسربل به.
وسبحان الذي أضل بعد أن هدى.
لا غرابة أن جاءت سورة كاملة من القرآن باسم (المؤمن) فهذا الرجل الذي كان يكتم إيمانه أعلن رأيه في الساعة الحرجة أن الإنسان لا يقتل (لرأيه) مهما يكن هذا الرأي في (رأي) الآخرين خيانة وردة: (أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله).
ومغزى هذه القصة المطولة في سورة (غافر) أن (المعارضة) هي لب الصحة السياسية وهي مفيدة للحاكم قبل المحكوم. فهي جرعة التوازن وملح الطعام وفرامل السيارة الاجتماعية.
وفي السيرة الذاتية لهتلر التي كتبها (إيان كيرشوف Ian Kershaw) يرسم الرجل الصورة السريالية لمفاصل القوة؛ فالرجل كما وصفه (برتراند راسل) في كتابه (السلطان) عندما يصف علاقات (القادة والاتباع) أنه كان أقرب إلى القديسين من الانتهازيين.
ويشبه في هذا (لينين). أما (نابليون) فلا يزيد عن ضارب مدفعية محترف استخدم ببراعة سطوة النيران لتحطيم خصومه، ويشبهه في هذا (موسوليني).
ومنذ عام 1933م بدأ هتلر يتقمصه (شيطان القوة) وبقدر مظاهر التملق والخضوع من الحاشية المحيطة به بقدر ما استولى عليه الشعور أنه القائد الملهم الأبدي المعصوم الذي سيحكم الرايخ الثالث لألف سنة قادمة.
هكذا كان يزعق في الجماهير يوماً. ولكن صراخ الرجل كانت عند خليفته (أدولف هيس) موسيقى سماوية و (ميلوديا درامية) تأتي من السماء فتنير وتهدي ومنبعاً للطاقة يكهرب إرادة الجموع. كما وصفه في مذكراته الأخيرة في سجن برلين قبل أن يموت.
بقدر كذب الحاشية وتملقها يسقط القادة في قبضة شعور أنهم خير من وطأت أقدامهم البرية وأن جبلتهم مصنوعة من طينة الإله شكلهم بشري ولكن لسانهم إلهي ودمهم عدناني روحهم القدس.
هكذا كانت وظيفة الكهنة منذ أيام فرعون وسومر ولم تتغير كثيرا، ضمن التحالف الاستراتيجي بين (الجبت والطاغوت) وأنه مبرر لهم التصرف حيث لا يقدر الآخرون ولا يتجرأون.
ولكن عندما تختزل الأمة في فرد لا يبقى أمة.
وكما يقول اللورد (أكتون) أن القليل من السلطة يعني القليل من الفساد أما السلطة المطلقة فهي مساوية للفساد المطبق.
ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ولكن ينزل بقدر مايشاء.
بعد أشهر من وضع (هتلر) يده على مفاتيح القوة تغيرت تصرفاته كلياً وبدأ يقع تحت سيطرة فكرة أن (العناية الإلهية) أرسلته لإنقاذ الشعب الألماني.
يقول (مالك بن نبي) عن هذا الشعور أن الشعوب تقع تحت سحر من هذا النوع في الأزمات التاريخية فتوظفها قيادات ذكية وخبيثة لحسابها، وتتحرك الجماهير العمياء تحت أحد شعورين (الإنقاذ) أو (روح الرسالة).
ولكن هتلر غرق في اليم وهو مليم ومعه رؤوس النظام النازي إما بجرعة سيانيد أو على حبل المشنقة في نورمبرغ.
غرق هتلر وجنوده أجمعون كما غرق فرعون من قبل لأنه كان بكل بساطة لا يحمل في يده عصا النبوة بل كان يلوح بالصليب المعقوف فأضحى سلفاً ومثلاً للآخرين.
إن هذه (الحلاوة) المسكرة من الثناء والتبجيل والكذب لا يستطيع الحكام ـ وهم من البشر ـ أن ينجوا من سحرها، فلا تسكر النفس بخمر كالثناء.
وكان هتلر ينظر إلى كل من حوله مثل جحا الذي كان يقف على رأس جبل فيقول في نفسه: لم أكن أتصور الناس صغاراً بهذا الحجم، بفارق أن هتلر كان يحدق من جبال بيرشتسغادن (عش النسر) في جبال النمسا.
وفي النهاية بدأ هتلر يستخف بكل من سبقه وحتى (بسمارك) لم يعد أمامه شيئا مذكورا. لقد كان هتلر يتجرع أفيون القوة بدون توقف. ومع كل إدمان يزداد مقدار الجرعة كما هو حاصل في عالم الإدمان، ليستفحل المرض ويزداد.
وفي قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.
وفي النهاية أحاطت بهتلر خطيئته بعدما سقط في حبال المرض المشؤوم (الشعور بالقداسة والعصمة) فكان يتحدث لمن حوله كالرسول للاتباع أو الإله الذي يوحي بأمره مايشاء.
وفي وصيته التي كتبها قبل إقدامه على الانتحار يتبدى ذلك الشعور أنه هو الأعلى وأنه لم يخطيء.
وعندما قابله وزير التخطيط (البرت شبير Speer) في الأيام الأخيرة قبل انهيار (الرايخ Reich) أصدر تعليماته بتدمير ألمانيا الكامل بصورة انتحار جماعية فلا يستحق الشعب الألماني الحياة بعده.
كان الشعب الألماني من وجهة نظره قد اختزل في شخصه.
ولكن لماذا تغرق سفن اجتماعية من هذا النوع؟
قام (يورج فيرتجنس Joerg Wirtgins ) من شركة (شنابس بيرشتاين Bernstein) في برنامج تدريبي لمدة ثلاث سنوات لدراسة هذه الظاهرة المرضية في علاقات القوة فوصل إلى ثلاث نتائج مذهلة:
ـ ثلث القياديين على الأقل الذين يقفزون إلى منصات القرار هم من النوع الذي يفتقد الحس القيادي ووصولهم إلى المركز القيادي خاضع لظروف لا تعتمد (الكفاءة) بقدر (الولاء) وهم من أخبث الأنواع قاطبة وأخطرها.
وتتبدل شخصية هؤلاء مع الجلوس على عرش القرارات على نحو وصفي فيكونون من أسوء أنواع المديرين ويتميزون بما لايقل عن 16 صفة قيادية فاسدة مثل: مظاهر الاستعراض، وتقريب المهملين، وتضييع الوقت في برامج غير مجدية، والحفاظ على مظاهر الأبهة في المكتب بجانب السكرتيرة الجميلة، وحشر الأنف في كل صغيرة وكبيرة، والانفجار بالزعيق على مخالفات لا تستحق، وتحطيم كل نفس كريمة؛ فيجب على الجميع أن يسارعوا إلى الولاء وإظهار صنوف الزلفى، وأن يكونوا جاهزين على مدار الساعة لتقديم (التقارير) في حق زملاءهم.
ـ ثانياً: يوحي إلى الزعيم من حوله زخرف القول غرورا أن الأمور في أحسن أحوالها، وأن كل شيء تحت السيطرة؛ فلا يسجلون إلا الانتصارات ولا يظهرون إلا عظمة القائد الذي لايخطيء.
وأما المصائب فلا يتم الإخبار عنها إلا بعد أن لا يبق بدٌ من الإعلان عنها مثل القدم السكرية المتعفنة التي تفوح رائحتها ولا ينفع فيها إلا البتر.
وجرت سنة الله في خلقه أن هذا عندما يحدث يكون متأخراً جداً حيث لا ينفع الترميم، مثل كسر الزجاج الذي لا ينفع فيه التجبير.
وعندها تكون السفينة في طريقها إلى قاع المحيط بأسرع من غرق التيتانيك.
ـ ثالثاً: عندما تغرق السفينة تهرب الجرذان.
هكذا تبرأ (فون باولوس) قائد الجيش السادس من معلمه (هتلر) بعد أن استسلم للروس ولم يبق من جيشه الذي بلغ 360 ألف مقاتل سوى تسعين ألفاً.
وهكذا خطط (هملر) رئيس الاستخبارات العسكرية (الجستابو) والحرس الخاص (SS) للانقضاض على السلطة في الرايخ وبدأ يتفاوض مع الحلفاء سراً مع نهاية هتلر مع أنه لم يبق شيء من الرايخ.
وعندما تسلل لواذا شقيق (إيفا براون) عشيقة هتلر من القاعدة تحت أرضية حيث اختبأ (الفوهرر) في أيامه الأخيرة أمر هتلر بمحاكمته وإعدامه في لحظات.
وهكذا مات المشير (عامر) منتحرا أو منحورا بعد طول صحبة وعظيم الخدمات.
وهكذا انتهت حياة كل من الزعبي وكنعان في سوريا نحرا بأيدي الرفاق ولم يبالوا..
والإخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين.
ولكن لماذا يحب أحدنا أن يحاط بالمتملقين الذين يركعون له ويسجدون ويسعون له ويحفدون؟
ولماذا كل هذا العناء لشق هذا الطريق بين صراع (التراتبية) وكسب العداوات بدون توقف؟ وما هو الشيء المغري الذي يدعو إلى اعتلاء القمة؟
ما هي هذه الحلاوة التي لا يقاوم إغراؤها.
للإجابة على هذا السؤال دخل على الخط علماء البيولوجيا ليخلصوا بنتيجة سيئة عن طبيعة الإنسان:
( إنه يولد ليس بعطش إلى القوة بل بميل إلى سوء استخدام السلطة) أي أن السلطة تفسد الإنسان مهما كان ودان.
وهذا يعطي الإشارة الحمراء لمن يتفاءل بالقدرة الأخلاقية عند بعض الأفراد الذين يصلون إلى سدة المسؤولية أنهم نزيهون أو أنه طبيب أو أنه درس في بريطانيا وما شابه، وبالتالي سوف تنصلح الأمور مع قدومهم بضربة ساحر، حتى لو كان في بلد وصل العفن فيها إلى قمم الغمام بما يذكر بهلوسة مدمني المخدرات.
ويفوتهم أن الوسط عندما يمرض فلن يرفعه صلاح صالح أو استقامة عادل.
والجراثيم عندما تضرب لا تقتل بفوعتها بقدر انهيار الجهاز المناعي.
وفي تاريخنا نموذج مزلزل عندما تم اغتيال أعدل الناس الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وسقوط تفاحة الحكم في يد البيت الأموي الذين كانوا ألد أعداء الإسلام في رواية عن سخرية التاريخ.
وهكذا نكسنا على رؤوسنا ورجعنا إلى القبلية وحكمنا السيف و ما يزال.
وتشكل الوسط المريض الذي تسبح فيه الجراثيم الإمراضية. وبدأت نسخة أموية مزورة عن الإسلام في الانتشار.
يقول (بروس شارلتون ) الباحث في علوم التطور من جامعة (نيو كاستل) أن طبيعة البشر تحمل الميل للمغالبة والقهر.
أما الانثروبولوجي (كريستوفر بوم ) من جامعة (جنوب كاليفورنيا) فيعزي هذا إلى أننا (مازلنا نحمل هذا التنافس العدواني من أسلافنا).
وفي عالم البيولوجيا يمكن التمييز بين ثلاث أنواع من الجماعات:
ـ قرود الريزوس والشمبانزي والمجتمع الإنساني.
إن مجتمع قرود الريزوس تعيش في تراتبية خاصة حيث يسيطر الذكر الأقوى في حين أن مجتمعات الشمبانزي تطور عندها نظام اجتماعي معقد في آلية متبادلة من الانضباط، والرئيس الذي له حظوظ البقاء هو من يخدم مصالح الجماعة أكثر فتعترف له الجماعة وتنقاد.
ويفترض (فرانس دي فال) أن هناك ما يشبه العقد الاجتماعي البدائي في جماعة الشمبانزي.
أما في بني البشر فتمضي السيطرة الاجتماعية إلى أبعد، وفي النسيج المتضافر المعقد في علاقات القوة في المجتمعات الديموقراطية الحديثة لا يمكن لأحد أن يعلو إلى مستوى القوة غير المحدودة وغير المنضبطة.
وهكذا فإن النظام هو الذي يفرز الأقوياء والضعفاء ويسلب الملك من الجبارين ويمنحه للذين استضعفوا في الأرض ويجعلهم أئمة ويجعلهم الوارثين.
وهذا خاضع لسنة الله في خلقه فيؤتي الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء قدير.
ولقد استطاع الغرب فك هذا اللغز المحير في تبادل السلطة السلمي ونجح في إزالة الوثنية السياسية.
والمشكلة في العالم العربي هي في (نظام الفكر) الذي يقتل (التفكير) ويمنع (حرية التعبير) ويؤسس للغدر، ويرى أن (الإكراه) و (القوة) هي الوسيلة الوحيدة لمسك رقاب الناس أو الإطاحة بالأنظمة الاستبدادية. ويشيد صروحاً من الاستبداد العقلي والمذهبي الذي يقود إلى الاستبداد السياسي آلياً. مما يفتح عيوننا على حقيقة كريهة أن جميع الفرقاء يرضعون من نفس ثقافة الإكراه.
وهكذا ففي المدارس وفي الجامع والجامعة وفي بلدين إسلاميين يتم الصراع السياسي على جسد المرأة فمنهم من ينزع حجابها (بالقوة) ومنهم من يفرض حجابها (بالقوة) وبعيدا عن مماحكات الجدل ودخولاً إلى الآلية السيكولوجية فإن كلا الفريقين ينطلق من مبدأ (الإكراه) باغتيال حرية الإرادة في اختيارها على نحو واعي، وفرض النظام بالقوة أكثر من الاقناع. وجرت العادة أن كل شيء تم فرضه بالإجبار فقد جاذبيته مهما كان في عيون أصحابه براقا جميلاً وفي النهاية تنقلب الأمور فينشط المنعكس المضاد.
هكذا انقلبت الرهبانية في أوربا إلى إباحية بورنو، وفي كل مجتمع متشدد تنمو تيارات الهرطقة تحت الأرض سراً.
وحيث الكبت الجنسي تتولد كل صور الهلوسة والانحرافات الجنسية المثلية.
وكل نظام يقوم في حراسة الإرهاب يحمل دليل فشله.
أما في المجتمعات الديموقراطية فلا توجد كائنات أحادية مسيطر أو مسيطر عليه. بل كل واحد وفي نفس الوقت هو مركب من: (مسيطر ومسيطر عليه) من رأس الهرم إلى القاعدة. ورئيس شركة عملاقة في أوربا يحذر من ارتكاس أصغر مواطن، والسلاح الفعال في هذا هو النقد العلني.
أما المجتمعات الخرساء الصماء البكماء فتمنح الصوت لفم واحد فلا يتكلم إلا فرد واحد متعالي.
وفي المجتمعات النابضة بالحياة يمكنها تحطيم الأصنام السياسية بكل بساطة،وبوسائل سلمية من تجاهل الأوامر، والتصويت ضد القرارات وعدم التعاون.
إن الذكاء الاجتماعي عند البشر كبير بما فيه الكفاية بحيث أن كل وسائل السيطرة والقمع يمكن مكافحتها دوماً بفعالية، مما يعطي الأمل في التقدم دوماً، والتخلص من مرض الطغيان.
إن الطغاة أضعف بكثير مما نتصور، ولكن السؤال هو في اكتشاف الصاد الحيوي الفعال ضد هذا المرض.
وحتى يحين وقت مجيء المكتشف العظيم فلمنج للبنسلين تبقى الشعوب تعاني من مرض الأفرنجي الذي يأكل العظام؟
حين مات سليمان كانت الجن مشغولة بالسخرة ولم تتفطن لموته، وما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين.
والأنظمة الديكتاتورية في العالم العربي هي جثث سليمان المنتهية، ولكن أين دابة الأرض التي تأكل المنسأة؟؟