ان المنامة لو قدر لها أن تتقدم بشكوى ضد الذين حاولوا ويحاولون اغتيالها، مستشهدة بالوقائع المفجعة والعديدة والتي تشكل مجزرة مجرد نموذج لها، لحددت اسم الجاني وهويته الكاملة على الشكل الاتي،، الطامع في الهيمنة، وأحتكار السلطة، المتسبب في نحر الدولة ومؤسساتها، والجيش أولا. والذي أتى بقوات أجنبية بما يهدد وحدة التراب البحريني وسلامته.

أن الحديث عن حقوق الشيعة في البحرين ليس اثارة للنعرة الطائفية، بل هو في الواقع قضاء على الطائفية ومدخل طبيعي لذلك، أن تشخيص الداء هو العامل الحاسم في تعيين الدواء.

فالمنامة تعرف جيدا أن سياسة الهيمنة قد كلفتها من أرواح أبناءها ومن ممتلكاتها ومن سماتها الحضارية وتراثها الثقافي، أكثر بكثيرمما كلفها التدخلات الأقليمية والمؤسف في الحالة البحرينية أن ممارس سياسة الهيمنة هو في النهاية من أبناءها برغم من ضلاله وخطاياه وأخطائه القاتلة.

لقد أساءت عملية قتل المعتصمين في ساحات المنامة كثيرا الى سمعة البحرين لكن التشويه الحقيقي أو الضربة القاضية جاءتها من هذا الحكم نفسه وعلي يديه وبمدافع جيشه وأعطت العالم فكرة مغلوطة عن مستوى أهله ومدى تحضرهم وعمق أنتماهم الى العالم الحر.


والمفارقة التي حدثت في البحرين والتي ترتبت عليها تدخل قوات درع الجزيرة أن البحرين أفهمت قادة دول الخليج بأن اعتصامات الشيعة والتي اتسمت بطابع الإحتجاج السلمي المحدود يهدد مصالحهم أو أن هذه الطائفة ترغب وتسعى للسيطرة وقلب نظام الحكم والحقيقة أنها لم تكن اكثر من تجمعات سلمية ديمقراطية طالبت بتاسيس حكومة دستورية برلمانية.

وهذا التوجه كان مطلبا جماهيريا شعبيا من أجل بناء سلطة تمثل الشعب البحريني كله بعيدة عن التحييز والتمييز بين طائفة واخرى وتعامل الجميع بميزان واحد والذي لم نفهمه لحد الان لماذا توقف الحوار بين السلطة والمعارضة وقد باتت السلطة تمتلك اوراقا قوية لتجعل المعارضة تقدم تنازلات ولو كانت صعبة, لكن استمر التعتيم على مايجري في البحرين!

ورغم السكوت العربي غير المبرر على ماقامت به الحكومة البحرينية علينا ان نثمن موقف الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر الذي طالب العراقيين بالخروج في مسيرات سلمية دعما لأهالي البحرين الأبطال.

ولكن في النهاية عرف العالم أن الحكومة البحرينيةمصرة على اكمال المغامرة بعدما قامت باستعمال العنف المفرط ضد مواطنيها ولا أحد يستطيع أن يتوقع ما سيحدث في المستقبل لهول ما يتعرض له الشيعة من الظلم والقتل والتمييز. ففي ظل هذه الازمة ستظل البحرين مقسمة فيالمواقف بين الاغلبية والاقليةوأن خطوط التماس وجدت لتبقى وهذا معناه أكبر خطر على البحرين.

الدكتور راوند رسول
[email protected]