بداية اهنئ شعبنا الكردستاني بمناسبة انتصاره الساحق في الانتخابات البرلمانية، واتمنى الشفاء العاجل للجرحى الذين اصيبوا أثناء الاعتداء الاجرامي من قبل الشرطة التركية على المدنيين، حيث أرادت الظالمون إفساد فرحة الكرد بالانتصار الكبير.

بهذه المناسبة :

أتوجه بالنداء الى الشعب الكردي بجميع طوائفه الدينية والمذهبية quot; ايزيديين، علوييين، يهود، مسيحيين، مسلمينquot; أن يتوجهوا في عبادتهم وصلواتهم الى كعبة وقبلة الكرد مدينة آمد/ديار بكر، مهد الحضارات والثقافات الدينية في ميزوبوتاميا، المدينة المقدسة لموقعها الجغرافي وتاريخها الحضاري. المدينة التي وهبها الله لكردستان. الله إله النبي زرادشت إله الخير والعدالة، حيث تم نشر العقيدة الزرادشتية التي طرحت قانون الصراع بين قوة الخير وقوة الشر، والجنة والجحيم، والايمان بالاله الواحد. وإله النبي ابراهيم الخليل، أب الأنبياء وصاحب الإله الواحد، إله الحق والنعمة على ارض كردستان الطيبة.

ان انتصار الكرد في آمد هو انتصار الحق على الباطل، انتصار إله الخير quot;اهورامزداquot; على إله الشر والنفاق والخدعة quot;أهريمانquot; إله ايديولوجية المخادع رجب طيب أردوغان والعثمانيين الجدد تجاه القضية الكردية. ان قلاع أردوغان الدينية والصوفية في كردستان الشمالية ستتحطم تدريجيا على صخرة الذهنية الجديدة للمفهوم الديني لدى الكرد: الصلاة في البيوت والعراء، وتحت الخيمة الكردية خيمة السلام والحل الديمقراطي، عوضا عن الجامع المسيس خلف أتباع العثمانيين الجدد من المشايخ الذين يعملون سرا وعلنا لصالح الاستخبارات التركية.

الحكمة الجديدة لرجال الدين المتحررين من التبعية ومن الجهلاء هي: لسنا ضد المسجد والجوامع، نحن ضد مساجد وجوامع النظام التركي، وضد هؤلاء الذين يريدون فرض الاسلام التركي على شعبنا الكردي. وهذا يدل على فشل وافلاس مشروع أردوغان الديني في كردستان والذي تمثلّ في قوله: quot;مآذننا رماحنا، والمصلون جنودناquot;. ولكن خيبة الامل كانت نصيبه، فتحولت الرماح لتمزق سياسة اردوغان العدائية، وتحول الجنود الى اقزام جبناء، وهكذا خسر اردوغان الانتخابات في كردستان ولقنه الشعب الكردي درسا قاسيا لا ينساه في كل تاريخ حياته، وقد يتوسل ويخضع في نهاية الامر للارادة الكردية، اذا أراد ان يغيّر الدستور لصالحه في استلامه لرئاسة الجمهورية، بعد ان يحقق المطاليب الكردية المشروعة في الادارة الذاتية.

وقد سجل شعبنا الكردي في آمد قلب وعاصمة كردستان تاريخا حديثا، وكتب ولادة حياة حرة وكريمة في فرض ارادته السياسية على أعداء الحرية والديمقراطية والعدالة من خلال انتصاره في الانتخابات، واجبار حكومة أردوغان بالافراج عن المعتقلين السياسيين المنتخبين الموجودين في السجن.

على الأحزاب الكردية وقياداتها في الاجزاء الباقية من كردستان، ان تأخذ العبرة من هذا التفوق الانتخابي الذي تحقق نتيجة للوحدة والتضامن والتفاهم ونبذ المصالح الحزبية والشخصية في خدمة المصلحة الوطنية العليا، والدفاع عن هوية الشعب الكردستاني.

ان رسالة آمد موجهة بكل اخلاص وبدون مزايدة الى ساسة الكرد في جميع أجزاء كردستان، وبجميع مكوناتهم السياسية وأطيافهم الاجتماعية، لتبقى تجربة حية في قلوبهم، ولتكون رمزا حيا في الوحدة والتضامن الكفيلين بتمكين الحركة الكردية من لعب دورها محليا واقليميا ودوليا، وسبيلا لبناء الجبهة الوطنية الكردستانية في أسرع وقت ممكن حتى لا تبقى حبرا على ورق. وعلى الكردستانيين تبني خطة الطريق التي تعمل بموجبها الجبهة الديمقراطية في آمد لتحقيق الهدف الاستراتيجي للكرد في معادلة الحق يٌعلى ولا يٌعلى عليه، ولوضع نهاية لدموع الامهات ودم الشهداء في سبيل القضية الكردية وإحياء وطن حر ديمقراطي على ارض وجغرافية كردستان.

ان أردوغان عمي بصره، لأنه لايريد ان يشاهد التظاهرات المليونية في المدن الكردستانية في احتفالات الكرد السلمية بمناسبة الانتصارعلى مراكزالقوى الانتخابية له وحتى ان لا يرى الأعلام الملونة في يد الكردستانيين التي تعبر عن توجهاتهم الوطنية. وصم آذانه حتى لا يسمع النشيد الوطني الكردي وأصوات الفرح والشعارات الوطنية، والنداءات بحياة القائد عبد الله اوجلان والحرية للكرد.

انه صاحب الكهف والصم والبكم والعمي وهو من الضالين. يتهرب من الحقيقة الكردستانية التي تواجهه وتلاحقه في كل زمان ومكان. ومن هذا المنطلق ارسل زبانيته من الشرطة في نفس الدقيقة وفي نفس الساعة الى المدن الكردية للإعتداء على المتظاهيرين المسالمين في احتفالاتهم بنجاح ممثليهم الى البرلمان التركي، مما أدى ذلك الى جرح عدد كبير من الابرياء في المدن الكردية.

آمد مدينة الحرية، عاصمة الشعب الكردي، مفتاح وباب الحركة التحررية الكردستانية.

عاش شعبنا الكردي

عاشت كردستان

عاشت مدينة آمد قلب كردستان

محلل سياسي كردي

ألمانيا