بادئ ذي بدء، اقدم اجمل التهاني واسمى التبريكات لايلاف الزاهرة، ومؤسسها وطاقمها، لمناسبة مرور عشر سنوات على انطلاقتها الالكترونية المباركة.. مع اتساع مداها، وتزايد قوتها، وتنوع محتوياتها، وبقاء اشرعتها مستقلة التوجه يزداد شعاعها مع تداول الايام.. وهي تعبّر عن ضمير كل الناس عربيا في كل مكان من الارض. واذا كانت الضرورة لها اساسية وملحّة في زمن مشحون بالمتغيرات الصعبة، فانها تحمّلت دورها المعاصر، واضطلعت به على احسن ما يكون، مؤدية رسالتها الحضارية بكل أمانة ورقي واخلاص..
نعم، لقد مضت عشر سنوات اولى من عمر ايلاف الخصب، وصلت خلالها الى مديات واسعة جدا من التطور الاعلامي والانتشار في رحاب العالم كله.. بل واخترقت حواجز وموانع وسدود ليس على مستوى متابعتها للاحداث المتنوعة، بل على مستوى التأثير في كل من الدولة والمجتمع بمنطقتنا كلها. وبدت منذ انطلاقتها جديرة بأن تحتل مكانة مؤثرة لدى كل الفئات، وانها لم تقتصر على الدور الاعلامي حسب، بل كانت لها شخصيتها السياسية في ملاحقة الاحداث والمتغيرات الساخنة فضلا عن دورها في اثارة التفكير ومعالجتها موضوعات فكرية حيوية وخطيرة بكل شجاعة.. ناهيكم عن خدماتها في مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية والابداعات الثقافية والمتابعات الفنية.. لقد تابعت، بل وشاركت ايلاف ضمن طاقم كتاّبها على امتداد السنوات العشر المنصرمة، فوجدتها من اسرع الوكالات العربية في التغطية والمتابعة وكشف المستورات مع المزيد من التحقيقات والريبورتاجات ليس عن احداث بعينها، بل عن شخصيات مرحلة وبذلك فانني اعتبر ايلاف واحدة من اهم مصادر المعلومات في معرفة الواقع السياسي الذي يمر بنا..
ان ايلاف تتميز بميزات قل ان نجدها في اعلاميات اخرى، اذ اعتمدت مبدأ المكاشفة والملاحقة والمتابعة واطلاق التوقعات، وكانت كثيرا ما تصيب الاهداف.. بل وانها كثيرا ما انتصرت لاستراتيجيتها التي اعتمدت عليها منذ اللحظة التي تأسست فيها.. ولكن رافقها تطوير وتعديل بين مرحلة واخرى.. انها تتميز ايضا بالمصداقية في معالجة مختلف القضايا، وبروح متوازنة وعادلة ومنصفة وحيادية وقد فتحت الابواب مشرعة للحريات ان تمارس على منبرها من دون قيود او شروط.. انها لا تحدد مواقفها على اية مصالح، بل انها كثيرا ما تعّبر عن اعلى مستويات الشفافية، اذ انها قد رفعت مستوى الحريات في الرأي والتعبير وعلى مساحة واسعة من الديمقراطية وممارستها على امتداد كل الساعات والايام. ان ما يميزها عن الاعلام الورقي انها تصل الى الملايين وبسرعة مذهلة.. واعتقد انها تحتل اليوم موقع الريادة في الاعلام الالكتروني.. وستبقى هكذا الى مراحل تاريخية قادمة، خصوصا وانها بقيت مستمرة ومتواصلة مقارنة بغيرها الذي انكفأ على عقبيه، وفشل فشلا ذريعا.. ما يميز ايلاف سلسلة الكتب التي نشرتها على صفحاتها، وهذه تسجل نقطة كبيرة لصالح الاعلام العربي. ان مسيرة ايلاف الزاهرة قد اثبتت قدرتها الواسعة في الانتشار بين ملايين الناس الذين لم يقتصر الامر على قراءتهم مضامين ايلاف، بل توزيعها الكترونيا يوميا عبر البريد الالكتروني والفيسبوك والتويتر.. انني دوما ما اشبه ايلاف بسفينة الكترونية نحو المستقبل تمنياتي الصادقة لها بدوام الازدهار والتقدم خدمة تنتظرها الملايين اليوم والاجيال القادمة في القرن الواحد والعشرين.