تسارع الاحداث في الاوضاع المتصلة بالثورة السورية بوجه نظام بشار الاسد و التطورات المهمة و الحساسة التي تتداعى تبعا لذلك، يدفع دول المنطقة و العالم لمنح مزيد من الاهتمام بالملف السوري لما قد يکون له من تأثير على باقي دول المنطقة.

نزول الجيش السوري الى الساحة و دخوله في المواجهة ضد الشعب السوري الثائر، کان من أهم العوامل التي قادت و تقود الاوضاع في سوريا للمزيد من التعقيد و التأزم، إذ أن دخول الجيش و الدبابات السورية الى المواجهة و کونها قد أصبحت طرفا في المعادلة، قضية أثارت النظام الايراني و أغاظته کثيرا و بحسب مصادر مطلعة في عدد من العواصم الاوربية، فإن مسؤولين من النظام الايراني قد زاروا سوريا و أعربوا للنظام السوري عن إمتعاضهم و عدم رضاهم عن نزول الجيش السوري الى الشارع و کونه قد صار ضمن دائرة المواجهة، وأکد هؤلاء للنظام السوري بأنquot;قرار نزول الجيش السوري الى الشارع کان قرارا خاطئا مثلما أن قرار سحبه سيکون خطئا أکبرا، إذ سيملأ الثوار مکانه حال الانسحاب ولو بقي فإنه سيثير من حفيظة الثائرين و يؤجج المشاعر أکثر فأكثر ضد النظام.quot;، وشرح هؤلاء المسؤولون الايرانيون کيف أن نظامهم قد تمکن عام 2009 و ابان الانتفاضة الايرانية العارمة بوجه نظام ولاية الفقيه السيطرة على الانتفاضة و الالتفاف عليها بوسائلهم و طرقهم الخاصة عبر إنزال قوات الحرس و التعبئة بملابس مدنية بين المنتفضين و قيامهم بنشاطات عملت على بذر عوامل الاختلاف و الانشقاق بين اوساط المنتفضين.

إنتفاضة عام 2009 للشعب الايراني ضد نظام الملالي، و التي هزت النظام الايراني و ارعبته کثيرا، تمکن من السيطرة عليها بشق النفس و بجهد بالغ، ويقينا أن تواجد مسؤولين إيرانيين في دمشق منذ إندلاع أحداث الثورة و تقديمهم المشورات و النصح المختلفة بشأن السيطرة على الاوضاع، تقودنا للتکهن بإحتمال تکرار سيناريو إنتفاضة عام 2009 في إيران بنسختها السوريةquot;المعدلةquot;، ولاسيما وان إندلاع المواجهات الطائفية في سوريا قد تکون مؤشرا مهما على بدء تفعيل السيناريو المذکور و تقديم النسخةquot;العربية السوريةquot;منه، رغم أن هناك اوساط مختلفة قد أکدت بأن للمشورات الخاصة التي يقدمها النظام الايراني لنظام بشار الاسد دور کبير في المنحدر الخطير الذي إنحدرت إليه الاوضاع في سوريا، بل وان ثمة مصادر تؤکد بأن النظام السوري يقوم شخصيا بتوجيه المجموعات المختلفة لإذکاء المواجهة الطائفية بين أکبر طائفتين سوريتين حتى تتفرغ الساحة له و ينجو بجلده من الحساب العسير الذي ينتظره.

النظام الايراني إتهم عام 2009، منظمة مجاهدي خلق بتدبير الانتفاضة و توجيهها، لکن و لکثرة أعداء النظام السوري، فإنه من الصعب عليهم تحديد طرف معين کي يلقوب بتبعات الامور عليه، وانما يريد النظام السوري و من خلفه النظام الايراني جعل الامر و کأنهquot;بلاغ ضد مجهولquot;، وذلك لکون اللعبة مفضوحة من أساسها ولاسيما بعد التهديدات الاخيرة لرأس النظام الايراني بشأن کون النظام السوري خطا احمرا بالنسبة إليهم، وليس من الغريب أن تأتي أحداث العنف الطائفي في سوريا عقب التهديدات الاخيرة للخامنئي، ولأجل ذلك فإنه من المهم بل و من الضروري جدا الانتباه لهذا السيناريو المشبوه و عدم السماح بتمريره و تفعيله في سوريا.

[email protected]