تحت يدي quot; تقارير مزعجةquot; تتواتر من واشنطن، تكشف عمق العلاقات السرية بين (مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية) quot; كير quot; وحركة (حماس) وquot; حزب اللهquot; والنظام الإيراني من جهة، وحماعة (الأخوان المسلمين) في كل من مصر وسوريا وتونس وليبيا والأردن من ناحية أخرى، وهو ما يشكل أكبر quot;لوبيquot; إسلامي رديكالي يتغلغل وبتشابك داخل البيت الأبيض والكونجرس ووزارة الخارجية ويوثر في مفاصل صنع القرار الأمريكي، حيث تمر الولايات المتحدة بأخطر مراحلها الاستراتيجية في القرن الحادي والعشرين، محورها المواجهة مع نظام الملالي في إيران وتمددها في الشرق الأوسط فضلا عن الحلفاء السريين و(النافذين) لإيران داخل الأراضي الأمريكية.
ويبدو ان الأيام المقبلة حبلي بمفاجئات كثيرة خاصة بعد سقوط نظام quot; القذافي quot;، إذ أن الثورات الشعبية في العالم العربي وموقف إدارة أوباما منها، كانت وراءها معارك سياسية بين جماعات الضغط المختلفة داخل الكونجرس الأمريكي. وأن تأثير هذه quot; اللوبيات quot; علي حركة الأحداث المتشابكة في الشرق الأوسط، والصراع الضاري بينها تسبب في إلغاء زيارة البطريرك الماروني quot; مار بشارة الراعي quot; إلي واشنطن، حيث سربت بعض وكالات الأنباء العربية والأجنبية نقلا عن مسؤول أميركي رفيع أن quot;من سعى الى إلغاء الزيارة هي داليا مجاهد المستشارة الأعلى للشؤون العربية والإسلامية في الخارجية الأميركية وهي مصرية الأصل، وذلك بناء على طلب من القيادة العليا للاخوان المسلمين في مصر، الذين يعتبرون أن على الادارة الاميركية أن تدعم التيار الاسلأمي السني ( بحجة ) مجابهة التيار الايراني في المنطقةquot;
اللافت للنظر أن سيطرة الإسلام السياسي quot; السني quot; علي حوض المتوسط : انتصار حركة النهضة الإسلامية في تونس، وإعلان مصطفي عبدالجليل أن ليبيا دولة إسلامية وعلي نفس المنوال تسير مصر معقل الإخوان المسلمين، لم تكن لتتم دون موافقة الولايات المتحدة وتشير quot; وثيقة أمريكية : نشرت مؤخرا في واشنطن أن مصر مقبلة علي مرحلة أشد شراسة وعنفا حيث النموذج الباكستاني وليس التركي، هو الأصلح لها، وهيمنة بورجوازية طفيلية ونظام حكم يعلن نفسه اسلاميا تقف خلفه المؤسسة العسكرية التي تدخل الي مقدمة المسرح من وقت لآخر لتصفية الصراعات بين التيارات الاسلامية المختلفة، باعتبارها نقطة التوازن لا أكثر، أي أن الجيش والبرلمان والحكم والدستور سيصبح إسلاميا.
في المقابل ، وبالتوازي يتم منع البطريرك الماروني من زيارة واشنطن وهدم كنائس الأقباط الأرثوذكس ثم مذبحة ماسبيرو العسكرية، وكأن المراد هو جميع المسيحيين في الشرق الأوسط، الذين يدفعون ثمنا باهظا لثورات الربيع العربي، وهو ما أعلنه quot; الراعي quot; في شجاعة حين أبدي مخاوفه علي المسيحيين السوريين واللبنانيين وهو يري ndash; والعالم كله ndash; هجرة ملايين العراقيين المسيحيين من وطنهم بسبب الحرب علي العراق، والاضطهاد الممنهج ضد الأقباط الذي لم يكتف يإقصائهم وتهجيرهم وإنما وصل إلي حد quot;الإبادة الجماعيةquot;.
السؤال الذي يفرض نفسه هو : من الذي سمح للوبي الإخواني بأن يضر بعلاقات الإدارة الأمريكية وملايين المسيحيين في الشرق الأوسط، حيث نجح في تأخير لقاء قادة منظمة quot; كوبتك سوليدرتي quot; ( التضامن القبطي الدولي ) quot; مجدي خليل quot; وquot; عادل جندي quot; بأعضاء الكونجرس، الشئ نفسه حدث مع المسيحيين العراقيين من الكلدان والأشوريين علي مدي السنوات السابقة. ناهيك عن أن الإخوان المسلمين قادوا حملة مسعورة ضد خبراء مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة أمثال : quot; ستيفن ايمرسون quot; و quot; سبنسر روبرت quot; وquot; جون جاندولو quot; و quot; دانيال بايبس quot; وغيرهم. بل شنت quot; كير quot; حملة شعواء ضد البروفيسور وليد فارس، وهو من أهم العلماء البارزين في مكافحة الإرهاب والجماعات الجهادية في أميركا، الذي تنبأ في كتابه quot; الديمقراطية والإسلام quot; بالربيع العربي ومساراته وأشكال الحكم الإسلامي المتوقعة في المنطقة.
لم يتوقف الأمر عند الليبراليين من ( العرب والأمريكيين ) المسيحيين واليهود واللادينيين بل طال المسلمين أنفسهم المعارضين للوبي الإخواني وأهدافه، أمثال الدكتور quot; زهدي جاسر quot; رئيس المنتدى الاسلامي الاميركي من أجل الديمقراطية، والدكتور quot; شيركوه عباس quot; عضو المجلس الوطني الكردستاني السوري، وquot; فريد الغادري quot; والكاتبة الأمريكية من أصل صومالي quot; هيرسي علي quot; و quot;علي اليماني quot; وquot; طارق فتح quot; وغيرهم، ذلك ان مهاجمة الليبراليين المسلمين تخدم مشروع الأخوان المسلمين في quot; أسلمة quot; الشرق الأوسط، لا المصالح الأمريكية بالقطع حيث قمع المعارضين واقصاء الإختلاف والتعدد والتنوع واهدار حقوق الإنسان وسائر الحريات، التي أصبحت ميزة وامتيازا خاصا سعي إليه الآباء المؤسسون للولايات المتحدة ودفعوا ثمنه غاليا.
ان هذه التوجهات والحملات المسعورة ضد المسيحيين العرب والأقليات في الشرق الأوسط، وضد الباحثين والمفكرين المعارضين للوبي الإخواني وعلاقته quot; المريبة quot; بحماس وحزب الله وإيران، تستهدف أساسا quot; القدرة الأميركية quot; لكسب quot; الوعي quot; عبر قمع الخبرات المناسبة وترويعها، ذلك أن قوة أمريكا ليست في أساطيلها وقنابلها، فهذه هي القوة وليست سببها أو مصدرها، لكن دستورها وقوانينها هي التي أعطتها القوة التي مكنتها من كل شئ، واللافت في أمر الدستور الأمريكي أنه لا يتضمن نصا حول اللغة الرسمية للدولة، وتلك لم تكن هفوة بل قرار قصدي دعا إليه أبو الفيدرالية الأمريكية quot;توماس جيفرسونquot;، لأنه لم يرد لذلك الدستور أن يحتوي على أي نص يوحي بالاقتصارية العرقية أو الطائفية ( الدينية ) أو الأثنية ... فإلي أين يتجه quot; اللوبي الإخواني quot; وquot; أوباما quot; بالولايات المتحدة؟.
[email protected]