خطابات الزعيم الليبي معمر القذافي الأخيرة للشعب الليبي تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الرجل مريض نفسيا، وهذا يدفعني للتضامن مع دعوة دكتورquot; احمد عكاشةquot; رئيس الجمعية المصرية للطب النفسي إلى القبض على القذافي وإخضاعه للعلاج النفسي قبل محاكمته على جرائم الإبادة الشاملة التي يرتكبها بطائرات ومدفعية على مرأى ومسمع العالم اجمع ضد شعبه الأعزل التواق كغيره من الشعوب لحياة حرة وكريمة دون وازع من ضمير.

الرجل يتهم أبناء شعبه بتعاطي حبوب الهلوسة، ويتهم quot;بن لادنquot; بتجنيد الشباب الليبي للقيام بثورة ضد نظام حكمه والهدف جلب تعاطف الغرب، وهو يعلم أن زميلاه المخلوعان quot;زين العابدين بن علي quot; في تونس،quot; وحسني مباركquot; في مصر لم يُفلحا في إقناع الغرب بأن الإسلاميين يقفون وراء ثورة الجماهير في تونس ومصر، فلجأ إلى تخويف الغرب بزعيم القاعدة quot;أسامة بن لادنquot; وصمتت العواصم الغربية عشرة أيام على بحر الدماء الذي يسيل في ليبيا، قبل أن تتحدث على استحياء عن عقوبات، ومنطقة حظر طيران فوق ليبيا، وتحويل ملف العنف إلى محكمة العدل الدولية، وهي أشياء لا تجدي نفعا مع حاكم يرى نفسه ملك ملوك إفريقيا وعميد الحكام العرب وقائد ثورة مستمرة إلى الأبد.

لعب quot;القذافيquot; دورا كوميديا على الساحة السياسية بعد أن وصل إلى السلطة في عام 1969، واعتقد أن أخر أدواره الكوميدية يلعبها الآن، ولكن بعصبية زائدة أدت إلى تشويه، ويلاحظ ذلك كل من شاهده راكبا توك توك ومعه شمسية، ويقول إنه في طرابلس وليس في فنزويلا ويصف الفضائيات بالكلاب، كما يلاحظ ذلك من يتابع خطاباته المثيرة للسخرية، وقبل ذلك كان quot;القذافيquot; أضحوكة القمم العربية، فالكثيرون كانوا يتابعون هذه القمم المعروفة نتائجها سلفا بهدف الفرجة والسخرية والضحك على شكل الزعيم الليبي المتميز في ملابسه المزركشة وتصفيف شعره المصبوغ، وحرسه النسائي وسماع خطاباته العديمة القيمة الزاخرة بالقفشات المثيرة للضحك، ومع ذلك يروج نفسه على أنه مفكر وفيلسوف، وأمين للقومية العربية ولو أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان حيا لتبرأ من أفعاله واعتبره عارا على العرب والعروبة.

لقد حول القذافي ليبيا وثرواتها إلى ملكية خاصة له ولأولاده، وانفق هذه الثروات في دعم منظمات ثورية في أمريكا اللاتينية ونظم حكم استبدادية في إفريقيا، وعرف عن أولاده سوء السلوك، وباتوا يلقبون quot;بملوك الليلquot; في أوربا، ينفقون أموالا ضخمة على فتيات الليل في ايطاليا وسويسرا، ويرتكبون المخالفات القانونية في هذه الدول ولا يجد القذافي غضاضة في ذلك، بل يهدد ويتوعد الدول التي لا تحاول تطبيق القانون عليهم، وكما يقولون quot;الولد سر أبيهquot; فان ذلك ظهر واضحا في سيف الإسلام الذي ظهر في التليفزيون يهدد ويتوعد بحرب إبادة يشنها ضد الثوار، وبدا كالمجنون الذي يشعر أن السلطة ستضيع منه بعد أن أوشكت الثورة على النجاح.

نظام القذافي سقط بفعل ثورة السابع عشر من فبراير التي بدأت بالمطالبة بتحسين مقومات الحياة المعيشية اليومية في بلد غني بثروته البترولية، لا يلمس أثرها الزائر لهذا البلد، إذا قورن بدول الخليجrlm;، لكن نظام العقيد واجه هذه المطالب بالقوة المفرطة ووصف أحفاد المجاهد الكبيرquot; عمر المختارquot; بالعملاء والجرذان، ارتباك القذافي ظهر في خطابه من فوق سطح منزله في باب العزيزية، وهو يدعو الشباب الليبي إلى السهر والغناء والرقص، غير مكترث بالدماء التي تسيل يوميا، فلم يدر بخلد العقيد الليبي يوما أن تثور جماهير ليبيا ضده، فهو يرى نفسه المجد الذي لا يضاهيه مجد، ويخرج ابنه سيف الإسلام كالأبله يهدد ويتوعد ويحذر من حرب أهلية، ويخير الليبيين بين حكم أبيه وإبادتهم عن أخرهم، ما أثار الجماهير، فأخذوا يدمرون ويحرقون منشآت ترمز للنظامrlm;،rlm; وانضم إليهم جميع قادة الجيش والشرطة، واستقال معظم الوزراء والسفراء بالخارج وهرب طيارون بطائراتهم إلي الخارج لكيلا يضطروا لقصف الثوار الأبطال بالقنابلrlm;.rlm; وباتت كل المدن الليبية تحت سيطرة الثوار وأصبح القذافي معزولا في باب العزيزية في العاصمة طرابلس مع أولاده والمرتزقة الأفارقة الذين يدفعون عن نظام حكمه.

ثورة ليبيا أسقطت الشعارات التي يرفعها القذافي ويضحك بها على شعبه مثل الشعب هو الذي يملك ويحكم وهو ما يجافي الواقع،rlm; فلا الشعب يملك شيئا ولم يكن له رأي في الحكم طوال أربعة عقودrlm;،rlm; فثروة ليبيا من البترول ملك للقذافي ينفقها علي مغامرات خارجية لم تعد بالنفع علي الليبيين.

القضية الآن ليست مليارات الدولارات التي نهبها laquo;القذافىraquo; وأسرته، بل المطلوب قرار عاجل من مجلس الأمن بإدخال قوات حفظ سلام، تحمي المدنيين، وقوات كوماندوس تلقي القبض على القذافي قبل أن يحرق ليبيا وشعبها.

إعلامي مصري