حين دعا الناشطون معارضو نظام الحكم في دمشق لما أسموه بجمعة العشائر في سورية يوم امس العاشر من شهر حزيران كانوا يخططون لانطلاق ثورة عشائرية من الجزيرة وخاصة من دير الزور والرقة وحلب وأريافهم. لكن ماحصل هو فشل واضح، بل شهدت تلك المناطق المعول عليها هدوءا اكثر من متوقع مقارنة ببقة الجمع السابقة.
فاين تكمن المشكلة؟
السبب هو رجحان كفة الرواية الحكومية باستخدام المجموعات المسلحة الاسلحة لقتل المتظاهرين ورجال الامن من خلال اكثر منشاهد ظهر احدها على قناة العربية يعترف بذلك ويصف نفسه بمنشق عن الجيش. والاهم من ذلك هو عدم ثقة رجال العشائر بالدعوات التي تطلق من خارج البلاد عبر الانترنيت لجرهم لميدان الصدام مع السلطة التي نجحت في هذه الجمعة بسحب البساط من تحت ارجل المعارضين بالاقتراب من العشائر والعمل على تثوير البعد الوطني والقبلي لديها.
وسبب اخر ساهم في فشل جمعة العشائر هو الدعوات المتكررة من شخصيات وفعاليات شعبية داخل سورية للسلطة باستخدام العنف ضد كل مسلح تزامنا مع تاكيدات ودعوات لاستخدام السلاح ضد السلطة وظهور طائرات الهليكوبتر في مناطق التظاهرات مما سبب هلعا لمن يتظاهر او ينوي استخدام السلاح.
وبسبب استمرار دمشق وحلب اللتين تضمان اكبر نسبة سكانية من البلاد بعدم الانجرار لدعوات المعارضة يساهم في تراجع شعبية المعارضين الذين يجاهدون لحسم امرهم قبل حلول شهر رمضان الذي سيكون في اكثر الشهور حرارة.
وضوح خطة أن المدينة المقبلة لتشهد صداما مسلحة هي دير الزور والبوكمال تحديدا لانها حدودية على غرار تل كلخ القريبة من لبنان وجسر الشغور القريبة من تركيا ودرعا القريبة من الاردن. املا في خلق جيب آمن للمعارضة المسلحة ضد النظام وبداية لحرب اهلية يجري التعويل عليها كثيرا.
وغير ذلك فبعد فشل مجلس الامن في ادانة النظام السوري حتى الان. وتعويل المعارضين ووسائل الاعلام التي تدعمهم على ان تشهد كل جمعة اكبر عدد من القتلى اظهر مدى وحشية هذه الوسائل لدى الكثير ممن ينتظر ظهور قتلى بشكل كبير من الشعب السوري كي يزيد من اظهار ظلامته امام الناس.
نحن اذن امام دعوات توريط للمتظاهرين بالتعرض لقوى الامن من اجل ان تطلق النار عليهم كي يهلل هؤلاء من الخارج بدموية النظام. واللافت هو عدم تعزية اي معارض بقتلى الجيش مع انهم يصرون ان هؤلاء تمردوا وقتلهم رفاقهم من الجيش أي انهم شهداء بعرفهم، لكن عدم التعزية بمقتلهم كما جرت العادة في بدايات احاديث المعارضين السوريين على الشاشاات العربية تضع خطا احمر تحت كل من يقول ان الجيش قتل عناصر منهم تمردوا وانضموا للمتظاهرين. وان الروايات عن وجود المسلحين بين المتظاهرين صحيحية حتى يثبت العكس.
ترى ماذا سيسمون الجمعة المقبلة؟ جمعة أبناء رجال العشائر؟ أم جمعة العشائر (مرة ثناية) أو (مكرر) على طريقة تصوير الافلام؟
التعليقات