قال أحدهم وهو يعتلي منبر الحسين بن علي يخاطب الناس بعد أن علموا ان هناك احتفالية توزيع (جكليت) بمناسبة دينية: أقسم بالله العظيم إن (جكليته) واحدة تشفي قبيلة بكاملها!
هكذا!
هذا الدجل يدمر بلا شك، رغم أنه يدر الاموال الطائلة على صاحبه ليبني مزيدا من الفيلات والقصور والباحات، (جكليته) حميد المهاجر تشفي آلاف المرضى، فليس هناك داع لدواء، بل ليس هناك داع لطب بعينه، تشفي السل والسرطان والسكري والبروستات ـ اني أعاني من هذا المرض كثيرا فياريت احد الناس يتبرع لي بجلكيته من يد الشيخ المهاجر ــ فإي حاجة بعد إلى اطباء بل أي حاجة بعد إلى تشريح وتجريب ومراجعات على جسد المريض، جكليتة واحد من يد حميد المهاجر تشفي كل مريض...
قال الامام في نهج البلاغة: (العلم علمان، علم الاديان وعلم الابدان).
يتجمع الناس (الغلابى) حول منبر الحسين، ليس للبركة بخشب المنبر كما كان اهلنا من قبل، لقد استحدثت بركة جديدة، إنها بركة (تفلة) بهلوان آخر، قارئ حسيني آخر، هنيئا له من تبارك بـ (تفال) السيد فلان، فهو أولا سيد، وثانيا قاريء على الحسين، وثالثا يجيد النعي، ورابعا يتكلم عن الحسين في مرحلة ما قبل العرش، ترى أي اختصاص في مرض السرطان يحمل كل هذه الملكات العلمية والتجريبية كي يشفي، الآتي من قرية طويريج يملك سحر العرش وسر الكرسي، (تفلته) شفاء، والذي لا يؤمن فهو (ابن زنا)!
تمتليء القارورة بـ (تفال) السيد وهو يطرب لصدى بصقاته تتجلجل في داخل القارورة المسكينة، فربما تتحول إلى سلعة تباع بمبالغ طائلة، حيث هوصاحب الحصة الاوفى، لان البركة ليست بالقارورة، ولا بمن يتكفل بتوزيع بصقاتها على الناس، بل البركة في بصقة السيد...
السيد مريض، بصقته لا تشفيه، ولكن تشفي من جاء من أقصى المدينة يسعى ليطلق وجهه بالبصقة وبروحانية سادرة في عالم الملكوت...
(جكليتة) الذي هجر الدنيا الفانية واتجه إلى عالم التقوى والخشية من الله و(تفلة) الناعي الممتاز على جسد الحسين يتجولان العالم، العراق... لبنان... سوريا... لندن... ربما نيوورك... وبالتالي... ربما يتحولان إلى دواء عالمي، وربما ينتبه إليهما أساطين الكيمياء المعاصرة فيجرون عليهما تحليلات وتجارب نشطة، فعلهما يشكفون السر، فيصنعان منهما أكسيرا عالميا لحل مشكلة المرض مهما كانت هويته، فيضاهي علم الكيمياء علم الفيزياء في جهده المتواصل من أجل اكتشاف القانون البسيط الذي يمكن أن يحل كل لغز كوني، أي (نظرية الاوتارالفائقة).
ولكن المشكلة التي سوف تواجه هؤلاء العلماء هي كيفية استحضار كمية هائلة من (تفال) السيد من أجل تصنيع الدواء الجديد.
قال علي عليه السلام: (فر من المجذوم فرارك من الاسد)!
ما اشبه هذا بذاك؟!
الجهات الدينية المعتمدة في كشف أحكام الله تخاف وترتعب من بطل (جكليتة الحسين)، ليس لانها حقا (جكليتة) الحسين، بل لان بطلها يعرف كيف يجيش الرعاع ضدهم، وهنا الطامة الكبرى... كذلك هي البصقة!
الاسلام السياسي منافق، يسخر من البصقة وصاحبها، كذلك الجكليتة ومالكها، ولكن مصالحه السياسية تقتضي أن يبارك ويؤيد، بل، ربما يستخدمها في محاربة من يحارها علنا، فيما لو كان يخالفه ويشاكسه، الإسلام السياسي منافق، وربما سيوصل الى صياغة معادلة يتداولها الناس، رسمها: (أكذب من متدين)، فيما أُريد وصف كاذب أشر!
المثقف الشيعي مضبوع، يخاف، فهو لا يملك الجرأة ان يقول كلمته الصريحة، فهو لا يريد أن تتوجه له الانظار مركِّزة محملقة وهو يجلس منزويا منبوذا في احد زوايا المسجد أو الحسينية...
أنتصر أعمدة الشر الشيعي وانهزم تلاميذ نهج البلاغة...
جماهير تحركها (تفلة)...
أمة بمئات الآلاف تحركها (جكليتة)...
هل تصنع؟
تزرع؟
تبتكر؟
تحترم علماء الطبيعة والرياضيات والفلك؟
ربما...
ولكن على الهامش...
الجوهر: (تفلة) السيد...
الاساس: (جكليتة الشيخ)...
ورعصات المفلول.... تتوسط بين الجوهر والاساس...
ورعشات راقصة على جثثنا...
أغنيات كربلائيه... الدخول ليس مجانا، لان الحسين (يزعل)...
نهج البلاغة عبارة عن فراغ....