الإعتداء على سفارتي إسرائيل في الهند وجورجيا، وأتهام إيران وحزب الله بالوقوف وراء العمليتين الإرهابيتين، هو quot;إشارةquot; قوية بأن الضربة العسكرية (الإسرائيلية) الوشيكة ستشمل (إيران وحزب الله) معا. قبل أسبوع واحد نشرت quot;الواشنطن بوستquot; أن: quot;إسرائيل أنهت بالفعل استعداداتها لشن الهجوم علي إيران، بينما الاستعدادات جارية لمواجهة حزب الله أيضاquot;.. لم ينف وزير الدفاع الأمريكي quot;ليون بانيتاquot;، ولا الدبلوماسي الأمريكي المخضرم quot;دينيس روسquot; وثيق الصلة بالحكومة الإسرائيلية، حين سألتهما صحيفة (الديلي تليغراف) البريطانية عن حقيقة ما جاء في quot;الواشنطن بوستquot;.
laquo;بانيتاraquo; لم يحدد موعدا لهذه الضربة المرتقبة لإيران وأكتفي بالقول laquo;خلال أشهرraquo;، أما laquo;روسraquo; فقد قال laquo;إن اسرائيل قد تشن هذا الهجوم خلال مدة أقصاها تسعة أشهر بهدف تأخير حصول إيران على السلاح النوويraquo;. لكن يبدو أن الاعتداء علي سفارتي إسرائيل هو (ضوء أخضر) بشن الهجوم الوشيك في غضون أسابيع قليلة وليس أشهر، وهو توقيت أختير بعناية لأنه يتزامن مع مرور 4 أيام على الذكرى السنوية لإغتيال quot;عماد مغنيةquot;، القيادي في حزب الله في دمشق، حيث يعتبر حزب الله ان اسرائيل وراء تفجير سيارته في فبراير 2008، كما تتهم إيران الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية إضافة إلي جارتها أذربيجان بإغتيال 5 علماء نووين إيرانيين.
في تصوري الشخصي أن العمليتين الإرهابيتين ضد إسرائيل تحملان بصمات (تنظيم القاعدة) وليس إيران أو حزب الله ndash; ولا ينفي ذلك كونهما يشكلان تهديدا كبيرا للأمن والسلم في العالم، فقد سبق وأن قاما بتفجير السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين ndash; لكن توقيت العمليتين ليس من مصلحة إيران أو حزب الله وإنما يصب أساسا في صالح (الضربة العسكرية) ضدهما، أو بالأحري في صالح الأهداف العاجلة لأمريكا وإسرائيل، وهو ما يشير إلي ضلوع (تنظيم القاعدة) وأجهزة استخبارات دول أخري في المنطقة (تستعجل) هذه العكلية العسكرية التي يمكن أن تتسع لتطال (سوريا) لا محالة، بعد أن أدى استخدام روسيا والصين حق النقض أو laquo; الفيتو laquo; ضد مشروع قرار يدين القمع الدامى فى سوريا، رغم تصويت الدول الأعضاء بأكثرية 13 دولة من أصل 15، إلى laquo; شلل المجتمع الدولي quot;.
quot;تنظيم القاعدةquot; خلع القناع مؤخرا وأعلن دعمه الكامل للولايات المتحدة، ومثل quot;قتلquot; زعيم التنظيم quot;أسامة بن لادنquot; ذروة هذا التحول في إيديولوجية القاعدة وعقيدتها القتالية (محاربة الاستيطان الإسرائيلي والإمبريالية الأمريكية)، التي تغيرت علي وقع الثورات العربية عام 2011 حيث وجدت عناصرها في اليمن وإلي جوار قوات quot; الناتو quot; في ليبيا، كما رفعت أعلام تنظيم القاعدة فوق العلم الليبي علي مبني هيئة القضاء في بنغازي، وهو ما يعني أن سياسة الدكتور quot; أيمن الظواهرى quot; زعيم التنظيم الجديد تختلف جذريا عن سياسة الشيخ quot;أسامة بن لادنquot;، ويفتح قوس كبير حول القصة الحقيقية (لأغتياله).. خلفياتها وأهدافها وأبعادها.
في أحدث شريط فيديو للجنرال الظواهري وعنوانه quot;إلي الأمام يا أسود الشامquot; (11 فبراير)، دعا المسلمين في تركيا والعراق ولبنان والأردن إلي النهوض لمساعدة السوريين الذين يواجهون قوات الأسد، وكشف موقع quot;شبكة أنصار الشامquot; و quot; شبكة المراسلون الإعلاميةquot;، عن سقوط الأردني quot; أبو البراء السلطيquot; في مواجهة مع أجهزة الأمن السورية في منطقة quot; تل أبيضquot; في حلب والقريبة من الحدود التركية، وquot;أبو أسامة المهاجرquot; و quot;أبو سارة الإماراتيquot; من الإمارات العربية أثناء نقلهما السلاح من داخل العراق في منطقة quot;البوكمالquot; في محافظة دير الزور، وquot;أبو حامد الجبوريquot; العراقي، إضافة إلي خمسة من أخطر الإرهابيين الذين سقطوا في منطقة الزبداني بريف دمشق، بينهم الكويتي فؤاد خالد (أبو حذيفة).
الآلاف من مقاتلي quot;القاعدةquot; ومن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني، وعناصر إجرامية مرتزقة تنتمي إلي تنظيمات أخري من دول الجوار، تخوض جميعا حربا شرسة علي الأراضي السورية معظم ضحاياها من الشعب السوري الأعزل، ومن قبل (العراق) مرورا باليمن وليبيا والبحرين (والبقية تأتي)، حيث تشهد حركة عولمة المرتزقة المأجورين الرامية إلى قمع القوي المعارضة - سواء كانت تيارات أو دولا - تناميا رهيبا في الشرق الأوسط، ونقل مؤخراً quot; إيريك برنسquot;، رئيس مؤسسة quot;أكاديميquot; الأسوأ سمعة على الإطلاق (والتي كانت معروفة سابقاً بخدمات quot;زيquot;، وقبل ذلك عرفت باسم بلاكواتر)، نقل نشاطه إلى الإمارات العربية المتحدة، كما تم تجنيد أعداد كبيرة من المرتزقة من باكستان لإرسالهم إلى البحرين، ومن ثم أصبح من السهل أن تستأجر من تريد وقتما تريد.. لفعل ما تريد أن (تلصقه) بغيرك!
[email protected]