قامت مجموعة من المعارضين السوريين، على نشر بيان للتوقيع، من أجل وحدة المعارضة السورية، والبيان يتوجه بشكل أساسي للمجلس الوطني السوري، وانطلاقا من إيماني، بحق الاختلاف والحرص على وحدة المطلب الديمقراطي للثورة السورية، وجدت من المناسب، أن أعقب على هذا البيان، وأناقشه حرصا على الدوافع الوطنية التي كانت خلف هذا البيان، وتوضيح بعض الامور التي يجب أن يتم التعرض لها، خاصة إذا علمنا أنه منذ فترة وجيزة يجري الاعداد لمؤتمر تشاوري للمعارضة السورية تحت إشراف الجامعة العربية في القاهرة من أجل تقديم رؤية موحدة للمعارضة حول مستقبل سورية والمرحلة الحالية من عمر الثورة. يرى البيانquot; أنه آن الأوان لتوحيد رؤية المعارضة السورية بما يخص آليات إسقاط النظام؛ وأسس إدارة المرحلة الإنتقالية؛ بما يضمن للسوريين خطاباً منسجماً يقدم للعالم لحشد التأييد العملي والفاعل لنصرة ثورتهم؛ التي هي ثورة حرية وكرامة؛ ويطمئن عموم السوريين على مستقبل بلادهم، ويجنب الوطن أي فراغ محتمل في السلطة ستكون نتائجه غير إيجابية على عموم السوريين.quot; هذه الرؤية مثلا، والتي يغلب عليها الجانب الانشائي، لأنها لم تقدم سوى النوايا الوطنية، ولم تقدم لنا تصورا عمليا لوحدة هذه المعارضة، وهنا أود القول إنني ومعي كثر من أعضاء المجلس الوطني الذين لديهم استعداد لترك عضويتهم لأي معارض آخر إذا كان في هذا الامر خدمة للثورة ومطلبها، وهنا بودي قول التالي:أنه لدي ثقة ببقية الاعضاء عموما ولكن أيضا لدي من يمثلني وأثق أن بوجوده في المجلس، اطمأن على أن رأيي ممثل، وهذا يستدعي السؤال التالي لكاتبي البيان وداعميه، ولرموز المعارضة التي ترى أن المجلس يجب أن يضم كل المعارضين!! والسؤالquot; هل الاصدقاء لايرون في المجلس من يمثل رؤيتهم لمستقبل سورية وآليات إسقاط النظام؟ إذا كان المجلس لايمثل رؤيتهم فلما الركض إذا للدخول للمجلس؟ لو كنت لا أرى أن المجلس لايمثلني لما قبلت العضوية فيه، وبنفس الوقت إذا رأيت أن المجلس لم يعد يمثل وجهة نظري فإنني سانسحب بهدوء..لهذا القول أو محاولة الاحياء أن المجلس اقصى الآخرين لأسباب سياسية، غير صحيح، وبالتالي على فرض أن الموضوع تم لأسباب سياسية، فكيف يمكن التوحد بعدها؟ أما وأن على المجلس أن يصبح تعداد هيئاته التنفيذية عددا كبيرا جدا بحيث تتحول إلى حكومة بيروقراطية غاياتها استرضاء الشخوص عبر توزيع المناصب، فإنني سأقف بحزم ضد هذا المجلس وهذا الخيار..قال لي أحد الاصدقاء بعدما قرأ البيانquot; المشكلة الآن ليست سياسية، المشكلة الآن هي تحت بندquot; إذا لم أكن بالمجلس بشخصي وعضوا في هيئاته القيادية فإن المجلس إقصائي!! ويجب أن يتوسع، بغض النظر سواء كان هذا المجلس يمثلني سياسيا أم لايمثلني المهم حضوري الشخصي في هذه الهيئات. فإذا كان يمثلني سياسيا لماذا إذا هذا الحديث من اصله طالما أن الجميع يعرف أن هذا المجلس هو عبارة عن وسيلة محددة ومؤقتة؟ وساضرب مثالاquot; هيئة التنسيق واعضاؤها جميعا تقريبا، يطالبون أن تكون القيادة لمعارضة الداخل باعتبار أنهم يعتبرون أنفسهم هم القيمين على معارضة الداخل، هذا سبب سياسي من جهة وعدم ثقة بمعارضة الخارج من جهة أخرى، وثمة قيادات كثيرة من هيئة التنسيق رفضت علنا وضمنا أن يكون شعار إسقاط بشار الأسد مهمة مطروحة، ووفقا لهذا المنطق يطالبون بقيادة المجلس من الداخل!! والمجلس في بيانه التأسيسي يصر على هذه القضية، ويعمل عليها لأنها مطلب الناس من جهة ولأنها سياسيا مطلب واقعي وعادل بعد حجم الجرائم التي ارتكبت بحق شعبنا من جهة أخرى؟ وأقول ألا يجوز أن نشكل قوة ضغط على المجلس في هذه القضية دون أن نحول مكاتبه التنفيذية إلى حكومات بيرواقراطية؟ قوة ضغط على قوة رأيها السياسي يمثلني!! والدليل ما يقوله المطلب الثاني والذي أوافق عليهquot;2- نحن ندرك أنه من المستحيل عمليا تشكيل إطار تنظيمي يجمع كل القوى السياسية وقوى الحراك الثوري وهذا ناتج عن طبيعة العمل السياسي؛ لذلك نطلب أن يتشكل إطاراً عاماً وتنسيقياً بين القوى التي انضمت للمجلس الوطني السوري والقوى التي بقيت خارجه، يتيح للجميع المساهمة في صياغة آليات اسقاط النظام وأسس المرحلة الإنتقالية وأي أدبيات وأوراق سياسية؛ بما يضمن للجميع المساهمة في صياغة القرار وتحمل مسؤلياته؛ بما يخدم مستقبل سوريا. أما البقية فماهي خلافاتهم السياسية مع المجلس؟ المجلس اقصى شخصيات نعم، وكان دورا للعلاقات الشخصية فيه أيضا نعم، لكنه تشكل، ولم تعد هذه سمة غالبة ولا مؤثرة الآن إلا من زاوية أنها تعيق العمل أحيانا كفريق عمل. وهذا أمر طبيعي في السياق السوري، يحاول المجلس تجاوزه وإذا فشل سيتحمل هو مسؤولية هذا الفشل. وأقول مع اصحاب البيان ومضيفاquot; لن نتوانى عن ممارسة دورنا إعلاميا وأدبيا وشعبيا للوصول لهذا الهدف والذي هو بالنسبة لي وحدة المطلب الديمقراطي لشعبنا الذي ضحى ويضحي بالغالي والرخيص، وتقديم الرأي وممارسة المكاشفة والنقد لأي ممارسة سياسية لا تنتظم في هذا الإطار العام واضيف سواء كانت من المجلس أم من غيره.
|
دعونا نكون شفافيين بالضغط على المجلس، عندما نقول لها نريد شخوصا بعينها بقيادة المجلس اتفهم وهذا ما يوضحه المطلب الاول في البيان الذي ينص على توسيع المجلس وفق تصورا شخصانيا، لأن المطلب الثاني مباشرة تؤكد شخصانية المطلب الأول، ولكنني أرفض هذا المنطق، يقول المطلب الاولquot; 1- توسيع المجلس الوطني السوري الذي شكل إطارا تمثيليا مقبولا لقوى الثورة السورية يمكن البناء عليه وتمتينه عبر إضافة كل القوى والشخصيات الوطنية الراغبة في الانضمام اليه، والأخذ بعين الاعتبار ملاحظاتها المحقة والجوهرية على أسس وأليات عمل المجلس؛ بما يتيح المشاركة الفاعلة للجميع فيه دون نظر إلى الأسبقية، ومنح القادمين الجدد مواقع في هياكل المجلس كأنهم من المؤسسين، بما يخدم الثورة السورية وقواها على الأرض وعموم السوريين!!!quot;
ويجب أن يعلم القارئ الكريم أنه جرت وتجري محاولات حثيثة لتشكيل بديل لهذا المجلس من قبل قوى وشخصيات سياسية، وليس الدافع هو الخلاف السياسي بل الدافع هو الشخصنة لكنها باءت بالفشل، وأنا لا أبرأ المجلس من هذه الشخصنة، فهي موجودة منذ البداية، ولكن دعونا نطرح الأمور بوضوح، رغم أمراض المجلس، والتي نسعى جميعا لتجاوزها، إلا أن المجلس كان قد دعا منذ بدايات تشكله كل الاطراف السورية بمافيها هيئة التنسيق والشخصيات المستقلة وكل تنسيقيات الثورة بالداخل والخارج، ولم يقصي أحدا رغم إقصاء بعض الشخصيات لأسباب تتعلق بالقوى المنضوية فيها هذه الشخصيات، قواهم لم تختارهم. فماذنب المجلس بالموضوع؟ لنسلم بأن هنالك شخصيات فاعلة وقوى فاعلة استطاعت إنتاج هذا المجلس، والبقية ربما لم يتسنى لهم أن يكونوا فاعلين، وربما لأسباب أخرى، لكن المجلس تشكل، فلماذا هذا الطرق على دف الشخصانية بحج سياسوية!!! وفي نهاية هذا التعليق على هذا البيان وغايتي منه هو تفعيل الحوار دون عرقلة عمل المجلس، وتقديم آليات عملية وأسماء بشكل مباشر ودون مواربة، وبعدها نتحدث أمام الجميع وعلى الملأ، نريد هذه الشخصية أو تلك في قيادة المجلس!! هيئة التنسيق خلافها سياسي واضح وهذا الخلاف يحاول المجلس تذليله، واتمنى ألا يكون تذليله وحله على حساب البرنامج السياسي للمجلس ورؤيته للمرحلة الانتقالية لصالح رؤية هيئة التنسيق!!
اتمنى أن يكون هذا البيان حافزا لقوى المجلس أن تتحرك اكثر من أجل انهاء عملية المأسسة والاعلان عنها باقصى سرعة..
غسان المفلح
- آخر تحديث :
التعليقات