بعد طول غياب عن الإعلام و بسبب التفرغ لمهمة الذبح و السلخ و الإشراف على الخطط الإستخبارية لمحاولة وأد الثورة السورية و إطفاء نيرانها المشتعلة و التي ستحرق في النهاية معابد دهاقنة الغدر و الخيانة وغلمان الصفوية الشعوبية، أطل علينا وليته لم يطل وحش الشاششة السورية وفتاها الأول بخطاب سقيم عقيم حاكى فيه سلسلة خطاباته الثلاث السقيمة السابقة والتي كان فيها يضحك ملآ شدقيه على تقطيع أطراف و أنامل أطراف أطفال سوريا و قطع رؤوس وحناجر رجالها و مبدعيها وحرائرها، و كعادته حرص وحش الشاشة على الظهور أمام الملأ البائس من عصابته بمظهر الواثق من نفسه، الحريص على شعبه المطمئن لمستقبل نظامه و المبحر الرومانسي في عوالم الشعارات القومية و الوطنية التي إنتهى زمن صلاحيتها و ماعادت صالحة للإستهلاك البشري،فقد بات اليوم يتندر و يتفكه و يسخر من دول عربية أمدت نظامه لعقود طويلة بشرايين الحياة و بالمساعدات التي جعلته يتعملق وهو بحتري و يتطاول وهو الذليل أمام الإسرائيليين و الباحث عن نيل رضاهم و تدخلهم لصالحة لدى الباب العالي في واشنطن!

لقد سخر وحش الشام من شعوب و دول الخليج العربي و بان معدنه الحقيقي المصطف في الرؤى و الرؤيا مع النظام الإيراني المتغطرس من الخارج و المنخور هو الآخر من الداخل.

الرئيس السوري بعد خطابه الأخير لم يترك أي مجال لأي مراقب لتحليل طبيعة مايجري في سوريا من مجازر بشرية يمارسها النظام علنا ودون وجل ثم يدعي التمسك بالخط العروبي و الحضاري و التشكيك بعروبة الآخرين من العرب و أعتبارهم مستعربين بينما هو يقود جبهة العرب العاربة بقيادة علي خامنئي و أحمدي نجاد!!

منطق الإستهتار لقائد وحوش الشام وضبعها الأوحد و الأشر قد تجاوز كل التوصيفات العقلانية ودخل في خانة إرهاب الدولة العلني و المريع وهو إشارة إنطلاق لفرق القتل الحكومية بممارسة مهامها و تصعيد نيران الإستئصال و القمع و محاولة إفشال الثورة التي ماعاد من الممكن أبدا أن تعود للخلف، لقد رسم ضبع النظام مصير نظامه بيده وحدد شكل النهاية المحتومة و التي لن تختلف أبدا عن نهاية كل الطغاة و المجرمين الذين تحولوا في غفلة من الزمان لحكام، قوى المعارضة السورية الحرة لايمكن لها أبدا أن تخضع لأبتزاز النظام و لأساليبه الأفعوانية لأنها ليست على إستعداد لخيانة الجماهير السورية أو التنكر لحتمية التاريخ المتدفقة دوما لمصلحة الشعوب الحرة، في كل خطاب يلقيه الضبع الأكبر تتحدد محاور النفسية الإرهابية و الإجرامية التي تميز فلسفة ذلك النظام الوجودية المريضة و المعبئة بكل أمراض الدنيا و كل عفونة الطغاة و القتلة، العروبة الحقة بريئة من سلوكيات ذلك النظام و العرب المستعربة الذين يسخر منهم ذلك العميل الصفوي و سليل عصابة ( الحشاشين ) هم أطهر وجودا و أنقى سريرة من نظام يمارس القتل من أجل البقاء، ولاحجة بعد اليوم للنظام السياسي الرسمي العربي في إستمرار التعامل و التعاطي معه، وسحب المراقبين بات تحصيل حاصل، فإستمرارهم بات يمثل حالة عصية على الفهم و تآمر علني و مفضوح ضد الشعب السوري، النظام قد قطع تذكرة اللاعودة نحو الجحيم و تهديداته الإرهابية لا تعبر إلا عن حالة من اليأس المطلق من إمكانية الخروج من المأزق، لقد حدد الشعب السوري خياراته النهائية وسيدفع النظام كل أثمان إستحقاقاته الإجرامية، وفاتورة الدفع ستكون ثقيلة وعسيرة للغاية ولن يهرب أي مجرم من تبعاتها، والخطابات السقيمة العقيمة لضباع مصابة بالسعار لن تمنع الإنهيار الفعلي القائم، ولكنها ستقرب من لحظات النهاية وستحدد أسلوب المواجهة التي يفضلها، كما أنها رسالة واضحة للعالم تؤكد على عدم جدوى أي تساهل مع نظام قد أدمن الجريمة التي تجري في شرايينه مجرى الدم، ضباع الشام ووحوشها يعيشون لحظان الحسم التاريخية التي سيرسم الشعب السوري الحر طريق النهاية لها، وهو طريق لو تعلمون عسير، والمجد كل المجد لشهداء الثورة السورية التي ستحرق دمائهم معابد الحقد و العنجهية و الإرهاب.

[email protected]