أود أن أتقدم لقراء ايلاف بالاعتذار عن المقال التالي الذي كتبته قبل 7 سنوات ونشر في ايلاف الخميس 24 فبراير شباط 2005 وهذا هو الجزء الأكبر من المقال الأصلي:

بشار الاسد ليس غبيا مثل صدام حسين
نهاد إسماعيل

GMT 17:15:00 2005 الخميس 24 فبراير
هل ستكرر سوريا اخطاء صدام وترفض صيغة عربية لاستدراك الموقف
عندما احتل صدام حسين الكويت توسل له العالم العربي والغربي أن ينسحب وينصاع لقرارات الامم المتحدة ولكنه رفض وتعنّت.
حاول الملك حسين رحمه الله التدخل معه لاقناعه بالانسحاب وايجاد صيغة عربية لحل الأزمة لكنه رفض بشدة.
توسل له كورت والدهايم السكرتير العام للامم المتحدة ولكن دون جدوى.
قابل جيمس بيكر المبعوث الاميركي طارق عزيز وحذره من مغبة البقاء في الكويت ولكن دون جدوى.
ذهب سكرتير الجامعة العربية آنذاك عصمت عبد المجيد لصدام حسين وطلب منه الخروج من الكويت. وكذلك ايدوارد هيث رئيس وزراء بريطاني سابق وتوني بن وزير عمالي بريطاني سابق وتوسل له بيريز دي كويلا سكرتير سابق للامم المتحدة وعدد كبير من قادة العالم ولكنه رفض وأبى وعنّد عناد الثور ولم يتزحزح.
وتوسلت له اوروبا وآسيا بأن ينسحب من الكويت ولكنه أبى. تدخلّت الدول الاسلامية معه للانسحاب ومنع الغزو الاميركي ولكنه ازداد صلابة.
لم يجرؤ أي من وزراءه او مساعديه من تحذيره أو ارشاده خوفا على أنفسهم من بطشه.
ووعد شعبه ووعد الساذجين في العالم العربي خاصة في الاردن وفلسطين أنه سيخوض ام كل المعارك واأنه سيحرر فلسطين. راهن خطأ واثبتت كل توقعاته انها خاطئة.
راهن أن يثور الشارع العربي ويدمر المصالح الاميركية في المنطقة وكان رهانه خاسرا.
راهن على الصين وروسيا وفرنسا ان تدعمه سياسيا ولكنه خاب أمله.
واخطأ عندما ظن أن أميركا غير جادة في غزو العراق.
وتحولّت ام كل المعارك الى أم كل الهزائم.
نجح صدام حسين في خلق كارثة سياسية وانسانية في العراق.
استطاع أن يقسم العالم العربي الى معسكرين أحدهما مؤيد له والآخر ضده.
لعب دورا حاسما في نزوح 200 ألف فلسطيني واردني من الكويت.
نجح في اعطاء اميركا قواعد عسكرية في الخليج.
وبعد الهزيمة المنكرة، تشبث بالحكم وكرر الخطأ مرة أخرى عام 2003 عندما أعطي الخيار بمغادرة العراق هو وعائلته وأمواله. آنذاك توصلت الاردن الى اتفاق مع الولايات المتحدة ان يتم السماح لصدام وعائلته والمقربين منه بالخروج آمنين وذهب مروان المعشر وزير الخارجية الاردني بعد محادثات مطولة مع كولن باول لاقناع صدام بالخروج ولكنه احتقرالاقتراح. وبنفس الاسلوب الوقح احتقر توسطات الشيخ زايد رحمه الله.
ولاقى ابناء صدام حتفهم ولكن بطل العروبة قرر الاختباء في حفرة بائسة حيث قبض عليه.
هذا جعلني أشك في مقدرة صدام حسين العقلية. هل الرجل معتوه أو غبي أو حمار. أثبت للعالم أنه يتمتع بالخصال الثلاثة مجتمعة.

لا اعتقد ان بشار الاسد سيكرر اخطاء صدام حسين بتجاهل المطالب اللبنانية والدولية بالبقاء في لبنان. الكرة في الملعب السوري الآن. ولا يستطيع أن يتجاهل الموضوع. ولا تستطيع سوريا أن تتبنى استراتيجية النعامة كما فعل نظام صدام.
ويتعين على سوريا أن تتعامل مع هذا الملف بجدية تامة وأن تجد صيغة عربية للاتفاق مع لبنان على جدول زمني للخروج والتوصل الى تفاهم عربي عربي وسوري لبناني لقطع الطريق على المتربصين الذين سيستفيدوا من الفوضى والزعزعة التي ستنتج عن أي تدهور في العلاقات السورية اللبنانية.

التدخل العسكري الاميركي او فرض عقوبات اقتصادية بقرار مجلس الامن سيأتي بالكوارث لسوريا ولبنان والعرب جميعا. والذي سيتفيد في النهاية هي اسرائيل.
التعامل الجاد بموضوع الانسحاب من لبنان يجب ان يرافقه اصلاحات داخلية تهدف الى تقليص دور ونفوذ الحرس القديم واجهزة المخابرات. اطلاق سراح المعتقلين السياسيين من صحفيين ومفكرين واصلاحيين ونشطاء حقوق الانسان. المصالحة الوطنية الداخلية ستدعم الحكومة السورية في مواجهة التحديات.


التنويه: بتاريخ 9 ابريل 2012أثبتت الوقائع على الأرض ان بشار الأسد اكثر غباء من صدام حسين واثبت انه اكثر دموية واجرام وسوف يواجه مصيرا مشؤوما اذا لم يتدارك الأمر ويهرب من سوريا الى روسيا او اي دولة لديها استعداد لاستقباله.

نهاد اسماعيل
اعلامي عربي لندن