حذرنا الکثيرون من مغبة خطابنا الفکري السياسي ولاسيما بعد أن أصر الکثير من أخوتنا من الشيعة العرب في مختلف الاقطار العربية و في کافة أنحاء العالم، على إعتبارنا(مرجعا اسلاميا لهم)، وهو أمر لم يکن بوسعنا سوى التشرف بقبوله خصوصا واننا ومنذ اليوم الاول لإنطلاق المجلس الاسلامي العربي قطعنا العهد على أنفسنا أمام الله سبحانه و تعالى و امام امتنا العربية بأن نمضي قدما في سبيل إعلاء کلمة الحق و الوقوف بکل قوانا ضد کل المحاولات و المشاريع المشبوهة التي تسعى لإستغلال الدين و المسائل الطائفية لأغراض سياسية تعبوية خدمة لأجندة دول محددة، وامام هکذا وضع، کان بديهي أن نضطلع بشرف المسؤولية کمرجعية اسلامية للشيعة العرب في سبيل توضيح الحقائق و إنارة العقول بشأن مختلف الامور التي بات البعض منها يثير استفهامات و تساؤلات عدة من مختلف الجوانب، ولما کان الجانب الديني ببعده الطائفي، يشکل موطنا و اساسا محتملا و قويا لإثارة الدسائس و المشاکل و الفتن، سيما فيما لو تم إستغلاله و توظيفه بتأثير من عوامل خارجية، فقد وجدنا من الضروري جدا الوقوف بحزم و قوة ضد هکذا مساعي خبيثة و مشبوهة، وقد کان لنا شرف هداية و إرشاد الکثير من الاخوان و الاخوات الذين إلتبس عليهم الامر فتوجهوا إلينا ليسألوننا بهذا الشأن، وقطعا لم يکن توجهنا و عملنا بهذا الاتجاه، هينا و لم يمر مرور الکرام على المتربصين شرا بنا، فقد أظهرت الايام ان کل نشاطاتنا و تحرکاتنا قد کانت تخضع لمتابعة بالغة الدقة و کانت تمحص أيما تمحيص، وکنا نعلم بکل هذا، لأننا و ببساطة إخترنا دربا صعبا و بالغ الوعورة و کنا مؤمنين بأن ضريبة المرور بهذا الدرب باهضة جدا و يجب علينا تحمل تبعاتها مهما کانت النتائج.
لقد نصحنا الکثيرون بأن نتحاشىquot;مواجهة خاسرةquot; و نحافظ على أنفسنا منquot;خطر کبيرquot; يحدق بحياتنا، وعلى الرغم من إيماننا بطيبة و حسن نية العديدين من الاخوة الناصحين، لکن کان هنالك أيضا نفر ممن قاموا بإيصال رسائل خاصة لنا و واضح ان عدم الاستجابة لمثل هذه الرسائل تکمن ورائها تبعات، غير اننا مضينا قدما و لم نأبه بذلك و کنا واثقين من رحمة ربنا اولا و من إيماننا بأنفسنا و عدالة قضيتنا ثانيا و بالدعم و الاسناد الکبير الذي نحظى به من جانب أبناء أمتنا العربية ثالثا، ولأجل ذلك، واجهنا مختلف الصعاب و العقبات الکأداء و بقينا سائرين على(درب ذات الشوکة)، ولما وجدوا رباطة جأشنا و شدة مراسنا، طفح الکيل بهم و لم يعد بإمکانهم تحمل المزيد من الانتظار فکان کيدهم الخاسر و الضال برمينا جزافا بتهمة باطلة ماأنزل الله بها من سلطان و قد کانوا فرحين و فخورين بمؤامرتهم الخبيثة هذه و رد البينة و الحقيقة بالکيد و الحيلة و الخديعة و المکر، تصوروا بأنهم قد حققوا هدفهم المنشود و محوا اسمنا و إعتبارنا من الساحة و طبعا أرادوا من خلالنا توجيه رسائل الى الآخرين ممن قد يفکر مستقبلا بمواجهةquot;المشروع الايرانيquot;، لکن، والحمدلله أن(کيدهم في ضلال) و ان مابني على الباطل باطل و لامستقبل له مهما کانت الظروف، واننا من داخل السجن الذي وضعونا فيه ظلما و عدوانا، نؤکد لأمتنا العربية بصورة عامة و لأخوتنا الشيعة العرب بصورة عامة، اننا ماضون بعون الله عزوجل في دربنا و سنبقي ملتزمين بموقعنا المرجعي ولن نتخلى عن نهجنا الاسلامي العروبي أبدا حتى نحقق أهدافنا کاملة بعون الله تعالى، ويمکرون و يمکر الله و الله خير الماکرين.
*رئيس المجلس الاسلامي العربي في لبنان.
- آخر تحديث :
التعليقات