&

نصف قرن وأنا في الجبهة المعارضة للبارزاني اعتبارا من المؤتمر المصغر للحزب الديموقراطي الكوردستاني المنعقد في ناحية ماوت من اعمال السليمانية بتاريخ 24/4/1964.
في هذا المؤتمر قرر المنظمون له طرد السيد مصطفى البارزاني رئيس الحزب منذ تأسيسه وكنت في صف المصوتين لصالح القرار دون أي معرفة لي بالسيد البارزاني او تقدير لدوره في حين كان والدي المرحوم مع احد عشر عضوا ضد القرار.
&
كان البارزاني يقاوم في ظروف صعبة للغاية وعندما فاوض حكومة السيد عبد الرحمن البزاز عام 1966 اتهمنا الرجل بأنه باع القضية الكوردية بالبرتقال وحتى اليوم لم اعرف هل باعها بسلة برتقال ام بعدد من السلال.
&
عام 1970 استطاع البارزاني بالاتفاق مع حكومة البعث تحقيق اكبر انجاز حققته الحركة الوطنية الكوردستانية طيلة عمرها بحصوله على إقرار من الدولة العراقية بالحكم الذاتي لكوردستان العراق ولم تتفق الدولة معنا نحن الجناح الاخر في الحركة ولم تساعدنا كل المقولات والنظريات التقدمية ولا الاشتراكية العلمية ولا المواقف المتطرفة ضد التحريفية ولا الماوية وكراس مقتطفات من اقوال ماوتسي تونغ الذي كان قد اصبح زادنا اليومي.
&
البارزاني على عكس توقعاتنا وتوقعات الاخرين عمد الى المصالحة الوطنية و وحد الحزب وأغلق الأبواب امام أي احتمال لحرب داخلية او للانتقام والثأر.
&
ما سبق وكثير غيره جزء من التأريخ ولا يزال الكثير من الذين عاشوا الاحداث احياء يرزقون وهم يرون اليوم كل أعداء الشعب الكوردي سواء من القوى الإقليمية او على المستوى الداخلي من القومجيين المزيفين واعداء حقوق الانسان و الناكرين وجود الاخر وكل المتاجرين بالدين الذين يستهدفون كل الشعوب والقوميات تحت يافطة الدين الإسلامي البريء منهم والذي اثبت في محكم كتابه الكريم قبل أربعة عشر قرنا بان سبحانه وتعالى الذي كرم بني ادم خلقهم من ذكر وأنثى شعوبا وقبائل ليتعارفوا لا ليتقاتلوا كل هؤلاء هم ضد السيد مسعود البارزاني الرئيس الحالي لإقليم كوردستان ويبحثون في كل صغيرة وكبيرة علهم يجدون ما يستطيعون به النيل منه وهو ليس بالأمر الغريب وغير المتوقع ولكن كل الغرابة هو ان تنجر بعض الفصائل الكوردية الى هذه المواقف وفي هذه الظروف بالذات حيث يتعرض إقليم كوردستان الى اشرس هجمة إرهابية على طول الف كيلومتر و ترزح حكومة الإقليم تحت وطأة توفير المستلزمات الضرورية لحياة مليوني لاجئ ناهيك عن الازمة الاقتصادية الخانقة وأثرها على المواطنين وفي الوقت الذي يحتاج فيه المجتمع الى اكبر قدر من التضامن والوحدة الوطنية و الحصانة ضد الاخطار المحتملة.
&
شخصنه الصراع السياسي في إقليم كوردستان وتوجيه كل الإمكانات لمعاداة رئيس الإقليم ليست بسبب عدم قيامه بواجباته او بسبب أخطائه في اداء هذه الواجبات او تقصير منه او بسبب أخطاء افراد من اسرته اومن عشيرته او من حزبه ففيهم الطالح وفيهم الصالح و هناك لدى الجميع وفي كل الكتل السياسية من هو منغمس في الفساد حتى اذنيه كما هناك من يحارب الفساد بأسنانه وأظافره ولكن السبب الرئيس هو في دعوة البارزاني المستمرة لاستقلال كوردستان هذا الاستقلال الذي ربطه بموافقة الاخوة العرب في العراق وهي دعوة مشروعة وإنسانية وعادلة كل العدالة وقد ان الأوان لرفع الغبن التاريخي الكبير الذي لحق شعب كوردستان منذ بداية القرن الماضي وحتى الان والدعوة لرفع هذا الغبن بالنسبة لكل الأطراف التي تنهب كوردستان وتستعمرها خط احمر لا يسمح بتجاوزه مهما كلف الامر.
&
القوى الإقليمية التي اجتمعت في قصر سعد اباد في طهران عام 1937 وفي حلف بغداد عام 1956 وفي كل الاتفاقات الثنائية بين العراق والدول المجاورة ضد الشعب الكوردي والتي اغتالت ثورة أيلول عام 1975 وسكتت عن مجازر الإبادة الجماعية في الانفال عام 1988 هي التي تقف وراء الحملة المستمرة ضد البارزاني المطالب بالاستقلال وهم لا يستوعبون ولا يمكنهم ان يستوعبوا حقيقة ان هناك أربعون مليون انسان في قلب الشرق الأوسط لديهم هدف واحد لا غير وهو استقلال بلادهم كوردستان اللهم إلا الذين باعوا انفسهم لتحقيق مصالحهم الذاتية او الفئوية.
&
الالتزام والاحتكام للقانون والدستور كلمة حق ولكن البعض يريد بها الباطل والى ان نرى نتائج مواقف السيد البارزاني وقدرته ان يحقق خطوة أخرى نحو الامام نحو تحقيق الهدف الكوردي المشروع والعادل سنبقى نسمع تكرار القصة القديمة المملة عن بيع القضية الكوردية بالبرتقال دون ان نعرف هل باعها بسلة او بعدد من السلال.
&
&