القضية الكردية قضية عربية لكونها مرتبطة باكثر من دولة عربية تأريخيا وجغرافيا ودينيا. وقلة هم اولئك الذين اعترفوا بهذه الحقيقة التاريخية في زمن الصمت العربي، وعلى الرغم من التغييرات الكثيرة التي طرأت على العالم في عصر العولمة واختفاء الحدود والفواصل فلازالت هذه القضية العادلة يعلوها الكثير من غبار الاهمال واللامبلاة.
وفي واشنطن اتخذ هذا الموضوع سياقا مماثلا. فقد كانت القضية الكردية مهمشة، أتذكر موقف تعرض له جلال الطالباني ب 28 شباط 1991 عندما حاول الدخول الى قسم ادارة الدولة فلم يرغب أيا من المسؤولين التحادث معه، وكأن الولايات المتحدة كانت تريد أن تقول له لا تسألنا عن شمال العراق.. لم يعد شمال العراق بين همومنا أو على جدول أهتماماتنا المباشرة.
كنا نذهب الى العواصم الكبرى واذا أنت وقضيتك خارج الاهتمام الخاص،وخارج الاهتمام العام، وبالتالي خارج التاريخ، وخارج الزمن لست أكثر من الجغرافيا يقرر أمرك المعنيون بخريطة المنطقة في ضوء التوازنات الأقليمية والدولية وتأثيراتها على سياسات الأنظمة وأنماط تحالفاتها ومجمل علاقتها بالقوى العظمى.
وفي الأمم المتحدة لايحتاج الوضع الى شروح،فما تشكو منه هنا سيتبعك هناك،،و الجامعة العربية ايضا بدورها أفتقرت الى برنامج تساعد على طرح مشروع لحل المشكلة،وكأن هناك غيابا لمنظور عربي بالنسبة للقضية الكردية.
ولأنصاف الموقف العربي فان حركة التحرر الكردية لم تصبح قوة ذات شأن في المنطقة الا حين تبناها العرب بلسان قائدهم جمال عبدالناصر أساسا ثم بمسارعة الشخصيات العربية الاخرى أمثال الزعيم الجزائري أحمد بن بله وصدام حسين وقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذافي.
ففي تلك الايام الصعبة وفي بدايات النضال السياسي وحين وقف العرب متفرجين حيال ماسي الكرد وكانوا يتهمونهم بشتى القاب بالخيانة مثل انها أسرائيل ثانية، رغم أن الكرد شعب اسلامي أصيل من شعوب المنطقة، وهم أول من قاموا بأنهاء الوجود الأجنبي والصليبي في المنطقة، دعم قائد الثورة الليبية الأخ معمر القذافي بقوة كفاح الأكراد من أجل نيل حقوقهم المشروعة. ففي مؤتمر حضر فيها المنظمات والفصائل الموقعة عليَ اعلان القيادة القومية للقوى الثورية في الوطن العربي في طرابلس يومي 29 و30 آذار 1985 تحدث العقيد معمر القذافي حول المسالة الكردية وحق الكرد في تقرير المصير، وفي كلمته التي القاها في جلسة المؤتمر قال القذافي.
وسيكون اعتباراً من الآن كفاح الأمة العربية وكفاح الأمة الكوردية مساندين لبعضهما البعض. أننا نحن الذين نعاني من الأضطهاد ومن التطاول عليَ أمتنا ومن الاستهتار بتاريخنا الطويل من ايام جمال باشا(35) حتيَ الآن، لايمكن ان نخون ونتخاذل حيال أمة تعاني نفس المعاناة المريرة التي عانتها الأمة العربية ولازالت تعاني منهاquot;. quot;أن موقفي الشخصي اليَ جانب الامة الكوردية ليس لأسباب جغرافية او سياسية او تأريخية، يعني من الممكن ان باعثنا الاصلي أن الآلام التي جسدها تاريخ الأمة العربية الذي درسته، والمعاناة المريرة التي نعيشها الآن جعلتني اتعاطف تلقائياً مع أمة مثلنا ممزقة مستعمرة مهانة مضطهدة.
والا أخون نفسي وأخون كل القيم الخالدة التي أؤمن بها.. لا أملك الا الانحياز الكامل اليَ جانب الأمة الكوردية واستقلالها ووحدة اراضيها..
أما بعض حكام الدول في الخليج الذين خصوا ليبيا بحملة شعواء هذه الايام لقلة وفائهم ونكرانهم للجميل..والذي يذكرنا بحملات مشابهة قام فيه حسني مبارك لصالح ادارة البيت الابيض في عهد ريغان، لتشديد الحصار على هذه الدولة الصامدة.
فان الكرد بعكس هذا الموقف لن ينسوا ولم ينسوا المواقف السياسية و الأنسانية لقائد الثورة الليبية العقيد معمر القذفي بأتجاه القضية الكردية. فعليه نحن من جانبنا نرحب بحفاوة بقائد الثورة الليبية في كردستان. وانطلاقا من حرصنا أيضا على بقاء ليبيا أرضا لوطن موحد لكل أبناءه وحمايته من المحاولات المبذولة لتفجير الوضع في العاصمة طرابلس التي لا يمكن أن تكون بريئة، وهي محاولات تستهدف تحويل طرابلس الى عبء على العقيد معمر القذافي وموقعه الوطني. اذا ما تمكنت الايدي القذرة من أستمرار العبث بالمدينة العريقة ذات التراث النضالي المجيد وذات الدورالذي لا غنى عنه ولا بديل عنه في التوازن العربي. نطالب كل الأحرار والوطنيين في ليبيبا التكاتف من أجل ايجاد صيغة للحوار الوطني البناء وانقاذ ليبيا من زحف دبابات الامريكين والمنافقين العرب.
- آخر تحديث :
التعليقات