قبل بضعة أعوام، وأثناء لقاء صحفي أجريته مع الدکتورة نوال السعداوي، سألتها حينها عن ترشيحها لنفسها لمنصب رئيس الجمهورية، فأجابتني بأنها مع علمها بالنتيجة سلفا، فإنها رشحت نفسها من أجل أن تسجل موقفا للمرأة المصرية بقدرتها على قرع أzwnj;هم الابواب، وان يسجل لها التأريخ بأنها أول أمرأة مصرية قامت بترشيح نفسها لهذا المنصب الحساس.
الدکتورة نوال السعداوي، شخصية ثقافية مصرية غنية عن التعريف و هي بحق أمرأة أثارت و تثير الجدل و السجال من خلال وجهات نظرها و طروحاتها الفکرية و الثقافية و الاجتماعية المختلفة، ويقينا لو تسنى لهاquot;جدلاquot;الفوز بمنصب رئيس الجمهورية، لکانت قد سجلت لبلدها موقفا مميزا حيال المرأة ولکان الرئيس السابق حسني مبارك الان معززا مکرما، لکنها ومع رفض ترشيحها، فإنها اضطرت فيما بعد الى مغادرة مصر لمدة معينة من جراء الضغوط التي تعرضت لها.

وقبل أيام، قررت الفنانة المصرية سمية الخشاب تدشين حملة لترشيحها لرئاسة مصر في الانتخابات القادمة، ومما ذکرته الخشاب على صفحتها على تويتر أنها قررت کأول سيدة مصرية أن تخوض انتخابات الرئاسة في مصر وان لديها خطة طموحة لبناء مصر و الارتقاء بشعبها و القضاء على البطالة. وأکدت هذه الفنانة أيضا بأنه آن الاوان لکي تأخذ المرأة المصرية حقها کاملا و تتقلد المناصب التي کانت حکرا على الرجال و رفعت شعار المساواة بين الرجال و النساء في العمل بحق و ليس مجرد کلام، مؤکدة بأن لديها قاعدة جماهيرية عريضة في الشارع المصري تؤهلها لإکتساح الانتخابات بجدارة و نزاهة.

سمية الخشاب، طبعا ليست السيدة المصرية الاولى التي ترشح نفسها لهذا المنصب، إذ کما ذکرنا في بداية المقال بأن الدکتورة نوال السعداوي کان لها قصب السبق بهذا المجال وهي أول مصرية تقدم طلبا لترشيح نفسها لمنصب رئيس الجمهورية في مصر، وعلى الرغم من أنها الفنانة العربية الاولى التي تقتحم هکذا مجال، لکن هناك أيضا الفنانة(الراقصة)، إيزابيلا بيرونquot;الاسبانية الاصلquot;، زوجة الرئيس الارجنتيني الاسبق خوان بيرون والتي رشحت نفسها لمنصب الرئاسة و فازت به، لکن إيزابيلا التي عاشت مع خوان بيرون و تعرفت على أفکاره عن کثب، صممت على إکمال مشواره و مواصلة المسير في دربه، أما سمية الخشاب، التي تألقت في أدوارها بمسلسلتيquot;عائلة الحاج متوليquot; وquot;حدائق الشيطانquot;، وقدمت مع الفنانة غادة عبدالرازق فيلما سينمائيا للجدل مثيرا ظهرتا خلاله کسحاقيتين، فإنه لم يسبق لها وان خاضت معترك السياسة و لم تسجل يوما ما موقفا سياسيا او فکريا محددا تلفت الانظار إليها و الى قدراتها بهذا الخصوص، وانما ظلت محصورة داخل إطارها الفني، لکن تصريحها الاخير، أماط اللثام عن طموحات غير مسبوقة لها وهي فريدة من نوعها لما فيها من عوامل الجرأة و الثقة بالنفس، وتستحق التقدير و الدعم و المساندة، ومن الممکن أن تحدث تحولا نوعيا بهذا الاتجاه، غير انه وفي نفس الوقت ليست المسألة بتلك السهولة و الانسيابية التي تتصورها سمية الخشاب، ذلك أن الدور المصري لتأثيره الکبير على الاصعدة العربية و الاسلامية و الافريقية و العالمية، ليس بالامکان أن يدعوه و شأنه ومن الممکن جدا أن تعبث أکثر من يد بشؤون هذا البلد ذو التأريخ العريق من أجل عدم إتاحة الفرصة لضمان إستقراره و أمنه و تقدمه و يقينا أن مصر بحاجة الى أمرأة حديدية کي تتجاوز هذه المرحلة الحساسة وحبذا لو بإمکان سمية الخشاب أن تصبح کذلك!