نشرت ايلاف مقالة كتبها السيدغالب الشابندر تحت عنوان quot;رئيس الوزراء العراقي ومحنة الوهم الذاتيquot; وترسيخا لمبدأ حق الرد فاني كمواطن او متابع عراقي أجد لابد من الرد عل الكثير من المغالطات ومحاولات التحريف التي وردت بالمقالة المعنية وعلى التعليقات التي وردتحول المقالة والتي يبدوا انها كانت احد الاهداف المنشودة , ولااجد نفسي معني قبلوبعد ذلك ان كان الشابندر عضو سابقا او حاليا او مستقبلا في حزب الدعوة الذي يتراسه السيد المالكي نفسه , او ان شقيقه عضو بالاسم او بالفعل في دولة القانون كما ورد في احدى تلك التعليقات . فليس الشأن حزبيا او عائليا لكنه موضوع عام وعن شخصية رسمية عامة لذلك أدلي فيه بدلوي من الزاوية التي اقف بها والتي تتسم بقراءة تاريخية واقعية جوهرية للامور بعيدا عن تقاطع المصالح الخاصة او خلط العام بالخاص .

وكارثة خلط العام بالخاص هي التي دفعت بالشابندر الى اكبر من الكارثة نفسها حينما بدأ مقالته بسطر كارثي بكل المقايس وهو يقول نصا quot; إذا كان هناك شيء لا يستحوذ على حرمة الضمير عند رئيس الوزراء العراقي فهو الدم العراقي quot; ولم أجد في السطور او بينها ما يبرر او يثبت صحة هذه الانطلاقة المرعبه في مقالة الشابندر, اما مسالة توصيف الوضع الامني الراهن في العراق يفقد ميزته اذا تم اجتزاؤه من سجل أمني مقلق وخطير ودموي كان يمر به العراق منذ نيسان 2003 وحتى عام 2007 تقريبا حيث التطور الامني الجوهري والكبير الذي قاده ونجح فيه بامتياز السيد المالكي اثناء تطبيقه خطة فرض القانون التي من الممكن لاي منصف محايد او حتى خصم سياسي ان يعترفله بذلك , بل وحتى عدو أرهابي لايمكن الا ان يسجل اعترافه على ذلك ولو على مضض!!.

فمن يفرض القانون ويجلب الامن هو الاحرى بالدفاع عن حرمة الدم وعن أنسانيةالانسان , فكيف يمكن بعد ذلك محاولة تجريده من سماته تلك والدفع به الى أقصى الاتجاه الاخر!

اعتقد تلك ستكون مفارقة تحمل بين جوانبها تضارب مصالح و تناقضاتquot; دمويه quot; ليس غير مستحبه فحسب بل غير موجبه كما تنص بعض التشريعات والنصوص الدينيه والدنيويه التي يجيد غيري التحدث بها . اما مسالة التفجيرات التيتحدث في وقتنا الحالي في بغداد وفي بعض المدن العراقية فهذه رسائل سياسية اقليمية ومحلية طابعها كان ومازال الدم العراقي وانتهاك حرمات العراقيين الانسانية وتطلعاتهم المستقبلية , وتلك محاولات ستستمرلحين طالما بقيت علامات واضحة على ارضالواقع تترجم سمات التغير الجوهري والانساني والتاريخي الذي جرى في نيسان 2003 . بالتاكيد تتحمل الاجهزة الامنية والعسكرية جزء واضح من القصور في مكافحة هذهالاعمال الارهابية ولكن لايمكن عزل نتائجها عن استهدافات داخلية ومحلية , وايضا ومع قليل من الانصاف وبمقارنة بسيطة سنجد في عام 2006 كان يوميا يحدث حوالي 100تفجير ارهابي في بغداد اما اليوم فنتكلم عن معدل انفجار واحد كل شهرين في بغداد! فاين وجه المقارنة واين الانصاف في ذلك؟

ورداعلى الشابندر .. نعم يحق بعد ذلك للسيد المالكي ان يصرح quot; بان قواته مسكت الامن في البلد quot; لان لامدينة سقطت بيد الارهاب ولا تفجيرات تعددت بالمئات مثل السابق . اما الخروقات الامنية هنا وهناك فمثلها حدثت في نيوريورك ولندن ومدريد والرياض والقاهرة وعمان والدار البيضاء , وتلك دول مستقرة واجهزتها الامنية قوية ومكتملة , فكيف في العراق الجديد والذي مازال ولاء البعض للتغير الجوهري لم يكتمل حتى تاريخ كتابة هذه السطور .

واما مفردات مثلquot; الابتذال والصبيانية quot; وكماوردت في المقالة المعنية وبحق رئيس الحكومة العراقية , فانها طامة كبرى تبحث عن مبرراتتلوذ بها حتى وان كانت هذه المبررات مصطنعة اكثر منها واقعية ومنفعلة اكثر منها انتماءquot; لصلاة الليل quot; تلك التي بحث عنها السيد الشابندر , فاذا كانت انجازات السيد المالكي مجرد quot; أوهام quot; كما ورد في المقالة . فان حشر الانوف بينالانسان وربه لايسجل ذلك quot; انجاز quot; كما تم البحث عنه ايضا في تلك المقالة . كما وان لصق صفة quot; المسكين quot; بالسيد اللواء قاسم عطا ليتلقى بعدها وبنفس الوقت حصته من التعليقات المسيئة تلك ايضا quot; انجاز quot; لكن للمقالة المعنيه دون غيرها , مع العلم ان اللواء عطا رجل عسكري يتعامل بمهنية عاليه مع الامور وبقيافة ولباقه عسكرية يفتقدها كثيرون .

لم يستلم المالكيالعراق مثل جنيف فتحول في عهده الى مقاديشو مثلا .فالرجل وليد عملية ديمقراطية ودستورية في ظل أرث عراقي اجتماعي وسياسي واقتصادي متناقض و معقد أنعكس على الحاضرومازال يلوح للمستقبل والرجل يحاول جاهدا ان يبث الروح في مجالات عراقية مضطربة مراتيصيب ومرة لايصيب , ومن حق الجميع الاشارة الى تلك الجوانب ومناقشتها لكن دونشخصنة الامور الى حدود الامن الشخصي لرئيس الوزراء وفريق الحماية! فذلك ان حدث سيكون بمثابة تصفية حسابات شخصية اكثر منها حرص عام على الاصلاح والبناء .

اما مسألة قطع طريق الديوانية - بغداد فانالله يعلم ان ذلك لن يحدث لسبب بسيط لان هذه سمات عصابات quot; السلابه quot;قطاع الطرق . وعشائر الجنوب والفرات الاوسط وامتداداتهم الكبيرة في بغداد لم يسجلعليهم يوما مثل هذا السلوك المشين منذ تاريخ العراق الاول وحتى يومنا هذا لانهموببساطة ارفع من ذلك بكثير . ولانهم اجادوا قراءة الوعي التاريخي المطلوب في هذه المرحلة وتبنوا أساسياته ,ولانهم ابناء البلد وأهل الدار لايقطعون الطرق على أنفسهم . والفرق بين السلابه والاصلاء كبير لانه فرقالغرماء وهذا هو التشخيص الصحيح , وانا ايضا أعني مااقول. فالتهجم على المالكي لايسجل بطولة لفاعله لسبب بسيط فالرجل لايجيد تراكم الاحقاد ولا لعبة الانتقام , حتى وان كان رئيس الحكومة العراقية المنتخبة وطنيا .

[email protected]