لنسمي الامور بمسمياتها، هذا ما نحتاجه في هذا الوقت الذي يقدم فيه شعبنا الغالي والرخيص من أجل حريته من هكذا نظام، تحول إلى عصبة تستخدم كل العصبيات والقتل والتشبيح والسياسة وشراء الذمم، وغيرها من وسائل غايتها الأولى والأخيرة استمرار آل الأسد في الحكم.
المجلس الوطني السوري تشكل ولايزال يتعثر في بعض المسائل التي ستنتهي قريبا جدا، وتشكل تحت ضغط الشارع ومتبنيا لما يريده الشارع صاحب الدم وهو إسقاط آل الأسد، على هذا الاساس تشكل المجلس، ومن يحاول اللعب على هذه النقطة تحت مسميات شتى إنما يكون في موقع من يبيع دم شعبنا لهذه العصابة القاتلة. أسمع يوميا تعليقات وكتابات وتصريحات ضد المجلس، تحاول النيل منه من طرفين: الأول- وهم عموما دعاة الحوار مع النظام، وحجتهم في ذلك ترتكز على أمرين الأول ان هذا المجلس يريد تدخلا عسكريا، والثاني أن غالبية هذا المجلس من الاسلاميين ومن الاخوان المسلمين. المجلس لن يتصرف وحيدا في هذه النقطة، التدخل الخارجي عموما، يعود القرار فيه للثورة والثوار، هم طالبوا بحماية دولية للمدنيين وتبناها المجلس كمثال..
اما عن قضية الاخوان المسلمين فأنا كنت كتبت أكثر من مرة وأعيدها الآن وبكل وضوح من خلال تجربتي في المعارضة السورية بالداخل والخارج، ان الاخوان من أكثر أطراف المعارضة السورية مؤسسية ومدنية، اما قضية إدارتهم للعلاقة مع تركيا فهذه تناقش في حقل السياسية والاجتهاد السياسي وليس في حقل أن الاخوان يريدون عودة العثمانية، وعلى صعيد مدنية الدولة السورية القادمة فأظن أن الاخوان السوريين سيكونون مع الديمقراطية وجزء منها أكثر ممن يتهمونهم اليوم بعكس ذلك. ورهاني هذا ليس من باب التمني فقط بل من باب الوقائع التي يمكن أن أناقشها في مقال آخر، وهم طرف الآن يعمل سوريا وليس طائفيا، ويحتاج هذا العمل إلى إطر أكثر تعبيرا عن هذا النهج، من خلال تحولهم لحزب سياسي على المستوى الوطني السوري محاكاة للتجربة التركية. لذلك لاخوف على مستقبل سورية من الاخوان، بل الخوف عليها من بعض من هم محسوبين على المعارضة من العلمانيين واليساريين والقوميين المساندين بشكل أو بآخر لقاتل شعبنا.
نأتي إلى الطرف الآخرquot; الذي يركز انتقاداته على نقطتينquot; الأولى أن هنالك في المجلس قوى تريد الحوار مع النظام، وأقول وفق معرفتي لا أحد في هذا المجلس يريد الحوار مع القتلة..وإلا ما كنت قد دعمت هذا المجلس وجعلته ممثلا لي كمواطن سوري. اما عن موضوع الدخول إلى النيات فهذا أمر اتركه للمختصين في قراءة النوايا. أما النقطة الثانية وهي أن المجلس يرفض التدخل العسكري، لا أعرف كيف طرح موضوع التدخل العسكري بأذهان هؤلاء؟ المسألة تحتاج إلى شارع يطالب بتدخل عسكري، وتحتاج إلى سياق دولي فعلا يريد حماية شعبنا، وعندها لو تخاذل المجلس ووقف ضد هذا الموضوع يكون لكل حادث حديث..
نقطة تركز أيضا على ان المجلس يريد الحوار مع النظام لأن أغلبية القائمين عليه لم تخرج محافظاتهم في الثورة والمقصود حلب ودمشق، ويتساءلون أين ممثلي حماة وحمص وحوران مطلقة الثورة..حوران أطلقت الثورة لكل السوريين، ولم تطلب القيادة ولم تكلف أحدا من المعارضة بأن القيادة ستكون لحوران أو لحمص أو لحماة أو لدوما أو لدير الزور، ونحن نثق بشعبنا سواء في حلب أو في باقي المناطق السورية. وهذه القضية تعتمد على معطيات موضوعية وذاتية أيضا ربما نفرد لها مقالا خاصا، لهذا لنخرج من هذه النغمة...في هذا السياق لابد من القول ان الخطأ الذي ارتكب في سياق تشكل المجلس أنه بدأ من فوق لتحت، ومن المفترض أن يبدأ بالعكس، وهذا كان نتاج ضغط الحدث السوري دوليا والثورة وطنيا، ويحاول الجميع الآن تلافي هذا الأمر..ونتمنى السرعة طبعا في هذا الموضوع.
على المجس الوطني حماية الجيش المنشق وتوفير الوسائل اللازمة لحمايته، لا أن نطالب العسكريين الوطنيين والذين رفضوا قتل أبناء وطنهم بألا ينشقوا هذا كلام غير مسؤول أبدا..مهما كانت دوافعه وأيا كان قائله.
مطلوب أيضا توحيد الخطاب الاعلامي للمجلس أقله في القضايا والعناوين العريضة. هنالك اتفاق داخل المجلس وبين كافة أعضاءه على إسقاط آل الأسد..لهذا اغتيل مشعل التمو...ولهذا يسعى النظام ليل نهار من أجل إفشال عمل المجلس وتخريبه، عبر وسائل مختلفة الجميع يعرفها.
فهل نحن على قدر هذه الشرعية التي منحها شعبنا للمجلس، وعلى أساس إسقاط آل الأسد تحديدا...؟
- آخر تحديث :
التعليقات