من المؤسف لدرجة لا تصدق ولا تحتمل أيضا، أن الموقف العربي أنظمة وشعوبا حتى، كان ولايزال صامتا على مجازر آل الأسد في سورية، الشعب السوري يواجه العالم من أجل حريته، ولولا الموقف التركي مشكورا، الذي حاول أن يخرج عن هذا النسق الإسرائيلي- العربي- الدولي المتواطأ مع العصابة الحاكمة في دمشق، لكان الشعب السوري لا يجد مكانا يفر إليه أطفاله خوفا من قتلهم أو تشويههم، أو تفر إليه نساءه خوفا من الاغتصاب، ماتردنا من معلومات عن قصص الشبيحة التي يرونها بعد عودتهم من غزواتهم إلى قرى جسر الشغور وخلافها، شيء تقشعر له الأبدان، قصصهم وهم يتفاخرون باغتصاب النساء وقتل العزل من شباب سورية وسرقة البيوت وانتهاك كل الحرمات، حتى الأردن لم تكلف الحكومة الأردنية نفسها حتى السماح باستقبال لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان من أجل الملف السوري.
نعم الشعب السوري يواجه العالم كله من أجل نيل حريته واستعادة كرامته، شباب سورية الآن في طرف حريتهم والعالم كله في طرف الجريمة، لم يمر شعب واحد في هذا العالم، بما يمر به الشعب السوري، إنه صمت العار على غزوات المجرمين، وكل هذا ببساطة متناهية كرمى لعيون إسرائيل، إسرائيل التي بنخبها هذه التي لا تستطيع القيام بالسلام، تريد أن تبقى أنظمة مهترئة ومجرمة يسهل الضغط عليها، والشعب السوري لسان حاله يقولquot; نريد حريتنا لكي نعطى السلام لنا وللآخرين. إن الكذبة الإسرائيلية والتي تتحدث عن عدم وجود بديل للنظام، هي نسخة تبريرية دائمة وذلك لاستمرار التغطية على الجريمة بحق شعبنا.
لكن شبابنا وشعبنا مصر على المضي نحو حريته، نحو نيرفاناه الخاصة، نعم هذا الشعب الذي دفع حتى الآن أكثر من 1500 شهيد وعشرات الألوف من المعتقلين والمدن المحاصرة، والألوف من المهجرين، مصر على المضي نحو استعادة كرامته تماما.
والعالم الآن يترقب مجارز جديدة في مدينة البوكمال بعد مجازر جسر الشغور، والعالم العربي يتفرج، لم تخرج تظاهرة واحدة مؤيدة للشعب السوري ماعدا تظاهرات الشعب الليبي في بنغازي، لأن الشعب الليبي يشرب من نفس كاس الإجرام. الدبابات والشبيحة يتحركون تجاه البوكمال...
لماذا الصمت العربي؟
ببساطة لأن الأنظمة العربية لا تريد الخروج عن مطالب إسرائيل..ولهذا يصرح توني بلير رئيس الوزراء البريطاني الأسبق وأحد الداعمين لعودة بشار الأسد سابقا للحظيرة الدولية، أنه مستغرب لهذا الموقف العربي في عدم رفع الغطاء السياسي عن نظام مجرم، بعدما أكد أن هذا النظام غير قادر على إجراء أي إصلاح، والأطرف من ذلك أن تتحول روسيا وموقفها المافيوزي إلى مشجب لبقية دول العالم، لكي تبقى صامتة عن هذه الجريمة.
هذا أول سبب لتخاذل الموقف العربي وهو السبب الرئيسي، والسبب الثاني لأن الأنظمة العربية تدرك محورية سورية وموقعها الجيواستراتيجي فيما لو استعاد الشعب السوري حريته وكرامته وأقام دولته المدنية دولة الحريات العامة والفردية وحقوق الإنسان دولة القانون.
نحن بالتأكيد نميز بين مواقف الدول العربية، فنحن نرى الموقف القطري والسعودي، المتميز عن بقية مواقف الدول العربية الأخرى، ونقدر لهم هذا التميز لكنه غير كاف.
والأكثر استغرابا هو موقف تنظيمات المجتمعات الأهلية والمدنية والسياسية العربية، التي لم تدعو ولو إلى الوقوف دقيقة صمت على شهداء القمع والجريمة في سورية، علما أن الشعب السوري قد خرج بتظاهرات لدعم الثورات العربية، واعتقل ناشطون سوريون من أجل ذلك.
وحدة الموقف العربي الرسمي والشعبي تجاه الشعب السوري، يوضح حجم التواطأ على شعبنا، ويوضح قدرة الأجندة الإسرائيلية على لجم حتى الشارع العربي!!! من أن يتضامن مع أشقاءه، والأغرب من كل هذا لنلاحظ موقف الحركة الكردية في تركيا، فمنذ بدء الثورة لم نلمس تضامنا واحدا مع شعبنا.
وكذلك الأمر في كل العراق...أما لبنان فنشكر عباس بيضون على مقالته الرائعة البارحة في جريدة السفير وحديثه عن خوف الشعب اللبناني من الخروج في تظاهرة واحدة تعلن تضامنها مع الضحايا من شعبنا، ومن منطق حقوقي على الأقل.
فإلى متى سيبقى هذا الصمت العربي؟ لأن شبابنا لن يسمحوا بعودة سورية إلى الخلف، وهذا النظام- العصابة لم يعد يمتلك القدرة حتى على تغطية جريمته.
والشعب السوري لن ينسى..ويسأل أين نخب الثقافة العربية وغير العربية؟
- آخر تحديث :
التعليقات