صور الغدر الإقليمية و الدولية بحق ثوار الثورة السورية و الشعب السوري الحر الثائر العظيم لا تقطع تياط القلب فقط ، بل تزرع الأسى و اللوعة على الضمير العالمي الذي تحول لخرقة بالية يدوس عليها طغام النظام السوري من المجرمين و القتلة و الذين يراوغون مراوغة الثعلبويتلاعبون بكل المشاريع الأممية للسلام و يمارسون القتل الشامل على الهوية و يدمرون المدن السورية الحرة المنتفضة بل و يديرون سيناريوهات الخراب بكل راحة و إسترخاء ستراتيجي كنا لسذاجتنا نعتقد بأنه أسلوب قد إنتهى و تلاشى مع مايسمى بالنظام العالمي الجديد و عصر حقوق الإنسان و إذا بالشعب السوري الحر يثبت بدمائه العبيطة عن كذب و تهاوي كل الدعايات الدولية الملفقة ، نظام بشار أسد لا زال يمارس القتل على سجيته الموروثة كنظام أبيه الهالك الحقود ، و حلفاء بشار الإقليميين و الدوليين من المجرمين و القتلة قد طال لسانهم كثيرا حتى أن المدعو حسن نصر الله المرتعب حتى الثمالة من سقوط نظام وحوش الشام قد تجرأ و أعلن سقوط الخيار العسكري لإسقاط نظام بشار معلنا بأن الحل السياسي هو الخيار الوحيد الممكن ؟ وهو تصور أخرق لم ينطق به حسن نصر الله إلا بعد أن نطق سيده و قائده و معلمه نظام طهران و الذي أعلن بدوره و على لسان علي خامنئي بأنه لن يسمح بسقوط النظام السوري و سيدافع عن الأسد!! وهي تصريحات منتهية الصلاحية وفاقدة لمصداقيتها ، لكون أبطال الشعب السوري الحر لم يقولوا كلمتهم النهائية بعد ؟ ولكون المعركة الدائرة في سوريا اليوم تشهد محطات و فواصل متنقلة وهي أشبه بمعارك الكر و الفر ، خصوصا و إن النظام يمتلك آلة عسكرية أعدت تاريخيا لحرق الشعب السوري و ليس لتحرير الأرض المحتلة أو الدفاع عن الكرامة الوطنية ، ثم أن معركة إدارة الصراع الإقليمي في الشرق الأوسط قد حولت النظام ليكون المدافع الشرس عن مصالح مافيا الروسية و الإيرانية و الدولية في المنطقة ، طبعا لن نعتب أبدا على نتائج قمة بغداد و لا بيانها الختامي المائع لكونها مجرد قمة مسلوقة وسريعة و يمكن تسميتها بقمة ( عباس المستعجل )!! فالرفاق في بغداد لن يتقدموا بخطوة واحدة لدعم عملية إسقاط النظام السوري لأسباب فصلناها سابقا في مناسبات كثيرة وسنعود لتبيانها و تحليلها لاحقا ، ثم أن نظرية الزعيم المصري الراحل سعد باشا زغلول في الدور العربي و التي أطلقها منذ عشرينيات القرن الماضي لم تزل سائدة وهي أن العرب هم في النهاية ( صفر زائد صفر.. و غطيني يا ست صفية )!! ، وجمعة العرب و المسلمون قد خذلونا التي إشتعلت في المدن السورية الثائرة كانت ترجمة حرفية لذلك الواقع ؟ العتب كل العتب يقع على الإرادة الدولية الخاملة و المرتبطة بأجندات سرية لا تهمها دماء الشعوب و لا تضحياتها و التي تتحرك طبقا لمصالحها السرية أو المعلنة فقط لاغير ، فالحسم الكامل كان من نصيب بعض الأنظمة المارقة كنظام صدام حسين الذي كان في العراق أو نظام العقيد الجماهيري الهالك في ليبيا! رغم أن حساب الوقائع يؤكد بإن إجرامية نظام آل الأسد لايقل أبدا عن سابقيه المذكورين بل يتجاوزهم في بعض المواقع !! إلا أن للغرب تنظيراته الخاصة ووسائلة غير الخاضعة للمساءلة، لقد تحول الشعب السوري الثائر الحر العظيم ليكون ضحية لمؤامرة دولية بشعة هي مؤامرة المصالح و النفوذ التي أمدت بعمر الطاغية و أبعدت عن رقبته الحل الأمثل وهو الإستئصال التام من الجذور كاي ورم خبيث ، وبات على الشعب السوري وقد قطع شوط السنة الأولى من ثورته التاريخية العظيمة الإستمرار بالإعتماد على رب العزة و الجلال فهو وحده محطم الجبارين و كاسر ظهور الطغاة تدعمه في ذلك الحتمية التاريخية التي لا تسمح أبدا بإستمرار الطغيان ، كما أن الشعب السوري بعد أن إنطلق بكل ذلك الزخم النضالي الهائل لايمكن أعادة ثورته إلى الخلف ، فسوريا تخطو نحو عالم جديد و مختلف بالمرة ، و إطالة أمد الصراع لا يستنزف الأحرار بل سيهلك الطغاة و من يدعمهم من القتلة و المجرمين و العتاة ، وسيتم الله نوره و لو كره المجرمون ولو تحالف كل أشرار الدنيا و دجاليها فلن ينالوا أبدا من قناة ثوار سوريا الحرة الذين أثبتوا بأن للكرامة و البطولة عنوان خالد إسمه الشعب السوري الحر ، سينتصر الأحرار و يولي المجرمين الدبر ، فعذرا دمشق تقاسمنا مراهقة و اليوم نقتسم الآلام و الرهقا ، وعذرا ياأحرار سوريا الحرة فأنتم أكبر من كل الأجندات و المؤامرات وسيتهاوى حلف القتلة و الطغاة.. وما النصر إلا من عند الله.

[email protected]