أما جديد إيران، فإنه استمرار وتصعيد لقديمها: النشاط النووي للأغراض العسكرية، والتدخل في شؤون المنطقة، والعمل لتخريب مساعي الحل السلمي التفاوضي للقضية الفلسطينية.
وبينما تستقبل قطر رسميا أحمدي نجاد- في تواصل للغزل المستمر بين الجانبين والمجهولة أسراره!!- فإن الوكالة الدولية للطاقة النووية تصدر تقريرا سريا جديدا يؤكد على استمرار التخصيب الإيراني، والسعي لصنع صاروخ نووي.
لقد جاء في تقرير المدير العام الياباني، [ الذي حل، ولحسن الحظ ألف مرة، محل الدكتور البرادعي المساير لإيران]، أن الإنتاج الإيراني من اليورانيوم المخصب قد زاد بنسبة 15 بالمائة، بحيث صار المخزون بحدود حوالي 3 أطنان- وهذا برغم العقوبات، التي سبق وأكدنا مرارا على كونها لا تردع النظام الإيراني عن المضي نحو تصنيع القنابل والصواريخ النووية. وبرغم كل محاولات إدارة أوباما، منذ تنصيبه، للتقليل من مصداقية التقارير الفرنسية والبريطانية والتقرير السري السابق للوكالة الذي لم يوزعه البرادعي، وهي التقارير عن قدرة إيران منذ عام ونصف على صنع القنابل، فإن التقرير الجديد يؤكد على أن إيران لم توقف أنشطتها لتخصيب اليورانيوم، بل هي تمضي مستمرة في التخصيب بدرجة 20 بالمائة، التي بدأتها منذ 9 فبراير 2010، وإن إيران، في خلال الفترة من 2009 إلى أغسطس 2010، صارت تمتلك مخزونا قدره 2803 كيلوغراما. كما تمتلك 16 من السلاسل التعاقبية بمجموع 3 آلاف من أجهزة الطرد المركزي.
معلومات خطيرة حقا، وهي تؤكد المعلومات القديمة التي تجاهلها أوباما في مسعاه المتواصل لعقد صفقة كبرى مع إيران.
أما العرب، فكأنما هذا الخطر لا وجود له، أو هو خطر يمكن تناسيه ما دامت هناك إسرائيل. ولعل البعض يتوهم أن النظام الإيراني سيحقق أمنية الشارعين العربي والإسلامي بمحو إسرائيل من الخارطة! ولحد اللحظة، لم نسمع أو نقرأ صدى عربيا رسميا لتقرير الوكالة سوى زيارة نجاد لقطر! وقد استمعنا لخبير مصري نووي وهو يتحدث من quot; العربيةquot; عن التقرير، فإذا به يلف ويدور في حوالي ربع الساعة ليكون محتوى مرافعته التخفيف من وقع التقرير السري. ولعل أخانا يسترشد بالبرادعي في الموقف من النشاط الإيراني. أما أحد كتاب الأعمدة اليومية المزمنين، فكتب أنه يقسم بأغلظ الأيمان بأن لا قنبلة لدى إيران ولا تسعى لتصنيعها! ولعل ما لديه من معلومات نووية هي أكثر دقة مما لدى الوكالة الدولية!!
وquot;جديدquot; إيران أيضا [ غير الجديد] هو التحامل الوقح لأحمدي نجاد على القيادة الفلسطينية الشرعية لاتخاذها الموقف الصائب بالذهاب للتفاوض المباشر باعتباره الطريق الوحيد والممكن والواقعي نحو انتزاع ما يمكن من الحقوق الفلسطينية الشرعية العادلة، التي يلخصها هدف الدولة المستقلة.
لم يرد زعيم عربي على هذا التطفل الإيراني المستمر في قضايانا القومية، ولم نقرأ مقالات تنديد سوى تعليقات خاطفة ونادرة. ولكن الذي عوض عن الجميع هو الموقف الشجاع والصريح للرئيس الفلسطيني، فقد لقن أحمدي نجاد درسا في السياسة والأدب السياسي، وقال له بحزم ما محتواه: - أيها الرجل، الذي لا نعرف كيف صار رئيسا: من عينك وصيا على شعبنا؟! اذهب واهتم بشؤون بلدك يا هذا! ونسمح بأن نضيف:
quot;اذهب واضرب مرة ثالثة،[ بعد ضربها مرتين]، 99 سوطا على ظهر ضحيتكم سكينة محمدي أشتياني! فرجولتكم لا تبان إلا في التنكيل بالنساء! وكفى ذلك عنوانا لبربرية نظامكم الخارج على القانون وعلى القيم الإنسانية! quot;