في الثالث من أكتوبر زار وزير الدفاع الأمريكي quot; ليون بانيتا quot; اسرائيل بعد أن نجح في اقناع الجميع في الولايات المتحدة، من الديمقراطي quot; جون كيري quot; إلي الجمهوري quot; جون ماكين quot; بتوجيه ضربة عسكرية خاطفة ضد إيران. المباحثات الطارئة بين quot; بانيتا quot; ووزير الدفاع الإسرائيلي quot; إيهود باراك quot; تناولت quot;الثورات في العالم العربيquot; والبرنامج النووي الإيراني، وهي تستكمل في الواقع (خطة الحرب) التي ناقشها quot; باراك quot; مع رئيس وكالة الإستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) الجنرال ديفيد بترايوس، في واشنطن قبل أسبوعين من زيارة quot; بانيتا quot;.
شهر سبتمبر الماضي شهد نقاشات مكثفة في الدوائر الإستخباراتية والجيش الإسرائيلي حول كيفية شن ضربة عسكرية ضد quot; المنشآت النووية الإيرانية quot;... السؤال المحوري الذي فرض نفسه في معظم هذه المناقشات: هل الولايات المتحدة (تؤيد) شن إسرائيل لهذا الهجوم ضد إيران أم لا ؟ خاصة وأنها ظلت تعارض رغبة إسرائيل من عام 2007 حتي عام 2011 .... مع quot; التأكد quot; من استعداد القوات العسكرية الأمريكية للمشاركة في الهجوم المتوقع علي إيران، إذا أقتضي الأمر، أو بالأحري: إذا ما أسفرت الضربة الأولي عن توسيع نطاق الحرب في منطقة الشرق الأوسط.
ثبوت تهمة اغتيال سفير المملكة العربية السعودية quot; عادل الجبير quot;، ومحاولة تفجير مقرّي السفارتين السعودية والإسرائيلية في العاصمة الأميركية، معناه اعطاء الضوء الأخضر لإسرائيل لبدء الهجوم علي إيران في غضون الأسابيع المقبلة (قبل الشتاء). ناهيك عن أن هذه التهمة الخطيرة:(ارتكاب عمل إرهابي دولي) واستخدام سلاح دمار شامل (متفجرات)، تعزل إيران دوليا وتجيش العالم ضدها استعدادا للحرب الوشيكة، بإعتبارها تشكل (أخطر) تهديد للأمن والسلم في العالم، كما قال quot; ستيفن هاربر quot; رئيس الوزراء الكندي.
الأهم من ذلك أن (محاولة اغتيال السفير السعودي) علي الأراضي الأمريكية، وانتهاك الاتفاقيات الدولية (اتفاقية فيينا) خاصة قرار مجلس الأمن الدولي رقم (1373)، تدحض مزاعم الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد: quot; أن أمريكا تريد أخماد الصحوة الإسلامية التي تتوسع وتعزز الدور الإيراني في المنطقةquot;، وينسف دعاوي المرشد الأعلي للجمهورية الإسلامية quot; آيه الله علي خامنئي quot; من أن أمريكا تنشر (الإيرانوفوبيا) في الغرب، ويثبت في الوقت نفسه: quot; أن وجود السلاح الأخطر في العالم بأيدي الأنظمة الأخطر في العالم: هو quot; كابوس الإرهاب البديل quot; الجديد، الذي ينذر بهجوم نووي يوشك أن يتحول إلى خطر داهم وعاجل... ينبغي مواجهته فوراquot;.
في تصوري أن إيران هي التي (بدأت التحرش) بأمريكا في منطقة الشرق الأوسط، وبالدول العربية من غزة وجنوب لبنان إلي سوريا والعراق ودول الخليج العربي حتي اليمن، وأن الولايات المتحدة نجحت (بذكاء) في استدراج الإيرانيين إلي المربع الذي تريده. ومن يتابع لهجة التصعيد الحادة للمسئولين الدينيين ndash; السياسيين، والقادة العسكريين الإيرانيين ضد الولايات المتحدة في الفنرة الماضية، وعدم اهتمام الأمريكيين بل (وتسفيه) كل مزاعم (غطرسة القوة) الإيرانية، يتأكد من أن (الحرب في المنطقة) علي الأبواب.. فقط انتظر الأمريكيون عمل عسكري متهور ضدهم ، أو ارتكاب عمل ارهابي داخل أراضيهم، (وقد كان)... وهو ما يفسر لماذا توعد الرئيس أوباما إيران، في أول تصريح له علي محاولة اغتيال السفير السعودي، قائلا: أن كل الخيارات مفتوحة مع إيران.. بما في ذلك الخيار العسكري.
هذه طائفة من التصريحات المستفزة التي تستعرض قوة التمدد الجيواستراتيجي الإيراني في المنطقة:
القائد الأعلى للبحرية الأدميرال حبيب الله سيارى يعلن في الذكرى السنوية الواحدة والثلاثين لبدء الحرب مع العراق عام 1980: أن القوات البحرية الإيرانية التى تجوب مياه الخليج، بمحازاة الأسطول الخامس الأمريكى، لديها وحدات خفيفة مجهزة بصواريخ quot; قادر quot; الذي يبلغ مداه 200 كيلو مترا، وأن الأسطول الإيراني الذى يجوب أعالى البحار يتألف من ست فرقاطات صغيرة ومدمرات.
وكالة quot; فارس quot;: الأدميرال سيارى يقول: quot;كما أن الاستكبار العالمى متواجد بالقرب من حدودنا المائية فإننا سنتواجد أيضا بقوة بالقرب من الحدود المائية لأمريكاquot;... quot;إن تواجد مجموعات الفرقاطات الإيرانية فى خليج عدن والبحر الأحمر وكذلك تواجد الغواصة الإيرانية فى البحر الأحمر مؤخرا، هو مبعث فخر واعتزاز للشعب الإيرانى وباقى الدول الإسلامية بالمنطقةquot;.
وكالة quot; رويترز quot;: رفض الزعيم الأعلى الإيراني quot;آية الله علي خامنئيquot; تقديم الفلسطينيين طلبا لمجلس الأمن الدولي للاعتراف بدولتهم.وقال أن أي صفقة تقبل بوجود دولة إسرائيل ستخلف quot;ورما سرطانياquot; يهدد أمن الشرق الأوسط للأبد. (في محاولة لتصوير إيران بإعتبارها أكبر مدافع عن القضية الفلسطينية، ومزايدة فجة علي الفلسطينيين أنفسهم وكل الدول العربية). كما حذر إسرائيل وحلفاءها من quot;ضربات موجعةquot; لا يمكن للدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي منعها، إذا وقع هجوم ضد إيران، بالإضافة إلي تهديد كل المصالح الأمريكية في الخليج وإغلاق مضيق quot; هرمز quot; الذي يمر عبره 40% من كل تجارة النفط.
وللحديث بقية....
- آخر تحديث :
التعليقات