يلعب اللوبي التابع للنظام الايراني في هذه الايام دورا ملفتا للنظر و على أکثر من صعيد، فهو من جانب يخوض حربا مواجهة سياسية ضروس من أجل عدم السماح بإعادة النظر في قرار وزارة الخارجية الامريکية بوضع منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في قائمة المنظمات الارهابية، ومن جانب آخر، يحاول و بکل جهوده و إمکانياته خلق ظلال من الشکوك على الquot;CIAquot;، عند تقييمها للنووي الايراني، حيث أنها تريد تدفع تلك الجهة الاستخبارية الى الاعتقاد بأنها سترتکب نفس الخطأ الذي أقدمت عليه عندما قدمت معلومات خاطئة و غير صحيحة عن اسلحة الدمار الشامل العراقية مما أدى بالنتيجة الى اندلاع الحرب ضد العراق، وهذا الاعتقاد طفق يلعب دورا لايمکن الاستهانة به لدى محللين و رجال بارزين في الوکالة الاستخبارية الامريکية المذکورة آنفا، و من الممکن جدا أن تتوسع دائرة الافراد المشککين بنوايا النظام الايراني لإمتلاك الاسلحة النووية، بسياق بحيث قد تدفع الى خلق ثمة موقف جديد بخصوص تقييم المسألة النووية للنظام الايراني.
وجه معروف في المعارضة العراقية أيام النظام العراقي السابق، و الذي ربطه و تربطه علاقة مزدوجة قوية بالنظام الايراني و الامريکيين، کان أهم مصدر مميز من نوعه يقدم المعلومات المرتبطة بمسألة اسلحة الدمار الشامل العراقية، وکانت معلوماته توضع اول الامر أمام أنظار النظام الايراني و من هناك يتم إعادة الصياغة و کتابة التقارير و ذکر المعلومات المطلوبة فيها، وهذا الامر ظل هذا الوجه مواظبا و مستمرا عليه دونما کلل حتى خلق حالة من الاعتقاد و القناعة التامة لدى رهط من رجال السياسة المتنفذين في الولايات المتحدة الامريکية، وقطعا فإنه کانت هناك غايات و اهداف خاصة للملالي من وراء لعبتهم القذرة هذه و التي نجحوا من خلالها إيقاع الامريکان في فخهم و دفعهم لإرتکاب واحدة من أهم الحروب التي خدمت النظام الايراني بشکل غير مسبوق.
ومن الجدير بالذکر هنا أن نشير الى ذلك العسکري العراقي الذي قدم الى أحدى البلدان الغربية قبيل سقوط النظام العراقي بفترة قصيرة حيث قدم معلومات و صور مزعومة بخصوص الاسلحة الجرثومية العراقية، لکنه و عندما شرعوا في التقصي عن تلك المعلومات و الصور و التي ثبت کذبها و زيفها جميعا، فإنه لم يدر بخلد أي مسؤول أمريکي او أوربي أنه من المرجح جدا أن يکون من أرسل ذلك العسکري العراقي هو النظام الايراني بعينه لأسباب مهمة تتعلق بأهداف و أجندة مستقبلية بعيدة المدى لذلك النظام، وللذين لايعلمون خفايا عن الاسرار التي قادت للهجوم لامريکي على العراق يجب أن نقول هنا بأن المعلومات الوهمية و المختلقة لهذا العسکري قد کانت تماما مثل حادثة إغتيال الارشيدوق فرديناند جونس ولي عهد النمسا و التي کانت کما يعرف الجميع السبب المباشر لإندلاع الحرب العالمية الاولى، هذه القصة الوهمية الکبيرة التي ليس بمستبعد أبدا أن يکون النظام الايراني من ساعد بذکاء في صنعها و إختلاقها عن وجود اسلحة دمار شامل عراقية، يريد النظام نفسه اليوم استغلاله و بذکاء أيضا في خداع الامريکان بوجه خاص و المجتمع الدولي بوجه عام من حيث أن السيناريو العراقي قد ينسحب بکامله على المشهد الايراني، لکن الفارق الکبير الذي يوجد بين الحالتين هو أن الحالة العراقية کانت مبنية أساسا على الوهم و الاکاذيب و التي قام بتهويلها و تضخيمها أکثر من اللازم هو النظام الايراني او مصادر مرتبطة به، أما الحالة الايرانية فهو الحقيقة بعينها و ان هناك فعلا خطر نووي قادم لملالي قم و طهران، خطر يهدد المنطقة قبل أي مکان آخر من العالم، ولاندري في حالة إرتکاب هکذا حماقة فريدة من نوعها من جانب الquot;CIAquot;، بخصوص عدم وجود برنامج لتطوير الاسلحة النووية لدى النظام الايراني، ماذا سيکون جوابهم عندما سيصطدمون بنتائج عکسية تختلف تماما عن ماکان الامرعليه مع العراق؟!
- آخر تحديث :
التعليقات