(البينة على من إدعى و اليمين على أنکر)، هکذا علمنا الرسول الاکرمquot;صquot;، و علم العلماء و القضاة کيفية التعامل مع من يرمى بتهمة و کيف عليه أن يجابه تلك التهمة، والشرط المهم الذي جعله صلى الله عليه و سلم، منطلقا اساسيا لرمي زيد من الناس بأية تهمة، هو مواجهته بالبينة أي الدليل الذي يثبت إرتکابه لتلك التهمة، وليس مجرد إتهامه جزافا او تعسفيا لغاية تتعلق بميل او هوى او غرض مبيت ضده لاعلاقة له من قريب أو بعيد بتلك التهمة.
يقول الله سبحانه و تعالى في محکم کتابه الکريم: (يا أيها الذين آمنوا، إذا جائکم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على مافعلتم نادمين)quot;الحجرات6quot; وقال أيضا عزوجل:(يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا کثيرا من الظن، ان بعض الظن اثم)quot;الحجرات 12quot;، هاتان الآيتان الکريمتان، مداف في طياتهما المبارکة الکثير من العبر و الدروس البليغة للمسلمين بصورة عامة و لمن يملك في يده مقاليد الامور او يرعى شأنا ما من شؤون المسلمين، بصورة خاصة، ففي الآية الاولى يحذر الله سبحانه و تعالى المؤمنين من الانقياد و الانسياق خلف مزاعم يلقيهاquot;فاسقquot;، ضد فرد او جماعة لغاية شيطانية هدفها محض باطل و لايمت للحق بصلة، أما في الآية الثانية، فإن الباري عزوجل، يأمرنا و خصوصا من يملك من أمر إدارة المسلمين شيئا، تجنب الحکم بنائا على الظن، لأن بعضه اثم، لکن الذي حدث مزيجا من هذا و ذاك بل و يکاد أن يکون أشبه بما يمکن أن أصفه(الاغرب من الخيال).
فقد تم إستدعائي الى وزارة الدفاع اللبنانية للإستفسار مني عن بعض الامور، وذهبت معهم لکن، ماأن وصلت هناك حتى بدأت الامور تتخذ سياقا آخرا مختلفا تمام الاختلاف عن مسألة الاستدعاء، ذلك أنه لم يتم إبلاغي في بداية الامر بأنه هناك أمر بإلقاء القبض علي بتهمة محددة، وبعد کل الذي جرى لي طوال أکثر من33 يوما، تيقنت من أن جوهر القضية الکامنة خلف إعتقالي مرتبطة بمواقفي من نظام ولاية الفقيه و علاقتي المبدأية بمنظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، وإذا بي أتفاجأ لأجد انني متهم بالتخابر و التعامل مع إسرائيل، وهو أمر يعلم القاصي قبل الداني بکذبه و زيفه و بطلانه من کل الوجوه، فقد سعى اولئك الذين باتوا يتوجسون ريبة من قيامي بالتصدي للنفوذ الايراني ليس في لبنان وانما في عموم المنطقة، لإخراجي من الساحة السياسية ولو الى حين خصوصا وان العالم کله يشهد تراجعا ملفتا للنظر لنفوذ الملالي ليس في المنطقة لوحدها وانما حتى في إيران ذاتها حيث أن الارض قد بدأت تتزلزل من تحت أقدامهم و باتت الکثير من الاوساط السياسية و المحللين و المراقبين السياسيين يعدون الاشهر(وليس السنين)، لمغادرتهم دست الحکم، وهم يريدون وفي غمرة الاوضاع السيئة التي يمرون بها استغلال کل شئ في سبيل مصلحتهم، ولم يکن السيناريو الخاص الذي تم التخطيط و الاعداد له في طهران، سوى سعي بهذا الاتجاه.
*رئيس المجلس الاسلامي العربي.
التعليقات